5 ملفات شائكة في أول لقاء بين ترامب وجين بينغ
قمة غير عادية تجمع الرئيسين الأمريكي والصيني في فلوريدا لمناقشة الملفات التي تهدد بإدخال العالم في تأزم جديد إن استمر الخلاف حولها
يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الصيني، شي جين بينغ، لأول مرة، الخميس، في فلوريدا، لإجراء مناقشات تصدرها 5 ملفات شائكة هي موضع خلاف حاد بين البلدين منذ سنوات.
وهذه الملفات هي: كوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان والتجارة الحرة وتايوان.
وكوريا الشمالية هي أهم الملفات، خاصة بعد قيام بيونج يانج بإطلاق صاروخ باليستي جديد وإجراء تجربة نووية في سبتمبر/ أيلول الماضي، وهي الخطوة التي جلبت عليها فرض عقوبات دولية جديدة.
ونقطة الخلاف بين الصين وأمريكا حول هذا الأمر في أن أمريكا ترى أن بكين قادرة على إقناع حكومة بيونج يانج بالتخلي عن برنامجها النووي أو تحجيمه لكنها لا تفعل.
والصين حليف وثيق لكوريا الشمالية منذ أن أخذت جانبها في الحرب الكورية (1950-1953)، في حين أخذت الولايات المتحدة جانب كوريا الجنوبية.
وما زال شكل هذا التحالف قائما حتى الآن.
غير أن الصين تنفي أن يكون لها مثل النفوذ الكافي لإقناع بيونج يانج بالتخلي عن برنامجها النووي، وتبدي معارضتها للعقوبات المفروضة على حليفتها؛ باعتبار أنها تؤثر على الشعب.
ولكن في الأسباب الجوهرية فإن الصين تخشى من أنه في حالة انهيار نظام بيونج يانج فإن اللاجئين سيتدفقون عبر الحدود إليها، وستكون فرصة للقوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية للانتشار على الحدود الكورية الصينية حال إعادة توحيد الكوريتين.
كما تعارض الصين نشر واشنطن الدرع الصاروخية "ثاد" في كوريا الجنوبية، معتبرة أنها تمس بقوتها الرادعة.
والأحد الماضي لوَّح ترامب بإمكانية القيام بعملية عسكرية إذا لم تستجب كوريا الشمالية لمطالب الحد من برنامجها النووي.
وفيما يخص ملف التجارة، اتهم دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية الصين باتباع ممارسات تجارية غير نزيهة وتخفيض قيمة عملتها لتشجيع صادراتها التي أغرقت السوق الأمريكية وتهدد المصانع الأمريكية بحسب رأيه.
كما هدد بكين بفرض رسوم جمركية رادعة إذا لم تعمد إلى تسهيل وصول الولايات المتحدة إلى أسواقها.
وفي رسالة على تويتر الأسبوع الماضي، وصف الرئيس العجز في الميزان التجاري مع الصين البالغ أكثر من 310 مليارات دولار، بأنه مشكلة خطيرة ستجعل محادثاته مع شي جين بينج "في غاية الصعوبة".
في المقابل، تؤكد بكين أنها لا تسعى إلى تحقيق فائض في مبادلاتها التجارية مع الولايات المتحدة، وتدعو واشنطن إلى تليين ضبطها للصادرات في قطاع التكنولوجيا المتطورة.
وعن تايوان، أثار ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي قلق الصين حين تلقى مكالمة هاتفية من رئيسة تايوان، تساي إينج وين، حيث تعتبر بكين تايوان إحدى محافظاتها، وتحظر أي اتصال رسمي بين الجزيرة ودول أجنبية يعطيها أي ملمح استقلالي.
ويستغل ترامب هذا الأمر كأداة للضغط على الصين.
من ناحيتها تستغل الصين الخلاف حول بحر الصين الجنوبي كأداة ضغط على واشنطن.
ويعود الخلاف إلى أن الصين تطالب بالسيادة شبه الكاملة على هذه المنطقة الاستراتيجية؛ حيث تعمد إلى إنشاء جزر اصطناعية يمكن أن تنشر أسلحة على بعضها.
وانتقدت إدارة ترامب هذه العمليات.
وفي عهد خلفه باراك أوباما أرسلت واشنطن إلى المنطقة سفنا حربية وطائرات تحت شعار الدفاع عن حرية الملاحة.
ويشكل ملف حقوق الإنسان خلافا تقليديا بين البلدين منذ سنوات طويلة.
لكن دونالد ترامب لم يبد منذ تولي مهامه سوى اهتمام محدود بهذه المسألة.
وكان ترامب عام 1990 أشاد بقيام الجيش الصيني بإخلاء ساحة تيان أنمين في بكين من المتظاهرين المعارضين للحزب الشيوعي الحاكم بالقوة بعد فشل المفاوضات معه عام 1989.