الانتخابات الأمريكية.. ماذا لو تعادل بايدن مع ترامب في الأصوات؟
ما يتوقعه الجميع مباراة نارية بين جو بايدن ودنالد ترامب، لكن السؤال الذي لم يحظ بالاهتمام الكافي هو ماذا لو تعادل الخصمان؟
وقبل 6 أشهر من الانتخابات الرئاسية، يدور الناخبون الأمريكيون في حلقة من الاحتمالات التي تبدأ بسؤال ماذا لو؟
فماذا لو أثبت الرئيس الديمقراطي جو بايدن خطأ استطلاعات الرأي وفاز بولاية ثانية؟
وماذا لو عاد المرشح الجمهوري ترامب إلى البيت الأبيض مرة أخرى؟
لكن ماذا لو تعادل الخصمان؟
هذا الاحتمال المليء بالإثارة لم يحدث في الولايات المتحدة منذ 200 عام عندما فاز أندرو جاكسون في التصويت الشعبي.
لكنه لم يتمكن من الفوز في المجمع الانتخابي ليفوز خصمه جون كوينسي آدامز بالرئاسة، ما أدى إلى موجة شعبوية ضخمة أعادت تشكيل السياسة الأمريكية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه حملة المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور سحب ما يكفي من الأصوات، قد لا يتمكن أي من المرشحين من الوصول في المجمع الانتخابي إلى الرقم الذهبي وهو 270 مندوبا، وفقا لما ذكرته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وليس من المستحيل تصور تعادل بايدن وترامب ليحصل كل منهما على 269 مندوبا، وبالنسبة للحزب الجمهوري الذي خسر التصويت الشعبي في 7 من الانتخابات الرئاسية الـ8 الماضية، فقد يكون هذا هو أفضل وسيلة للفوز.
وفي سيناريو لم يحدث منذ عام 1824، قد يفوز الديمقراطيون بالتصويت الشعبي.
لكن في ظل التعادل داخل المجمع الانتخابي، يعيد الجمهوريون ترامب إلى البيت الأبيض بفضل هيمنتهم على مجلس النواب الذي سيقوم بانتخاب الرئيس وفقا للتعديل الـ12 من الدستور.
التاريخ
لرسم صورة للتداعيات السياسية لسيناريو التعادل، يجب العودة إلى التاريخ حين اجتمع أعضاء مجلس النواب بجلسة استثنائية في 9 فبراير/شباط 1824، لانتخاب الرئيس السادس للولايات المتحدة بموجب التعديل الثاني عشر للدستور.
وشهدت انتخابات الرئاسة بالعام المذكور منافسة شديدة بين المرشحين الأربعة المنتمين للحزب الجمهوري الديمقراطي، وهم وزير الخارجية جون آدامز، وعضو مجلس الشيوخ السابق جاكسون، ووزير الخزانة ويليام كروفورد، ورئيس مجلس النواب هنري كلاي.
وفي ذلك الوقت، كان الحزب الفيدرالي المعارض في حالة تدهور حاد منذ فترة طويلة، لذا لم يكن ا لسؤال ما إذا كان الجمهوري سيفوز لكن أي جمهوري سيفوز؟
وفاز جاكسون بنسبة 42.5% من الأصوات الشعبية مقابل 31.5% لآدامز، في حين حصل كلاي وكروفورد على 13% فقط، وفي الهيئة الانتخابية لم يتمتع أي مرشح بأغلبيتها، لكن جاكسون حصل على 99 صوتا مقابل 84 لآدامز.
وعلى عكس الانتخابات الرئاسية عام 1800، وهي المرة الوحيدة الأخرى التي كان فيها انتخاب الرئيس في يد مجلس النواب، كانت المنافسة حامية لكن آدامز أبرم اتفاقا مع كلاي الذي حصل لاحقا على منصب وزير الخارجية.
نظام جديد
هذه الصفقة التي أوصلت آدامز للرئاسة، أغضبت جاكسون وأنصاره لكنها فعلت كثيرا لتسريع صعود نظام جديد متجذر في الديمقراطية الجماهيرية.
وأنشأ أنصار جاكسون أول حملة رئاسية حقيقية، حيث حشدوا محرري الصحف وسعوا لكسب دعم المشرعين في الولاية الذين بدورهم "رشحوا" الجنرال السابق لمنصب الرئيس.
كما أنشأوا منظمات حكومية ومحلية من شأنها أن تكون حاسمة في التصويت بالانتخابات التالية عام 1828.
وتبنى آدامز الذي سيتجمع مؤيدوه في النهاية تحت راية الجمهوريين الوطنيين، وجاكسون، الذي أطلق أنصاره على أنفسهم اسم الجمهوريين الديمقراطيين، أساليب جديدة للاتصال بما في ذلك الصحف الحزبية والكتيبات اليدوية وحتى الأغنيات.
وبعد مرور 200 عام، ربما يحاول الجمهوريون الآن هندسة فوز ترامب في مجلس النواب، لكن النظام الديمقراطي الذي لم يعد يستجيب لإرادة الأغلبية من الممكن أن ينهار.
ومثلما حدث في عام 1824، فقد يكون عام 2024 عاما فاصلا للديمقراطية الأمريكية إذا وصلت الانتخابات إلى مجلس النواب.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحرك الإصلاحات السياسية المتوقفة منذ فترة طويلة مثل فرض حدود زمنية للمحكمة العليا وإلغاء المجمع الانتخابي.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MS4yNiA= جزيرة ام اند امز