«مناظرة الثلاثاء».. فرصة لترامب لو تجنب هوايته المفضلة
ربما تكون مناظرة بعد غد الثلاثاء هي الفرصة الأفضل للرئيس السابق دونالد ترامب لاستعادة فرصه في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض.
لكن بعض الجمهوريين يخشى أن يُضيع ترامب تلك الفرصة، خاصة إذا خاض في أمور شخصية مع نائبة الرئيس ومرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" أن مسؤولين بارزين في الحزب الجمهوري ومستشاري ترامب طلبوا منه التركيز على انتقاد سجل هاريس السياسي، لكن الرئيس السابق يبدو غير مهتم بالتراجع عن الهجمات الشخصية.
وقال رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينغريتش "أعتقد أنها (هاريس) ستحاول إغراءه، وستغضب بشدة، وستحاول أن تسيء إليه شخصياً، أتمنى أن يكون هادئاً وثابتاً ويُركز على الاختلافات الموضوعية".
ويشتهر ترامب بتصرفاته غير المخططة والمبالغ فيها في بعض الأحيان، بحسب "بوليتيكو".
وقالت تريشيا ماكلولين، واحدة من العديد من الاستراتيجيين الجمهوريين الذين أعربوا عن مخاوفهم بشأن قدرة ترامب على تجنب الهجمات الشخصية إنه "إذا شعر ترامب بأنه محاصر في الزاوية فقد تكون مشكلة"، مشيرة إلى أن "ترامب قد يهاجم إذا شعر بأنه محاط بعصابة من هاريس ومشرفي المناظرة، ديفيد موير ولينسي ديفيس من شبكة إيه بي سي".
وسعى ترامب بالفعل إلى إثارة الشك في نزاهة شبكة "إيه بي سي"، واصفاً إياها بأنها "غير نزيهة" و"أسوأ شبكة من حيث الإنصاف".
ولا يبدو أن ترامب يشارك حلفاءه ومستشاريه مخاوفهم بشأن الامتناع عن الإهانات الشخصية، فعندما حث المذيع ليكس فريدمان ترامب مؤخرا على التحدث عن "رؤية إيجابية للمستقبل بدلا من انتقاد الجانب الآخر"، بدا الرئيس السابق غير موافق، وقال "أعتقد أنه يتعين عليك انتقادهم.. أعتقد أنهم سيئون".
وفي وقت سابق، قال ترامب إنه "يحق له شن هجمات شخصية" على هاريس، بعد أن تعرض لانتقادات واسعة النطاق بسبب تشكيكه في هويتها العرقية.
وتلك استراتيجية حذر الجمهوريون ترامب منها في الأيام الأخيرة، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع كتب السيناتور ليندسي غراهام، حليف ترامب، في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز: "كل يوم يتبادل فيه المرشحون الإهانات هو يوم جيد لهاريس، لأنها لن تحتاج فيه للدفاع عن إخفاقات إدارة بايدن-هاريس".
وأضاف غراهام: "إن ما يستحق الاهتمام أكثر بالنسبة لترامب هو سجله الناجح، فالطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر مناقشة سياسية قوية، وليس تبادل الانتقادات اللاذعة".
وقال النائب الجمهوري من نبراسكا دون بيكون، الذي يمثل منطقة انتخابية حاسمة في أوماها، لشبكة "سي إن إن"، إن ترامب يتحدث عن "التنوع والإنصاف والإدماج، والعرق، وابتكار الألقاب، وهذا لا يلعب دورا جيدا في هذه المرحلة.
ومن بين الذين يساعدون ترامب في التحضير للمناظرة النائب مات غيتز (جمهوري من فلوريدا)، ومستشاري ترامب كريس لاسيفيتا، وسوزي ويلز، وجيسون ميلر، وفقًا لحليف لترامب.
وقال مسؤول في حملة ترامب، فضل عدم الكشف عن هويته للتحدث بحرية، إن الرئيس السابق كما فعل قبل مناظرة يونيو/حزيران يعمل مع كبار الموظفين والحلفاء لتحديد أفضل طريقة لتصوير التباين مع هاريس أثناء مناظرة الثلاثاء المقبل.
لكن المسؤول ذاته أوضح أن الاستعدادات ضئيلة، لافتا إلى أن "ترامب يراجع ببساطة تفاصيل السياسة التي يهتم بها الناخبون بها أكثر من غيرها".
وقال المسؤول: "يجري الرئيس ترامب مقابلات غير مكتوبة مع مجموعة متنوعة من المنافذ الإعلامية، بما في ذلك منافذ إعلامية جديدة على الإنترنت، ويعقد مؤتمرات صحفية غير مكتوبة لأكثر من ساعة، ويلقي خطابات تتضمن الكثير من المواد، بشكل مرتجل، ويرى أن فكرة أنه يجب عليه التحضير للمناظرة سخيفة".
ورفض مسؤول الحملة التعليق على ما إذا كان مستشارو ترامب، قبل المناظرة، يضغطون عليه لتجنب الهجمات الشخصية في المناظرة المقبلة.
وكان ترامب نفسه قد مازح الجمهور في تجمع حاشد في ولاية كارولاينا الشمالية الشهر الماضي، قائلا إنه يجب عليه "طرد" مستشاريه الذين نصحوه بالابتعاد عن الإهانات الشخصية ضد هاريس.
وقال حليف مقرب من ترامب، طلب عدم ذكر اسمه "معظم الناخبين لديهم وجهة نظر ثابتة تجاه ترامب، لذا فليس من المفترض أن يغير أداءه بشكل جذري"، معتبرا أنه "يحتاج فقط إلى عدم الإفراط في العدوانية ومحاولة جذب الناخبين المترددين الذين سئموا من الاقتصاد والحدود، للتصويت له".
وقال ريان ويليامز، مستشار الحزب الجمهوري، إن ترامب يجب أن يركز على "عدم الظهور بمظهر غير المتزن" بينما يعمل على تصوير هاريس على أنها ليبرالية للغاية.
وأضاف ويليامز: "هذه (مناظرة الثلاثاء) هي آخر نقطة تحول حقيقية نعرفها.. وبعد ذلك لن تكون هناك لحظة كبيرة لتغيير مسار السباق".
ومن المرجح أن يستفيد ترامب من اتباع نموذجه الخاص في المناظرة ضد بايدن، فبعد أن أمضى أشهرا في السخرية من الحالة الإدراكية والجسدية لبايدن، حيث تجمد بايدن وظهر مرتبكا بشكل متكرر على خشبة المسرح خلال مناظرة يونيو/حزيران، ركز ترامب إلى حد كبير هجماته على سياسات بايدن.
ولكن من المؤكد تقريبا أن هاريس ستكون خصما أكثر صعوبة.
ويقول روب ستوتزمان، مستشار جمهوري في كاليفورنيا وكان مستشاراً لحملة ميت رومني الرئاسية في عام 2008: "سوف ترغب هاريس في جعل شخصية ترامب هي القضية، وهو أمر يصعب عليه مقاومته، ولكن سوف تكون ليلة سيئة بالنسبة له إذا لجأ إلى إلقاء الإهانات السخيفة على هاريس".
وأضاف ستوتزمان: "من المرجح أن يكون مثل فأر معمل يضرب وعاء الكوكايين بدلاً من وعاء الطعام".