عندما يحدد ترامب سياسته من إيران بهذا الوضوح والمباشرة فهذا يعني أن القادم من الأيام سوف يشهد مسارات سياسية ليس بينها اللون الرمادي.
في مقابلة تلفزيونية مع قناة فوكس نيوز كشف الرئيس ترامب عن أهم ملامح سياسته حول إيران، وبدا جليا أن الحسم الأخير للموقف الأمريكي من إيران يتبلور بشكل واضح، فالمتطلبات الأساسية لسياسة الرئيس ترامب أصحبت مكتملة عبر إعلان ترامب أن إيران سبب رئيس للكثير من الأزمات ومنذ زمن طويل، والسؤال هنا ماذا يعني أن تحدد أمريكا سياستها تجاه إيران؟
كلا الخيارين سوف يؤدي في النهاية إلى ولادة إيران جديدة من حيث السلوك الأيديولوجي والسياسي والطموحات النووية، وهذا بطبيعته سوف يسهم في انهيار المنظومة الأيديولوجية تدريجيا، فهذا النظام القائم اعتاد التخريب والتدخل ودعم الإرهاب، فالأيام القادمة سوف تكشف لنا كيف سيختار النظام الإيراني نهايته
الرئيس ترامب بدا قلقا وبدرجة كبيرة من إمكانية حصول إيران على سلاح نووي خلال السنوات الخمس المقبلة، ووجه اللوم إلى الإدارة الأمريكية السابقة التي منحت إيران المال بجانب اتفاق نووي هش لا يخول أمريكا حتى لتفتيش أهم المواقع العسكرية الإيرانية الخاصة بالجيش الإيراني والحرس الثوري.
ولفت الرئيس ترامب النظر إلى أنه عندما قدم إلى البيت الأبيض وفي أول اجتماع له في البنتاجون للاطلاع على حالة الشرق الأوسط، كان هناك ما يقارب من خمس عشرة منطقة مضطربة على خارطة الشرق الأوسط تواجدت فيها إيران، بصيغة التحريض أو التدخل المباشر أو دعم مليشيات ومرتزقة، وهذا يرسخ النظرية الدائمة أن سلوك إيران في منطقة الشرق الأوسط هو سلوك تخريبي يقوم على التدخل المباشر في الدول وخلق الأزمات الدائمة سواء في إطار سياسي أو إرهابي أو طائفي.
"أنا لا أريد أن أذهب إلى الحرب لتأثيراتها الكبرى" هكذا قال الرئيس ترامب، ولكنه وفي الوقت ذاته قال إنه لا يريد من إيران أن تمتلك سلاحا نوويا. وهذا يعني أن الخيارات مهما كان اتجاهها يجب أن تصل في النهاية إلى تحقيق الأهداف الرئيسة للإدارة الأمريكية الحالية، أولا منع إيران من الحصول على السلاح النووي، ثانيا تعديل السلوك الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.
عندما يحدد الرئيس ترامب سياسته من إيران بهذا الوضوح والمباشرة فهذا يعني أن القادم من الأيام سوف يشهد مسارات سياسية ليس بينها اللون الرمادي، فما كانت إيران تمارسه من المراوغة والتملص السياسي مع الإدارة الامريكية السابقة ومع العالم من حولها لم يعد خيارا متاحا هذه الأيام. فالجدية السياسية تؤكد أن الحلول الحاسمة أصبحت قريبة من الظهور والخيارات الإيرانية محدودة وعليهم الاختيار بسرعة ودون تردد.
كلا الخيارين سوف يؤدي في النهاية إلى ولادة إيران جديدة من حيث السلوك الأيديولوجي والسياسي والطموحات النووية، وهذا بطبيعته سوف يسهم في انهيار المنظومة الأيديولوجية تدريجيا، فهذا النظام القائم اعتاد التخريب والتدخل ودعم الإرهاب. ستكشف لنا الأيام القادمة كيف سيختار النظام الإيراني نهايته إما الانتحار واختيار المواجهة العسكرية مع أمريكا وحلفائها وإما التراجع عن مشروعات الثورة الإيرانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة