روسيا ترى ترامب «أجمل».. هدية بوتين تضع كولورادو في مأزق

فرشاة فنان ولوحة معلقة بصمت منذ سنوات، تثير غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الحديث هنا عن صورة معلقة لترامب في مبنى الكابيتول بولاية كولورادو.
وصرّح ترامب بأن "الكثيرين" من سكان كولورادو اشتكوا من اللوحة المرسومة له، وقال: "في الواقع، إنهم غاضبون منها حقا".
ولفت إلى أنه اتصل بحاكم الولاية الديمقراطي جاريد بوليس (الذي وصفه بالحاكم اليساري المتطرف والضعيف جدا في مواجهة الجريمة) ليُزيل اللوحة".
وأضاف "على جاريد أن يشعر بالخجل من نفسه".
من جهته، ردّ متحدث باسم مكتب الحاكم لقناة 9News الإخبارية، أن بوليس "فوجئ بمعرفة أن رئيس الولايات المتحدة من أشد المعجبين بمبنى الكابيتول في ولاية كولورادو وأعماله الفنية... نحن نقدر اهتمام الرئيس والجميع بمبنى الكابيتول، ونسعى دائما إلى أي فرصة لتحسين تجربة زوارنا".
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "تايم"، لم يكن بوليس من أمر برسم اللوحة أساسا، ولا أي معارض سياسي لترامب. بل إن اللوحة موجودة منذ سنوات.
فما قصة اللوحة؟
عادةً ما يأتي تمويل اللوحات المعروضة في مبنى الكابيتول بولاية كولورادو من تبرعات خاصة تجمعها منظمة "مواطنو كولورادو من أجل الثقافة"، وهي منظمة شعبية تدعم الفنون في الولاية.
خلال فترة ولاية ترامب الأولى، احتاجت المنظمة إلى جمع 10,000 دولار أمريكي لرسم لوحة له، ولكن في عام 2018، صرّح رئيس المنظمة، جاي سيلر، بأنه لم يتم الحصول على أي تبرع.
وفي يوليو/تموز من ذلك العام، ظهرت لوحة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المكان المخصص لترامب بعد أن تسللت إليها عضو من منظمة "بروغريس ناو كولورادو".
وقد تعرضت كاتي مارش، الموظفة التشريعية الديمقراطية التي ساعدت الناشطة، لإجراءات تأديبية، بينها سحب تصاريح لدخول المبنى. وقال مدير المنظمة: "أردنا لفت الانتباه لخطر التأثير الروسي على الرئيس الأمريكي".
انتفاضة الجمهوريين
أثارت هذه الحيلة غضب الجمهوريين، وتصدرت عناوين الصحف، لكنها سلّطت الضوء أيضا على غياب صورة ترامب الرسمية.
فقام كيفين غرانثام، رئيس مجلس الشيوخ آنذاك، بحملة تبرعات جمعت 10 آلاف دولار في 32 ساعة فقط.
حققت الحملة هدفها البالغ 10,000 دولار أمريكي من خلال تبرعات من حوالي 200 متبرع، من بينهم عدد من الجمهوريين البارزين في الولاية، بالإضافة إلى ممثل الولاية الديمقراطي السابق دان بابون، الذي صرّح لإذاعة كولورادو العامة: "قاعة صور الرؤساء هي واجهة سياحية لأي طالب في سن المدرسة يمر من هنا، وأردت فقط التأكد من أنهم عند وصولهم سيكتسبون التجربة الكاملة لجميع الرؤساء الذين انتُخبوا".
الفنانة التي رسمت الصورة
كُلِّفت سارة بوردمان، الفنانة البريطانية المولد والمقيمة في كولورادو سبرينغز، برسم اللوحة.
وكانت بوردمان قد رسمت أيضا لوحة باراك أوباما، بعد وفاة لورانس ويليامز، الفنان الذي رسم جميع اللوحات الرئاسية الـ 43 السابقة، عام 2003.
وصرحت بوردمان في حفل الكشف عن اللوحة أنها حاولت محاكاة الأسلوب الواقعي الكلاسيكي للوحات ويليامز، وأن إنجاز لوحة ترامب استغرق حوالي أربعة أشهر، وهي مستوحاة من صورة صوَّتت عليها اللجنة الاستشارية لمبنى الكابيتول ووافقت عليها.
وقالت بوردمان آنذاك: "وصفت لوحتي للرئيس ترامب بأنها تأملية، وغير عدوانية، وليست غاضبة، وليست سعيدة، وليست مُغرِّدة". وأضافت: "بعد خمس، أو عشر، أو خمس عشرة، أو عشرين عاما، سيكون رئيسا آخر على الحائط، ذو خلفية تاريخية فقط، وعليه أن يبدو محايدا".
وبحسب "تايم"، لم يكن ترام الرئيس الوحيد الذي يستاء من صورته. فقد كره ثيودور روزفلت صورة البيت الأبيض التي رسمها الفنان الفرنسي ثيوبالد شارتران عام ١٩٠٢، قائلا إنها جعلته يبدو كـ"قط متذمرة"، وأخفى العمل في خزانته.ة
وفي النهاية أمر روزفلت بتمزيق الصورة واستبدالها بلوحة لفنان آخر.
ومن غير الواضح ما إذا كانت صورة ترامب في كولورادو تواجه مصيرا مشابها.
هدية بوتين.. وكيف استقبلها ترامب
لكن يبدو أن ترامب يحب لوحة أخرى، حيث كشف مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أهداه مؤخرا بورتريه "جميل" لترامب رسمه فنان روسي بارز، وأن الرئيس الأمريكي "كان ممتنا جدا" للهدية.