إن عالمنا العربي اليوم يمر بمرحلة صعبة جداً، نتيجة أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما تبعها من موجات عنف متواصلة.
وعدوان مستمر على مدنيي قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، والفوضى التي تقوّم مليشيات الحوثي في مضيق باب المندب بدعم من إيران، فضلاً عن الهجمات التي تقوم بها مليشيات ولائية في العراق وسوريا ولبنان.
وهناك مَن يرى أن المنطقة دخلت في أتون صراعات قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات، وهي صراعات مضرة جملةً وتفصيلاً بالدول العربية المنهارة كلياً كسوريا والعراق ولبنان واليمن، ناهيك عما يحصل في فلسطين، وما يجري في السودان من تطورات مخيفة بين الجيش النظامي والدعم السريع منذ مدة.
وفي النموذج الإماراتي على وجه الخصوص نجد تجربة عربية ناجحة يسترشد بها أو يستفاد من بعض محاورها، كما يقول الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في منشور مهم وقصير نشره قبل أيام على حسابه الرسمي في منصة "إكس" (تويتر سابقا).
وهناك فسحة أمل كبيرة تستحق أن نسلط الضوء عليها، لأنها تسهم بشكل أساسي وفعال، في أخذ زمام المبادرة نحو المزيد من التفكير الفعال بضرورة تحقيق الأهداف المرجوة لخدمة الإنسان، وهذا ما تذكر به أبوظبي الجميع دوماً، لأن الحياة ملكٌ لمن يعمرها بالخير والعطاء، لا بالشرور والحروب والكوارث.
ومَن يرد التهرب من إخفاقاته وإحباطاته وتحميل الآخرين مسؤولية ذلك يلجأ بطبيعة الحال إلى السب والشتم والتدليس، بغية حرف الأمور عن مسارها، وإغراق وسائل التواصل الاجتماعي بكمٍ هائل من الشائعات، دون أدلة أو براهين تمت بصلة للواقع.
ولأن الإمارات محور حديث الساعين نحو مستقبل أفضل، وتمتلك مقومات الازدهار والنجاح بطرق عصرية، فإن الإعجاز الحقيقي والمنطقي الذي قامت به قيادة الإمارات يمكن للمرء تلخيصه بكلمتين، العمل الصحيح، والتعاون البناء بين الدول.
ولأن الإمارات ماضيةٌ كذلك في طريقها نحو التنمية المستدامة بكل مفرداتها، بل بمنهجية عقلانية وواقعية، فإن هناك أملا كبيرا يلوح في نهاية المطاف، لكل من يريد التوقف عند هذه التجربة الفريدة من نوعها في مختلف المجالات، السياسية منها والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية حتى الإعلامية.
ولطالما ذكرت الإمارات العالم بأسره على مدى السنوات المتتالية بضرورة الإعلاء من شأن الأخوة الإنسانية، التي تمثلت بميثاق مهم، دشنه شيخ الأزهر الشريف العلامة أحمد الطيب وقداسة بابا الفاتيكان في أبوظبي برعاية كريمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وقد علمتنا الأحداث والمواقف، التالي: أينما تتجه بوصلة الإمارات فهي جهة الصواب، فالسياسة رؤية وفن لا معارك، وقد أثبتت السياسة الإماراتية المتزنة، أنها تسير بخطى ثابتة نحو القمم وتعزيز قيم التعايش والسلام والتقدم والازدهار والأمن والأمان لجميع دول العالم.
والإمارات بتجربتها التاريخية تعمل على نقل المعرفة للمحيط العربي، وتعمل بجد على انتشال دول دمرتها عقليات تعتاش على تجميد الأزمات والتهرب من الحلول، والإمارات أيضاً تعمل على تنمية شعوب المنطقة عبر برامج مثل نوابغ العرب وتحدي القراءة العربي، ومبادرة نوابغ الفضاء العرب والمؤثرين العرب والمبرمجين وصناع الأمل.
وأخيراً فإن الاستسلام للواقع لن يغير الحقيقة، وهذا ما تريد التجربة الإماراتية أن تقوله لكل العرب، فالواقع في حاجة لسواعد البناء في ظل الظروف الصعبة، والمستقبل وحده من يكفل للمجتمعات الخروج السليم من كل التحديات الراهنة، والإمارات تبعث الأمل عبر العمل الجاد، وعلى العقلاء أن يكونوا قادرين على تلبية متطلبات الحياة الكريمة بمثل هكذا تجارب عربية رائدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة