روسيا تنشر قواتها بـ"قره باغ".. وأرمينيا تعتقل معارضين للاتفاق
أوقفت السلطات الأرمينية، اليوم الخميس، عشرة من قادة المعارضة لدورهم المفترض في احتجاجات عنيفة للتنديد بتوقيع اتفاق يكرس انتصار أذربيجان في نزاع ناغورني قره باغ.
واعتُقل المعارضون وبينهم قادة في حزبي "أرمينيا المزدهرة" و"الاتحاد الثوري الأرميني" بروسبر والطاشناق، حسب مكتب المدعي العام، بتهمة "التنظيم غير القانوني لاضطرابات جماعية عنيفة".
وتجمع آلاف المتظاهرين أمس الأربعاء في العاصمة الأرمينية يريفان، للمطالبة برحيل رئيس الوزراء نيكول باشينيان بسبب وقف لإطلاق النار يضمن تقدما ميدانيا لأذربيجان في إقليم ناغورني قرة باغ الذي يشهد قتالا منذ ستة أسابيع.
وسعت المعارضة الأرمنية الأربعاء إلى التعبئة في وجه رئيس الوزراء الذي تتهمه بخيانة بلده عبر توقيع اتفاق وقف المعارك في إقليم ناغورني قره باغ والقبول بتسليم أراض شاسعة لما سموه "العدو" الأذربيجاني.
وخلال ليل الإثنين الثلاثاء، تعرض مقر الحكومة والبرلمان للاقتحام والنهب جزئيا.
جاء ذلك في الوقت الذي بدأت فيه وزارة الدفاع الأرمينية فرض حظر جوي في سمائها وإقليم ناغورني قرة باغ باستثناء الطائرات العسكرية.
على خطّ موازٍ، بدأ نشر قوات روسية لحفظ السلام في منطقة النزاع، على مشارف المنطقة التي لا تزال تحت سيطرة الأرمن في أذربيجان.
وبعد معارك دامية استمرّت ستة أسابيع في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي، وقعت أرمينيا وأذربيجان الثلاثاء اتفاقاً لإنهاء الأعمال القتالية برعاية موسكو، بعدما أصبحت القوات الأرمنية على وشك الانهيار.
ويكرّس الاتفاق الانتصارات العسكرية الاذربيجانية الكبرى في هذه المنطقة الجبلية الواقعة في القوقاز، بعد معارك أسفرت عن 1500 قتيل في حصيلة جزئية.
ودافع رئيس الوزراء الأرميني عن قراره الأربعاء، مؤكداً أن توقيع وقف المعارك كان الوسيلة الوحيدة للحفاظ على الجمهورية المعلنة من جانب واحد في ناغورني قره باغ، رغم أنها أصبحت ضعيفة وتقلصت مساحتها.
في المقابل، أثار النبأ مشاعر فرح لدى سكان أذربيجان ورحّب الرئيس إلهام علييف بـ"استسلام" أرمينيا.
وينصّ اتفاق وقف الأعمال القتالية خصوصاً على استعادة باكو السيطرة على سبعة من المناطق الأذربيجانية كانت تُستخدم كدرع حماية حول إقليم ناغورني قره باغ، ونشر قوات روسية لحفظ السلام.
واستعادت أذربيجان أيضاً السيطرة على أراضٍ في شمال وجنوب الإقليم الانفصالي.
وسترتبط الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الأرمن بأرمينيا عبر ممر لاتشين البري الذي يمتدّ على خمسة كيلومترات وتضمن روسيا أمنه.
وفي هذا الممر، بدأ الأربعاء انتشار الجنود الروس لحفظ السلام لتأمين هذا الطريق الحيوي بالنسبة لناغورني قره باغ.
وستقام مراكز مراقبة روسية اعتبارا من الخميس في جنوب قره باغ.
aXA6IDMuMTQ3LjIwNS4xOSA= جزيرة ام اند امز