لم يبق على الانتخابات الأمريكية والتي تحظى بتغطية وسائل الإعلام العالمية، وحتى اهتمام الفرد البسيط سوى ٩ أشهر.
وقيمة هذه الانتخابات، أنها تجلب معها رئيسًا، بيدهِ قرارات قادرة على تغيير موازين القوى في العالم.
وفي الوقت الذي تشتد فيه الحملات الانتخابية، وتتضح الصورة حتى اللحظة بأن سيناريو 2020 على وشك أن يتكرر في 2024، وذلك بمواجهة محتملة بين دونالد ترامب والرئيس الحالي جو بايدن، فإن بايدن يواجه عامًا مملوءاً بالتحديات، كما واجه سلفه ترامب في عامه الأخير جائحة كورونا، والتي كانت سببًا للإطاحةِ به.
ولربما الأزمة الأكبر حاليًا، هي حرب غزة.. والتي يحاول من خلالها بايدن إرضاء الجناح الداعم لإسرائيل في الولايات المتحدة واللوبي الإسرائيلي (آيباك)، وذلك بدعمه الكامل لإسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها.
إلا أن اقتراب الانتخابات، وأهمية "العرب الأمريكيين" دفعه لاتخاذِ إجراءاتٍ يهدف من خلالها لاستعادة ثقتهم، وتبيان محاولاته في الضغط على إسرائيل لإيقاف هذه الحرب.
أولًا، ما نقلته "أكسيوس" عن أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن طلب من المسؤولين في وزارته إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية بشأن اعتراف أمريكي ودولي محتمل بالدولة الفلسطينية بعد نهاية الحرب في غزة، ثم فرضُ بايدن لعقوباتٍ على مستوطنين إسرائيليين، معللًا ذلك بأن عنف المستوطنين أصبح لا يحتمل.
لكن من ينظر إلى الزيارة التي تلت إصداره لهذه العقوبات، يرى أن بايدن قد توجه إلى ميشيغان، الولاية المتأرجحة، والتي انتصر فيها على ترامب في 2020 بفارق يتخطى 154 ألف صوت بقليل، ودائمًا ما يكون كسب الولايات المتأرجحة هو فوزٌ بالبيت الأبيض.
إن مراجعة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والعقوبات على المستوطنين، وزيارة ميشيغان يبدو للمتابع، أن بايدن يبحث عن دعم العرب الأمريكيين، والذين تقدّر أعدادهم بما يتخطى 200 ألف شخص، وفي ولايةٍ متأرجحة كميشيغان.
وما زاد الطين بلة، أن المعهد العربي الأمريكي أظهر في استطلاعه الذي أجري بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أن شعبية بايدن هبطت من 59% في 2020 إلى 17% في أواخر 2023 عند العرب الأمريكيين.
وفي ذات الأسبوع ندد بايدن بما كُتِب في صحيفة "وول ستريت جورنال" قبل أيام عن مدينة ديربورن الواقعة في ولاية ميشيغان والتي وصفت بأنها "عاصمة التطرف في أمريكا"، قائلًا إن هذه الأفعال قد تؤدي إلى كراهية العرب والإسلاموفوبيا.
أسبوعٌ واحد تخللته هذه الأحداث، مما يظهر رغبة بايدن بالحفاظ على كرسيه في البيت الأبيض، بطلب ودّ العرب الأمريكيين، في وقتٍ رفضوا لقاء حملته الانتخابية، وحتى الجلوس مع وزير خارجيته أنتوني بلينكن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة