بعد 19 عاما.. بايدن يعيد مذاق "حلوى" لأطفال قرية صينية
قبل نحو عقدين استقبل أهالي قرية صينية صغيرة بالقرب من بكين سياسيا أجنبيا توقف لزيارتهم، وهذا الضيف هو جو بايدن.
ففي أغسطس/آب عام 2001 كان بايدن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عندما قام بزيارة رسمية الى الصين، ومرّ حينها بقرية يانزيكو ليتحدث مع سكانها ويشتري الحلوى للأطفال.
تانغ شاوجون التي كانت في الـ21 من عمرها تتذكر أن مسؤولين قرعوا الباب بينما كانت في منزلها تعتني بطفلها البالغ شهرين، وهو مشهد نادر في ريف الصين في تلك الفترة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاوجون، قولها: "اعتقد انهم اختاروا زيارتنا لأن منزلنا كان الأفقر والأكثر تهالكا في القرية حينذاك".
وأضاف زوجها لو شانغكاي البالغ 40 عاما، في المنزل الذي بات مجددا وحوله حديقة مليئة بالأزهار: "لم يكن لدينا ثلاجة حينها أو أدوات عصرية. كنا نطهو الطعام في فرن يعمل على الفحم، اذ لم نكن نملك واحدا يعمل على الغاز، والذباب كان يحوم في كل مكان".
حمل بايدن طفلهما الرضيع بين ذراعيه وقبّله قبل أن يترك 200 يوان (30 دولارا) تحت سكين مطبخ كبير هدية اكتشفاها لاحقا.
تستعيد تانغ ذكرى اللقاء مع بايدن الذي كان يرتدي سترة عليها علامة غوتشي ويقف تحت صورة مزينة للزعيم ماو تسي تونغ: "قال إنه سيأتي ويقوم بزيارة أخرى في المستقبل، وأشار إلى أن لديه حفيدة بنفس عمر طفلي تقريبا".
وعقّب زوجها لو قائلا: "لقد كنا بالتأكيد في غاية الحماسة وفكرت بعدها أن الأجانب أشخاص رائعون ولا يميزون ضد الصينيين".
"اتمنى له الحظ الجيد"
ولم يتنبه الزوجان إلى أن الأمريكي الذي التقوه هو الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن حتى شاهدا هذا الأسبوع صورا أرشيفية لزيارته عام 2001 كي يروها.
في العقود التي تلت أدى النمو الاقتصادي السريع في الصين إلى إحداث تغييرات كبيرة في أماكن عدة من البلاد، لدرجة أنه لم يعد بالإمكان التعرف عليها الآن.
فالأكواخ الحجرية في يانزيكو هدمت لتبنى مكانها منازل جديدة من طابقين وبيوت ضيافة تلبي حاجات السياح الذين يزورون سور الصين العظيم القريب منها.
ومعظم سكان القرية بالكاد يتذكرون هذا الحدث، لكن صورا التقطت في ذلك الحين تظهر أشخاصا من كل الأعمار وهم يتحلقون حول بايدن المبتسم.
كما زار بايدن كنيسة القرية حيث أقام له الكاهن قداسا في ذلك الوقت.
ويتذكر لي هوا المزارع البالغ 57 عاما الذي يظهر في إحدى الصور: "لقد كان ودودا للغاية وحميميا، وألقى التحية على جميع الصينيين واشترى مصاصة أو اثنتين للأطفال".
غاو شان كان في التاسعة من عمره عندما تم تصويره وهو يصافح الرئيس الأمريكي المقبل، ويتذكر ان بايدن مازحه بالقول إنه، أي غاو، قد يصبح زعيم الصين يوما ما.
وقال غاو البالغ 29 عاما والذي لا يزال يعيش في القرية: "حينذاك تمنى لي التوفيق، والآن سيصبح الرئيس المقبل هذا رائع".