حملة «تهديد الديمقراطية».. هل تنجح مناورة بايدن ضد ترامب؟
صراع انتخابات الرئاسة الأمريكية يحتدم بين الرئيس الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، لكن الأول يحرز نقاطا بحملة "تهديد الديمقراطية".
إذ يبدو أن حجة الرئيس جو بايدن بأن دونالد ترامب يمثل تهديدا للديمقراطية تكتسب زخما لدى بعض مجموعات التصويت المهمة في المراحل الأولى من سباق 2024، وهي نقطة مضيئة محتملة لبايدن، بينما يكافح من أجل تحقيق اختراق الاقتصاد وغيره من الأمور.
وتشير استطلاعات الرأي والنتائج الأولية المبكرة إلى أن رسالة حملة بايدن بأن ولاية ترامب الثانية ستلحق الضرر بالمؤسسات الديمقراطية بشكل لا يمكن إصلاحه، وتضعف مكانتها في العالم، تقنع الديمقراطيين وبعض المستقلين.
لكن في المقابل، تظهر استطلاعات الرأي أيضا أن غالبية الجمهوريين يعتقدون أن بايدن يمثل تهديدا للديمقراطية، وفقا لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وتفصيلا، وجد استطلاع حديث أجرته "AP-NORC" أن الأمريكيين يعتقدون أن انتخابات 2024 ستؤثر على "مستقبل الديمقراطية" في الولايات المتحدة أكثر من أي قضية أخرى، إلى جانب الاقتصاد والإنفاق الحكومي.
ولفت الاستطلاع، الذي أجري في ديسمبر/كانون الأول، إلى بروز المخاوف بشأن الديمقراطية على حساب على الهجرة والإجهاض وتغير المناخ، في سلم أولويات الناخبين.
وكشف أن 54% من الأمريكيين يعتقدون أن انتخاب ترامب سيضعف الديمقراطية، مقابل 48% يعتقدون أن إعادة انتخاب بايدن ستضعف الديمقراطية.
في السياق ذاته، وجد استطلاع منفصل أجرته جامعة هارفارد "CAPS-Harris"، الشهر الماضي، أن أغلبية من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب يمثل تهديدا للديمقراطية.
وشمل هذا الرأي أصوات 84% من الديمقراطيين و20% من الجمهوريين.
ويعتقد نحو 16% من الديمقراطيين الذين شملهم الاستطلاع أن ترامب لا يشكل تهديدا، فيما لم توضح نتائج الاستطلاع ما إذا كان المشاركون قد سُئلوا عن تهديد بايدن للديمقراطية.
وقالت دانييلا فينسون، أستاذة السياسة والشؤون الدولية في جامعة فورمان بولاية ساوث كارولينا، إن "أحد أفضل الطرق لتحفيز الناس على الذهاب إلى صناديق الاقتراع هو الخوف والغضب".
وأضافت أن "تحويل التركيز على ترامب يمكن أن يساعد بايدن في جعل الناخبين يتجاهلون أسعار البقالة المرتفعة".
وفي المقابل، لم تشهد حملة بايدن نجاحا مماثلا حتى الآن في رسائلها حول القضايا الرئيسية الأخرى في سباق 2024.
إذ وجد نفس استطلاع جامعة هارفارد "CAPS-Harris" أن غالبية الناخبين لا يوافقون على تعامل بايدن مع قضايا الاقتصاد والهجرة والسياسة الخارجية مثل الصراع بين إسرائيل وحماس.
وتقل نسبة الموافقة الإجمالية على أداء بايدن في الملفات المختلفة بشكل كبير عن 50%، وهو يتنافس بقوة أو يتخلف عن ترامب في استطلاعات الرأي الوطنية واستطلاعات الرأي في الولايات.
وإلى ترامب الذي يواجه اتهامات جنائية من قبل وزارة العدل بزعم سوء التعامل مع معلومات سرية بعد ترك منصبه والعمل على إلغاء انتخابات 2020.
إذ قال مات بول، المستشار السابق لهيلاري كلينتون ومدير مؤسسة كورنرستون للشؤون العامة، إن "دعمه بين المعتدلين وحتى الجمهوريين الأقوياء إذا تمت إدانته ضعيف في أحسن الأحوال، هذا مقلق للغاية بالنسبة لـ [ترامب]".
ومن جانبهم، جادل الجمهوريون بأن بايدن يركز على التهديدات التي تواجه الديمقراطية، لأنه ليس لديه العديد من القضايا التي يمكن أن يلجأ إليها لتنشيط الديمقراطيين في مباراة انتخابية عامة محتملة ضدهم.
وقال روبرت بليزارد، أحد منظمي استطلاعات الرأي الجمهوريين، عن بايدن والديمقراطيين في انتخابات عام 2024: "إنهم لا يريدون أن تكون الانتخابات حول الاقتصاد أو الجريمة أو الحدود، يريدون أن يكون الأمر متعلقا بالتهديدات التي تواجه الديمقراطية والإجهاض".
وفي الجانب الآخر من ملعب المباراة المحتدمة، قال ترامب إنه هدف لما يسمى بشبكة "الدولة العميقة" من المسؤولين الذين يعملون على تقويضه من داخل وكالات الاستخبارات الفيدرالية ووكالات إنفاذ القانون وأجزاء أخرى من الحكومة.
ويحظى هذا الرأي بشعبية بين العديد من الجمهوريين في الكونغرس، كما أشار الجمهوريون أيضا إلى قرار وزارة العدل العام الماضي بتوجيه الاتهام إلى ترامب كدليل آخر على أن إدارة بايدن تحاول سجن أكبر منافس سياسي للرئيس.
وقالت فينسون، الخبير السياسي في جامعة فورمان، إن ترامب تبنى هذه الحجة أيضا، ولكن لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأنها ستساعده في التأثير على الناخبين المتأرجحين الرئيسيين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأضافت أن تقديم "حجة مفادها "بايدن هو التهديد [الأكبر] للديمقراطية" من المرجح أن يجذب ناخبي ترامب المتشددين فقط، وليس الجمهوريين المعتدلين والمستقلين الذين يحتاجهم للتغلب على الرئيس.
وقال بول إن معظم الناخبين لن يبدأوا في الاهتمام بالانتخابات حتى الصيف، لكنه لفت إلى أن رسائل بايدن المبكرة تضع "قضية الديمقراطية الحاسمة" في المقدمة.