«جموح» ترامب.. سلاح ذو حدين في سباق البيت الأبيض
بينما يستعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لسباق البيت، كشفت محاكمته عن جانب خطير في شخصيته.
ويواصل ترامب إثارة الجدل، وفي الجلسة التي قدم فيها شهادته تحت القسم في قضايا الاحتيال في نيويورك، تفاخر الملياردير الجمهوري بأكوام النقود التي بحوزته، ووجه هجمات سياسية لاذعة.
وخلال الجلسة ضغط القاضي آرثر إنجورون بيأس على محامي ترامب قائلا "أتوسل إليك أن تسيطر عليه إذا استطعت".
واعتبرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية في تحليل لها، أن التماس القاضي آرثر انجورون من محامي ترامب "أن يسيطر عليه" إنما يعكس إحباطه من شاهد جامح لا يمكن إصلاحه.
وقال التحليل إن هذا الالتماس يطرح أيضا سؤالا أعمق حول من وصفته بـ"شخصية سياسية فريدة في التاريخ"، موضحا أن الإجابة دائما "لا.. لا يمكن السيطرة على ترامب".
وأوضح أن أي محام لن يستطيع أن يفرض الانضباط على ترامب بعدما فشلت الضوابط والتوازنات الدستورية الراسخة في الولايات المتحدة منذ قرنين ونصف القرن في فرض الانضباط على الرئيس السابق حين كان يسكن البيت الأبيض أو حتى بعد خروجه منه.
وأضاف التحليل أن دفاع ترامب عن نفسه كان قتاليا وكشف عن رفضه المستمر للتنازل عن شبر واحد لأعدائه.
وأشار إلى أن شهادة ترامب أظهرت أيضا لماذا يعشقه الناخبون الذين يحتقرون الشخصيات الموجودة في السلطة، وكيف قد يحاول سحر المحلفين وإرباكهم في محاكماته الجنائية المقبلة.
ورأى أن الغوص في السجلات المالية لمنظمة ترامب مجرد تمهيد لدراما المحكمة الجنائية اللاحقة، التي قد تعني أن الحزب الجمهوري سيرشح مجرمًا مدانًا لمنصب الرئيس.
وقال إنه إذا كان إنقاذ ترامب لنفسه يتطلب هدم الأنظمة القانونية والسياسية، فإنه لن يتردد في فعل ذلك.
ونقلت "سي إن إن" تصريحات ترامب التي وصف فيها المحاكمة بأنها "تدخل" في الانتخابات ومحاولة لمنحه من الترشح عن طريق محاولة تدمير شركته.
واعتبر التحليل أن يوم ترامب في المحكمة كان نموذجا مصغرا للحياة الصاخبة كقطب عقارات وأيقونة مدينة نيويورك، ونجم تلفزيون الواقع، ومرشح سياسي ديماغوجي ورئيس سابق للولايات المتحدة.
وقال إن ترامب بالغ وأطلق الإهانات وداس بفظاظة على بروتوكول قاعة المحكمة، واستخدم بخبرته تيار الوعي الغاضب والبراعة اللغوية التي جعلت المحققين ووسائل الإعلام، في حالة من الارتباك فضلا عن الفكاهة التي تعد أحد المكونات الرئيسية لأسلوبه السياسي الذي أغوى الملايين.
وأضاف التحليل أنه من الواضح أن استراتيجية ترامب القانونية لا يمكن تمييزها عن استراتيجيته السياسة المألوفة القائمة على عدم الاعتراف بأي شيء ووصف أي انتقاد بأنه دليل على مؤامرة واسعة النطاق وغير عادلة ضده.
وأوضح أن دفاع ترامب يرتكز بشكل عام على الإنكار الشامل والإيمان بحصانته وقدم لمحة عن عقليته كرجل أعمال، وهو ما يجعل من السهل فهم إصراره الكاذب على فوزه في انتخابات عام 2020.
وختم التحليل بالقول إنه من الصعب معرفة ما إذا كان ترامب قد ساعد نفسه أو أضر بها، لكنه حذر من أن الاستنتاج الأكثر إثارة للقلق من شهادة ترامب هو أنه لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى أن أي شخص أو أي شيء يمكن أن يضع الرئيس السابع والأربعين المحتمل للولايات المتحدة تحت السيطرة.
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjUg جزيرة ام اند امز