ترامب وبايدن وجها لوجه.. من يستفيد من قواعد المناظرة؟
تتركز الأعين على منصة المناظرة الأولى بين المرشحين الرئاسيين جو بايدن، ودونالد ترامب، وما قد تحدثه من تأثير على سباق البيت الأبيض.
ومن المقرر أن تستضيف شبكة «سي إن إن» الأمريكية، المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب، في 27 يونيو/حزيران الجاري.
وحددت الشبكة الأمريكية عددا من القواعد التنظيمية لهذه المناظرة، وتتمثل أهدافها العامة في:
- الحد من المقاطعات.
- تسهيل المناظرة الفعلية.
لكن بالعودة إلى مناظرات عام 2020 تهدف هذه القواعد إلى منع "السلوك التخريبي" الذي شوهد في المناقشات السابقة، وبالتالي خلق فرص أكثر تكافؤًا.
كما أن التدابير خرجت بعد ضغط كبير من فريق بايدن، للتخفيف من أقوى ميزة لترامب، وهي دعم الجماهير، فضلا عن استخدامه لتكتيكات المقاطعة في أثناء الحديث.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه التدابير قد تساعد ترامب -أيضًا- في الظهور بمظهر "الشخص غير العصبي" و"غير اللائق للرئاسة" من خلال المقاطعات المستمرة.
وتتضمن القواعد الأساسية عدم وجود جمهور، وإغلاق الميكروفونات في أثناء دور المرشح الآخر في التحدث، وعدم وجود بيانات افتتاحية.
مَن يستفيد أكثر؟
إلى التفاصيل، التقى بايدن وترامب في مناظرتين رئاسيتين، قبل أربع سنوات، كانت الأولى في سبتمبر/أيلول 2020، ووُصفت بـ"الكارثة"، إذ قاطع ترامب بايدن مرارًا وتكرارًا. وشهدت هذه المناظرة رد بايدن الشهير على مقاطعات ترامب في أثناء حديثه: "هل تصمت يا رجل؟".
وكنتيجة حتمية لهذه المشاهد، تركت المناظرة الناخبين محبطين بشأن اختياراتهم لمنصب الرئيس. لكنها تركت أيضا للشبكات الإعلامية، والوجهات المستضيفة للمناظرات مخططًا، لما لا يجب فعله عند استضافة مناظرة بين بايدن وترامب.
وفي الوقت الحالي، اعتمدت شبكة "سي إن إن" على التجارب السابقة لتقديم مجموعة من القواعد، على أمل أن يؤدي ذلك إلى خطاب مدني مُنظم.
ونصت القاعدة الأولى على عدم وجود جمهور، إذ أصر معسكر بايدن على إجراء المناظرة دون حضور جماهيري.
ويُمكن استنتاج أسباب هذا الإصرار من حقيقة أن ترامب يحب الجماهير، والجمهور غالبا ما يحب ترامب خلال اللقاءات والخطابات.
إذ قال أحد مستشاري بايدن لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، دون الكشف عن هويته، إن "ترامب يتغذى على الحشود، فهم يمنحونه الحياة. أردنا أن نُزيل ذلك بعيدا".
القرار أيضا يعود إلى حدث قبل عام تقريبا، حينما شاهد فريق بايدن، ترامب خلال لقاء لشبكة "سي إن إن" في ولاية نيو هامبشاير، وهو يحظى بهتافات الحشود.
لذلك، أصر معسكر بايدن، الذي أدرك حجم الميزة التي سيجنيها ترامب من الجمهور الصاخب الداعم، على إجراء المناظرة دون جمهور في عام 2024.
ومن جانب آخر، كان فريق بايدن قلقًا من أن مرشحهم الذي يعاني من ضعف السمع، سيواجه صعوبة في المناقشة وسط ضجيج الخلفية لجمهور متحمس.
وبعد امتثال شبكة "سي إن إن"، فإن عدم وجود جمهور لا يقدم بالضرورة ميزة لبايدن، إلا أنها تحرم ترامب من ميزة أيضا، وبالتالي تكافؤ الفرص.
القاعدة الثانية
إلى القاعدة الثانية، إغلاق الميكروفونات في أثناء دور المرشح الآخر، على عكس المناظرات السابقة، إذ كان الميكروفون الخاص بكل مرشح يعمل طوال الوقت.
وكانت النتيجة؛ الكثير من المقاطة، وتمكن ترامب، الذي بدا وكأنه يتحدث بشكل مستمر خارج دوره، من تعطيل الإيقاع وإعاقة حتى أكثر المتناظرين خبرة.
ولم يرغب فريق بايدن في أن يعرقل ترامب، نقاط حوار مرشحهم، التي من المرجح أن يتم توجيهها نحو مهاجمة ترامب بشأن حقوق الإجهاض، واستجابته لجائحة كوفيد 19، والتهديدات للديمقراطية.
إلى تقييم هذه القاعدة، فظاهريًا، يبدو أن الميكروفونات المغلقة تمثل ميزة لبايدن. لكن كان يُؤخذ على ترامب عدم سماحه لخصمه بإنهاء حديثه، ما يزيد المخاوف من أن نجم تلفزيون الواقع السابق لا يصلح للرئاسة.
لذلك، في حين أن بايدن سيكون بلا شك في وضع جيد وأكثر سهولة لإيضاح نقاطه، دون انقطاع، إلا أن فريق بايدن ربما منع ترامب من "إطلاق النار على نفسه" بسبب أساليبه في المناظرة.
أما القاعدة الثالثة "لا توجد بيانات افتتاحية"، فإنها قاعدة مفيدة لكليهما، إذ لا يعتبر أي من المرشحين خطيبًا عظيمًا.
aXA6IDMuMTMzLjEwNy4xMSA=
جزيرة ام اند امز