كبير موظفي البيت الأبيض.. رجل بايدن الذي "لا يقدر بثمن"
عادةً ما يكون اختيار رئيس الأركان هو أول قرار كبير لرئيس أمريكي منتخب، لكن الأمر ليس هكذا مع ساكن البيت الأبيض المنتظر.
فالرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، اختار أن يفتح بنك أسماء إدارته من داخل مقر الحكم، مع رون كلاين (59 عاما)، الذي عينه كبير موظفي البيت الأبيض.
لكن لماذا رون كلاين بالتحديد؟
المتابع لتصريحات بايدن، والتي قرأتها "العين الإخبارية"، يحلل من بين السطور سيرة هذا الرجل الذي اعتبره الرئيس المنتخب بأنه "لا يقدر بثمن".
ففي تصريحات سابقة قال بايدن "رون كلاين لا يقدر بثمن بالنسبة لي على مدى السنوات التي عملنا فيها معا، بما في ذلك عندما أنقذنا الاقتصاد الأمريكي وهي واحدة من أسوأ فترات الانكماش في تاريخنا عام 2009 ، ثم تغلبنا لاحقا على حالة طوارئ مروعة للصحة العامة في 2014".
ثقة بايدن بالرجل خلال تلك السنوات، جعلته يتلمس "خبرته العميقة والمتنوعة وقدرته على العمل مع الناس من جميع الأطياف السياسية".
وهو بالضبط ما يحتاجه جو بايدن في رئيس موظفي البيت الأبيض، لاسيما في هذه الفترة التي سيسعى فيها- كما قال- إلى "جمع الولايات المتحدة مرة أخرى".
من هو رون كلاين؟
قبل تعيينه كرئيس لموظفي البيت الأبيض، عمل كلاين، الديمقراطي والمحامي المخضرم، لأول مرة مع الرئيس المنتخب في أواخر الثمانينيات عندما كان سيناتورا عن ولاية ديلاوير.
وخلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، شغل رون رئيس موظفي بايدن الذي كان نائبا لرئيس البلاد حينها.
ويعتبر من أشد منتقدي أسلوب تعامل الرئيس دونالد ترامب مع أزمة فيروس كورونا.
يُعرف رون كلاين بأعصابه الثابتة وذكائه الشديد، وهو ما أطلقه عليه كثيرا الرئيس الحالي دونالد ترامب على "تويتر" خلال الحملة الانتخابية.
ويفسر اختيار بايدن لرون كلاين- برأي مراقبين- بأن الرئيس المنتخب يعتزم الاعتماد على دائرة ضيقة من المطلعين في واشنطن الذين وقفوا إلى جانبه لسنوات.
في هذه الأثناء، قالت وسائل إعلام أمريكية إن بايدن، سيعلن عن موظفين كبار آخرين في البيت الأبيض، خلال الأيام المقبلة، على الرغم من رفض ترامب قبول نتائج الانتخابات.
أما الحكومة، فمن غير المرجح أن يكشف بايدن عن اختيارات مجلس الوزراء حتى قرب عيد الشكر، وفق مقربين منه.
التحديات
وبصفته خبيرا في التكتيك السياسي، فإن كلاين على دراية جيدة بأذرع السلطة في كل من الوجهين التنفيذي والتشريعي للحكومة.
لكنه سرعان ما سيتعرض لضغوط لتجميع موظفي البيت الأبيض الذين يتجاوزون الأعضاء المعتدلين في المؤسسة الديمقراطية الذين حاصرهم بايدن نفسه على مدى أربعة عقود في السياسة.
وفوق كل ذلك، مطلوب من الرئيس المنتخب الوفاء بتعهده في حملته الانتخابية بجعل إدارته "تشبه البلد" الواحد.
وفي أول تعليق له على التعيين، قال كلاين إنه يتطلع إلى تجميع "فريق موهوب ومتنوع للعمل في البيت الأبيض، من أجل التغيير ورأب الصدع في بلدنا".
تعيينٌ أشادت به إليزابيث وارن من ولاية ماساتشوستس، وأحد المنافسين الليبراليين لبايدن في الترشح للرئاسة.
ووصفت وارن تعيين كلاين بأنه "خيار رائع"، وقالت إنه "يتفهم حجم الأزمة الصحية والاقتصادية ولديه تجربة لقيادة هذه الإدارة القادمة".