ترامب يعلق على تقارير تعرضه لجلطة دماغية
الرئيس الأمريكي يؤكد خلال زيارته إلى مدينة كينوشا أن "هذه ليست احتجاجات سلمية بل هي في الواقع إرهاب داخلي".
نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدة تقارير تفيد بتعرضه لجلطة دماغية دفعته إلى زيارة مركز طبي العام الماضي.
يأتي ذلك فيما اعتبر ترامب الاحتجاجات العنيفة ضد "عنصرية" الشرطة "إرهاب داخلي" ارتكبته عصابات، مؤكدا دعمه لقوات الأمن.
جاء ذلك تعليقا على المظاهرات الليلية الغاضبة التي جرت الأسبوع الماضي احتجاجاً على إطلاق شرطي أبيض النار من مسافة قريبة على الأمريكي ذو الأصول الأفريقية جايكوب بليك (29 عاماً) ممّا أدّى لإصابته بجروح خطرة أكّد محاميه أنّها تسبّبت بشلله مدى الحياة.
وقال ترامب، خلال زيارته إلى مدينة كينوشا، إن "هذه ليست احتجاجات سلمية بل هي في الواقع إرهاب داخلي".
وزار ترامب المدينة البالغ عدد سكّانها نحو 100 ألف نسمة والواقعة في ويسكونسن، الولاية البالغة الأهمية في السباق الرئاسي في نوفمبر/تشرين الثاني، رّغم التحذيرات التي وجّهها بعض القادة الديمقراطيين من أنّ هذه الزيارة قد تذكي التوترات.
وأكّد ترامب أنّه قصد المدينة لتوجيه الشكر إلى قوات الأمن فيها.
وبينما كان ترامب مجتمعاً مع مسؤولين محليين، كان المئات من مؤيّديه ومعارضيه يتظاهرون في الخارج، مردّدين في قسم منهم هتاف "حياة السود مهمة"، وفي قسم آخر "4 سنوات أخرى".
وكان رجل من أصول أفريقية قُتل على يد الشرطة، التي أكدت أنه كان مسلحًا بمسدس، الاثنين، في لوس أنجلوس، في ظل أجواء من التوتر وانعدام الثقة بالشرطة أعادتها إلى الواجهة قضية جايكوب بليك.
وقال مكتب عمدة مقاطعة لوس أنجلوس، على لسان الملازم براندون دين، خلال مؤتمر صحفي أن الرجل البالغ "حوالي الثلاثين" عاما كان يركب دراجة بعد ظهر الاثنين عندما حاولت الشرطة توقيفه بعد ارتكابه مخالفة مرورية.
وبحسب رواية السلطات، فقد "فر راكضا" بعد أن ترك دراجته، وأطلقت الشرطة النار. وتوفي الرجل فور إصابته بعدة رصاصات، ما أدى لاندلاع احتجاجات جديدة، فيما تؤكد الشرطة أنها فتحت تحقيقا في الحادث.
الجلطة وأنباء مضللة
وفي سياق آخر، نفى ترامب أن يكون سبب الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى المستشفى العام الماضي هو إصابته بسلسلة "جلطات دماغية صغيرة"، مؤكّداً أنّ هذه الادّعاءات "أنباء مضلّلة".
وكان ترامب قام بزيارة مفاجئة إلى مركز والتر ريد الطبي في نوفمبر/تشرين الثاني.
ولأن الزيارة لم تكن مقرّرة مسبقاً فقد أثارت تكهّنات بشأن احتمال أن يكون قد واجه مشكلة صحية خطيرة، على الرغم من تأكيد البيت الأبيض يومها أنه كان يجري فقط فحوصاً طبية سنوية في وقت مبكر.
وكانت شبكة "سي إن إن" ذكرت، الثلاثاء، أنّ "كتاباً جديداً للصحفي في نيويورك تايمز مايكل شميدت أورد أنّ نائب الرئيس مايك بنس وُضع على أهبّة الاستعداد لتولّي صلاحيات الرئاسة موقتاً في حال اضطر ترامب للخضوع إلى تخدير طبي خلال الزيارة".
وأثار التقرير تكهّنات على وسائل التواصل الاجتماعي، من دون أي دليل، مفادها أنّ ترامب أصيب بجلطة دماغية ما اضطره للانتقال الى المستشفى، وهو الأمر الذي دفع بالرئيس الثلاثاء للجوء إلى "تويتر".
وقال ترامب في تغريدة "لا نهاية لهذا! الآن يحاولون القول إنّ رئيسكم المفضّل، أنا، ذهبت إلى مركز والتر ريد الطبّي يعد إصابتي بسلسلة من الجلطات. هذا الأمر لم يحدث لهذا المرشّح - أخبار مضلّلة".
وأضاف في ما بدا أنه اشارة إلى المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي ينافسه على الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني: "ربما يتحدثون عن مرشح آخر من حزب آخر".
وأصدر طبيب ترامب الخاص شون كونلي، الذي شدّد العام الماضي على أنّ الزيارة ليست جادّة، بيانًا جديداً نفى فيه صحّة هذه التكهنات.
وكتب كونلي:" "يمكنني أن أؤكّد أنّ الرئيس ترامب لم يتعرّض أو يخضع للتقييم في ما يتعلق بحادث دماغي وعائي (جلطة دماغية)، أو نوبة دماغية عابرة (جلطة دماغية صغيرة)، أو أي حالة طارئة في القلب، كما نقلت وسائل إعلامية بشكل غير صحيح".
وثائقي يتهم ترامب بـ"النرجسية"
وفي الوقت الذي تترسم فيه خطوط المعركة قبل انطلاق الرئيس الأمريكي بسباق إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، زعم فيلم وثائقي أُنتج حديثا إلى أن دونالد ترامب "نرجسي" بالاستناد إلى شهادات خبراء في علم النفس.
ويتضمن الفيلم لقاءات مع العديد من علماء النفس الذين يقولون أن لديهم واجبا طبيا بتحذير الأمريكيين حول الحالة العقلية لترامب.
لكن الفرضية المحورية التي يقدمها الفيلم تعد مثيرة للجدل باعتبار أنها تعتمد على تشخيص نفسي عن بعد لشخصية عامة.
وكان المرشح الجمهوري باري جولدووتر قاضى إحدى المجلات بعد نشرها دراسة لعلماء نفس حول حالته العقلية خلال محاولته للوصول إلى البيت عام 1964، وتمكن من ربح الدعوى.
ولاحقا توصل مجتمع علم النفس إلى أن تقديم رأي مهني بدون فحص سريري شخصي يعد عملا غير أخلاقي.
ويزعم الفيلم أن الرئيس الراحل أبراهام لنكولن عانى من الاكتئاب، وبيل كلينتون من الهوس الخفيف الذي اعتُبر محركا أساسيا لجاذبيته.