«فضيحة إبستين» توحد الفرقاء.. وترامب يتحدى «المثيرين للمتاعب»

تحالف "غير متوقع" من فرقاء سياسيين فرضته ما باتت تُعرف بـ"فضيحة إبستين"، التي أثارت جدلا وسط القاعدة المؤيدة للرئيس ترامب.
وتحدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من سمّاهم "المثيرين للمتاعب" بتنفيذ مطلبهم وكشف ملفات قضية إبستين، لكنه توقع ألا يُرضيهم ذلك.
وتوحدت أصوات من اليمين واليسار في الكونغرس الأمريكي على نحو نادر، للمطالبة بكشف ملفات قضية جيفري إبستين، في خطوة سياسية تهدد بإطالة أمد الأزمة، وفقا لصحيفة "بوليتيكو".
تفاصيل القضية
وتأزمت القضية بعدما نشرت "وول ستريت جورنال" تقريرا بشأن نطاق صداقة ترامب مع إبستين، تسبب في مقاضاة الرئيس الأمريكي للصحيفة ومالكها روبرت مردوخ.
ونشرت الصحيفة تقريرا ذكرت فيه أن ترامب كتب في عام 2003 رسالة مثيرة إلى إبستين في عيد ميلاده تحوي رسما لامرأة عارية وإشارة إلى "سر مشترك". ووصف ترامب الرسالة المزعومة بأنها "خدعة" و"زائفة".
وأوقف جيفري إبستين في يوليو/تموز 2019 ووجهت إليه تهم الاستغلال الجنسي لقاصرات والتآمر لاستغلال قاصرات جنسيا. وأدى موته منتحرا في محبسه إلى تأجيج عدد من النظريات غير المؤكدة التي تزعم أنه قُتل لمنع الكشف عن معلومات تتعلق بشخصيات بارزة.
فرقاء الكونغرس
ويقود التحرك داخل الكونغرس النائبان توماس ماسي (جمهوري من كنتاكي) ورو خانا (ديمقراطي من كاليفورنيا)، وهما ثنائي غير متجانس أيديولوجيًا، فالأول ليبرالي من ريف كنتاكي والثاني تقدمي من وادي السيليكون، لكنهما يجمعان دعمًا متزايدًا من الحزبين للدفع بمشروع قانون يُلزم مجلس النواب بالتصويت المباشر على نشر ملفات إبستين السرية.
وقال خانا: "أعتقد أن هناك قضايا يمكن أن يتعاون فيها اليمين واليسار، وفي هذه الحالة، الأمر يتعلق بمحاربة الفساد داخل الحكومة. لا ينبغي للأثرياء وأصحاب النفوذ أن يتمتعوا بالحصانة من المساءلة. هذا أمر سئم منه الناس في الطرفين".
وحتى مساء الجمعة، نجح ماسي وخانا في حشد دعم 10 نواب جمهوريين و5 ديمقراطيين كمؤيدين لمشروع القانون.
وفي حال توقيع الكتلة الديمقراطية كاملة، كما وعد خانا في مقطع فيديو، فإن المشروع قد يرى النور رغم رفض الجمهوريين.
وأعرب ديمقراطيون عن رغبتهم في استثمار "ورطة ترامب السياسية"، بعد الكشف عن الرسالة "الجريئة" المزعومة.
مشهد نادر
وتشكّل القائمة الداعمة للمشروع مشهدًا سياسيًا نادرًا، كونها تضم وجوه سياسية لا تتفق عادة في شيء، مثل لورين بويبرت (جمهورية من كولورادو) إلى ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز (ديمقراطية من نيويورك)، مرورًا برشيدة طليب ومارجوري تايلور غرين.
توماس ماسي الذي غالبًا ما يخالف قيادة حزبه قال إن الضغط سيتصاعد مع حلول عطلة الكونغرس في أغسطس/آب المقبل.
ورغم أن مشروع القانون سيكون رمزيًا إذ لا يملك الكونغرس سلطة إلزام وزارة العدل بنشر معلومات، إلا أن مجرد إدراجه على جدول الأعمال سيُبقي قضية إبستين حيّة في أروقة الكونغرس لأسابيع، على الأقل حتى سبتمبر/أيلول.
الديمقراطيون استغلوا الأزمة لممارسة الضغط السياسي. وأثناء اجتماع مغلق لكتلتهم الخميس، ردد أحد الأعضاء "إبستين، إبستين، إبستين"، فيما واصلوا السخرية من زملائهم الجمهوريين خلال جلسات المناقشة.
في المقابل، حاول الجمهوريون احتواء الأزمة بتمرير قرار رمزي غير ملزم يدعو لنشر "نطاق محدود" من ملفات إبستين، ورفضوا تعديلًا ديمقراطيًا كان سيعزز مشروع ماسي وخانا.
رد ترامب
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن خطوة إدارته لنشر سجلات هيئة المحلفين الكبرى المرتبطة بمحاكمة جيفري إبستين "لن تكون كافية للمثيرين للمتاعب".
وكتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال": "طلبت من وزارة العدل نشر كل شهادات هيئة المحلفين بشأن جيفري إبستين، شريطة موافقة المحكمة فقط. ومع ذلك، وحتى لو منحت المحكمة موافقة كاملة وثابتة، فلن يكون ذلك كافيًا للمثيرين للمتاعب والمجانين من اليسار الراديكالي الذين يطالبون بهذا. سيظلون يريدون المزيد، المزيد، المزيد".
وأبلغت وزارة العدل المحكمة يوم الجمعة بأنها ستُجري عمليات تنقيح، ليس فقط لمعلومات الضحايا، بل أيضًا لـ"معلومات تعريفية شخصية أخرى"، دون أن توضح ما هي تلك المعلومات بالتحديد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTA2IA== جزيرة ام اند امز