في غياب ترامب.. قطار الاقتصاد الصيني يبدأ رحلة ما بعد كورونا
بدأت الصين الاستعداد لمرحلة جديدة من النمو الاقتصادي، بعد أن تعافت تدريجيا من تأثيرات جائحة كورونا (كوفيد - 19).
الصين التي شهدت أول حالة تفشي لفيروس كورونا، نجحت في السيطرة على الأزمة الصحية، وقدمت النموذج الأمثل للعالم في مواجهة الجائحة.
ورغم الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الصيني في الأشهر الأولى لتفشي الجائحة، إلا أنها نجحت في تحقيق نمو اقتصادي بلغ 0.7% في الأشهر التسعة الأولى من 2020، وزاد الناتج الإجمالي للربع الثالث من السنة 4.9% على أساس سنوي.
كشفت الصين عن استراتيجية هذا العام للحد من اعتمادها على الأسواق الخارجية من أجل النمو في المدى الطويل، في تحول أطلقه شقاق آخذ بالاتساع مع الولايات المتحدة، في ظل رئاسة دونالد ترامب الذي سيغيب عن المشهد بعد تسليم السلطة للرئيس المنتخب جو بايدن.
وقالت بكين إنها ستعتمد في المقام الأول على دورة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك المحلي، مدعومة بالابتكار وتحديث اقتصادها.
وأكد لي كه تشيانغ رئيس الوزرء الصيني، الثلاثاء، أنه يتوقع عودة النشاط الاقتصادي في الصين إلى نطاق معقول العام المقبل، بعد تداعيات كورونا على نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2020.
وسجلت الصين منذ تفشي المرض وحتى الآن نحو 86 ألفا و464 إصابة ونحو 4 آلاف و634 حالة وفاة، وهي من أقل دول العالم في تسجيل الإصابات اليومية.
وقال رئيس الوزراء الصيني في مؤتمر صحفي مع قادة 6 منظمات اقتصادية ومالية دولية رئيسية، من بينها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إن "اقتصاد الصين هذا العام يمكنه تحقيق نمو إيجابي، ونتوقع العام القادم أن يكون بوسع العمليات (الاقتصادية) العودة إلى نطاق معقول".
وأضاف لي "سنواصل زيادة الانفتاح، ومن المؤكد ألا نستهدف فائضا تجاريا" مشددا على أن الصين ستولي نفس الاهتمام بكل من الواردات والصادرات وأنها تريد تحقيق توازن تجاري.
وتابع أن بكين ستسمح للاستهلاك بالاضطلاع بدور "توجيهي"، وللاستثمار بدور "فعال".
وبدأت الأرقام الإيجابية تزين اقتصاد الصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم) بعد مرور 11 شهرا على تفشي (كوفيد - 19).
ونمت واردات الصين خلال أكتوبر بنسبة 4.7%، وزادت الصادرات بنسبة 11.4% على أساس سنوي مع استمرار تعافي الاقتصاد من جائحة كورونا.
وارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بحسب البيانات الجمركية الصينية بنسبة 22.5% على أساس سنوي في أكتوبر/ تشرين الأول، بينما نمت الواردات بنسبة 32.9%.
وأظهرت بيانات حديثة لمكتب الإحصاءات الوطني، أن الإنتاج الصناعي لثاني أكبر اقتصاد في العالم نما 6.9% في أكتوبر/تشرين الأول مقارنة به قبل عام، مضاهيا مكاسب سبتمبر/أيلول ومتخطيا توقعات المحللين التي كانت لنمو 6.5% في استطلاع أجرته رويترز.
ونما اقتصاد الصين 4.9% في الربع الثالث لكن معدل النمو السنوي قد يتباطأ إلى 2% في 2020. وسيكون ذلك أضعف معدل نمو فيما يزيد على 30 عاما، لكنه أقوى كثيرا من الاقتصادات الرئيسية الأخرى.
وشكل 15 اقتصادا آسيويا أكبر منطقة تجارة حرة في العالم، في صفقة تدعمها الصين وتستبعد الولايات المتحدة، التي انسحبت من مجموعة منافسة لآسيا والمحيط الهادي في ظل رئاسة دونالد ترامب.
ووسط تساؤلات عن مدى اهتمام الولايات المتحدة بآسيا، قد تعزز الشراكة وضع الصين كشريك اقتصادي لجنوب شرق آسيا واليابان وكوريا، إذ تضع ثاني أكبر اقتصاد في العالم في مكانة أفضل لصياغة قواعد التجارة في المنطقة.
aXA6IDMuMTM5LjY3LjIyOCA=
جزيرة ام اند امز