مواجهة الثلاثاء.. دروس من مناظرة ترامب وهيلاري قد تفيد كامالا هاريس
قبل المواجهة المرتقبة بين كامالا هاريس، مرشحة الديمقراطيين ودونالد ترامب مرشح الجمهوريين في انتخابات الرئاسة الأمريكية غدا، تسلط مناظراته مع هيلاري كلينتون في 2016 الضوء على التحديات في سباق متقارب.
وسيتعين على هاريس مواجهة ترامب المعروف بمهارته في المناظرات وخبرته الكبيرة في إزعاج المنافسين بوابل من الإهانات والمقاطعات مع حرصه على إظهار ثقته التي لا تتزعزع في نفسه في المقابل سيواجه الرئيس السابق مدعية عامة معروفة بتوجيه اللكمات الحادة ولمرة جديدة يخوض مناظرة مع امرأة قد تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة وذلك وفقا لما ذكرته وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية.
وخلال مناظرتهما الأولى في أواخر سبتمبر/أيلول 2016 بدأ ترامب بأفضل سلوك له حيث صافح المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بحرارة وقال في إجابته الأولى إنه يتفق معها حول أهمية رعاية الأطفال بأسعار معقولة.
وخاطب ترامب هيلاري باسم "الوزيرة كلينتون" ثم سألها "هل هذا جيد؟.. أريدك أن تكوني سعيدة جدا هذا مهم بالنسب لي" وهو ما أثار ضحكات الحضور بما في ذلك السيدة الأولى السابقة لكن في المناظرات اللاحقة أطلق الملياردير الجمهوري عليها اسم هيلاري في حين خاطبته هي باستمرار باسم دونالد.
وجاءت الضربة الأولى من كلينتون التي قالت إن وجهات نظرهما المختلفة نابعة من حقيقة أن ترامب تلقى ملايين الدولارات من والده الثري، بينما كان والدها يعمل بجد في طباعة الستائر.
ومع استمرار المناظرة، أصبح ترامب أكثر عدوانية حيث ضغط على كلينتون حول سبب عدم تنفيذها لمقترحات حملتها الرئاسية خلال مشاركتها في الحياة العامة على مدار عقود.
كانت استراتيجية كلينتون في الرد على هجمات ترامب واضحة منذ البداية وهي ألا تنزعج وإنما تضحك عليها.
فلم يظهر عليها الارتباك وهي تتجاهل ما وصفته بـ"أشياء مجنونة لترامب" وعندما حاول تصويرها على أنها سياسية تتكلم فقط بلا عمل ردت بابتسامة قائلة "لدي شعور أنه بحلول نهاية هذا المساء، سأتحمل اللوم على كل ما حدث على الإطلاق".
كانت المناظرة الثانية بينهما أكثر عدوانية خاصة وأنها جاءت بعد يومين فقط من تسريب تصريحات لترامب تباهى فيها بالاعتداء الجنسي على النساء مما دفع كبار الجمهوريين لحثه على الانسحاب من السباق لكن رجل الأعمال دعا النساء اللائي اتهمن الرئيس السابق بيل كلينتون، زوج هيلاري بسوء السلوك الجنسي لحضور المناظرة.
ولم يكن هناك مصافحة خلال المناظرة التي تحولت بسرعة إلى اتهامات وأصر ترامب على أن ما فعله بيل كلينتون كان "أسوأ بكثير" من "حديثه واتهم هيلاري بالهجوم على ضحايا زوجها قائلا "أعتقد أنه أمر مخزٍ، وأعتقد أنها يجب أن تخجل من نفسها".
لاحقًا، ركز ترامب على رسائل البريد الإلكتروني المسربة لكلينتون والتي بدأ موقع ويكيليكس في نشرها بالإضافة إلى استخدام كلينتون لخادم بريد إلكتروني شخصي أثناء عملها كوزيرة للخارجية وقال لها إنه في حال فوزه سيعين مدع خاص للتحقيق معها.
ومرة أخرى لم ترتبك كلينتون ووجهت المشاهدين إلى موقعها على الإنترنت حيث قالت إن حملتها قد تحققت من ادعاءاته الكاذبة.
وأكدت المناظرة على ديناميكيات النوع الاجتماعي حين بدا ترامب، الذي يتمتع بجسد أكبر بكثير بشكل مخيف عندما وقف خلف كلينتون وهي ترد على سؤال حول ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية في مشهد جرى تخليده في منشورات ساخرة وكثيرا ما جرى الاستشهاد به كقصة تحذيرية للمرشحين الذكور الذين يناقشون النساء.
وبحلول المناظرة الثالثة، كانت مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات تهيمن على الأخبار واتهمت كلينتون خصمها بالترويج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابل مساعدته.
لكن ترامب أصر على أنه لا يعرف بوتين الذي قال إنه لا يحترم كلينتون فردت هيلاري "لأنه يفضل أن يكون رئيس الولايات المتحدة دمية" ليقول الملياردير الجمهوري "أنت الدمية".
وفي مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أشارت كلينتون، إلى هذه اللحظة كمثال لما تأمل أن تفعله هاريس في مناظرة الغد فقالت "لا ينبغي أن يتم استفزازها.. يجب أن تستفزه هي.. إنه لا يعرف كيف يرد على الهجمات المباشرة الجوهرية".
ومع ذلك، كشفت المناظرة عن سر مهارة ترامب في المناظرات لأنه في الوقت الذي حاولت أن تظل كلينتون بعيدة عن الشجار وتستمر في الضحك بدا دونالد مسيطراً على الموقف، حيث قاطعها أكثر من مرة بالنكات والتعليقات.
كما استغل الشاشة المنقسمة التي أبقت الكاميرا على وجهي المرشحين معظم المناظرة، حيث كان ينظر إلى الأمام مباشرة، ويستعرض قوته، ويتفاعل بشكل واضح.
وبالعودة إلى المناظرة الثالثة، فإن تصريحات ترامب في ذلك الوقت تتشابه مع تصريحاته اليوم وأن السنوات الثماني الماضية لم تشهد تغييرا في طريقته.
وردا على سؤال عما إذا كان سيلتزم بنتائج الانتخابات، قال "سأنظر في الأمر في ذلك الوقت"، منتقدا وسائل الإعلام "غير النزيهة التي تعمل على تسميم عقول الناخبين".
ومثلما اعترض على ترشيح هاريس بدلا من الرئيس جو بايدن، اعترض ترامب في 2016 على ترشيح كلينتون قائلا "لا ينبغي السماح لها بالترشح.. إنها مذنبة بارتكاب جريمة خطيرة للغاية".
ورفض ترامب الإجابة عن سؤال حول التزامه بالانتقال السلمي للسلطة قائلا "سأخبرك في ذلك الوقت.. سأبقيك في حالة من الترقب" وهو الرد الذي اعتبرته كلينتون "مرعبا" قائلة "هذه ليست الطريقة التي تعمل بها ديمقراطيتنا".