تركة ترامب لاقتصاد أمريكا.. انتعاش يكافح ضربات كورونا
غرق الاقتصاد الأمريكي، الأكبر في العالم، في ركود كبير خلال ربيع 2020 بسبب جائحة كورونا لكنه قاوم جيدا واستعاد انتعاشه جزئيا.
هذه المقاومة الكبيرة هي التركة التي خلفها الرئيس دونالد ترامب بعد 4 سنوات في سدة الحكم، وهي تركة تحسب له لا عليه، إذ إن الجائحة لم تكن في حسبان أحد.
استمرار الانتعاش
وحسب توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، سيواصل الاقتصاد الأمريكي الانتعاش، لكنه سيبقى دون مستويات ما قبل الجائحة وينبغي الانتظار حتى 2023 ليقترب معدل البطالة من ذلك المسجل قبل الأزمة.
- لتفادي الإغلاق.. الشيوخ الأمريكي يقر ميزانية لمدة أسبوع
- بعد 4 سنوات.. "أديداس" تدرس بيع "ريبوك" الأمريكية
وبات المصرف المركزي الأمريكي يتوقع انكماشا في إجمالي الناتج المحلي نسبته 2,4% هذه السنة قبل تسجيل نمو نسبته 4,2% في 2021 و3,2% في 2022.
وفي سبتمبر/ أيلول كان يتوقع تراجعا بنسبة 3,7 % في 2020 وارتفاعا بنسبة 4% العام المقبل و3% في 2022.
تبديد البطالة تدريجيا
وعلى صعيد العمالة، توقع الاحتياطي الفيدرالي تراجعا في معدل البطالة إلى 6,7% هذه السنة (في مقابل 7,6 % في توقعات السابقة) قبل أن ينخفض إلى 5 % العام المقبل و4,2 % في 2022.
وأتت هذه التوقعات الأكثر تفاؤلا في وقت يبدو فيه أن الديمقراطيين والجمهوريين دخلوا في المرحلة الأخيرة لمفاوضاتهم الطويلة في الكونجرس حول خطة المساعدات الاقتصادية الجديدة.
وحذر الاحتياطي الفيدرالي في بيان صدر في ختام اجتماع لجنته النقدية استمر يومين من أن "وتيرة الاقتصاد ترتبط بشكل كبير بتطور" جائحة كوفيد-19.
الجائحة لا تهدد الاقتصاد
وأضاف المجلس أن الأزمة الصحية الراهنة لا تزال تثقل كاهل النشاط الاقتصادي و"تطرح مخاطر كبيرة على المدى المتوسط".
واختتم الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الأخير في 2020 وفي ظل إدارة دونالد ترامب، من دون أي تغيير في نسب الفائدة.
ووعد "باستخدام كل الأدوات المتاحة لدعم الاقتصاد في هذه الأوقات العصيبة".
ورغم تحسن التوقعات، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن تحسن سوق العمل "أبطأ" في الربع الأخير من السنة بسبب تفشي الوباء مجددا.
وقال خلال مؤتمر صحفي "يبقى من الصعب تحديد التبعات الاقتصادية للقاح" لأن تحقيق المناعة والجماعية يحتاج إلى أشهر فيما يتوقع أن يكن الشتاء قاسيا. فقد أودى كوفيد-19 بحياة 300 ألف شخص في الولايات المتحدة.
وشدد باول على أن انتشار الفيروس مجددا في الولايات المتحدة والخارج "مقلق".
اتفاق قريب
وشدد جيروم باول على ضرورة اعتماد خطة انعاش جديدة مؤكدا مع "توقف مخصصات البطالة ورفع تجميد طرد المستأجرين وانتشار الفيروس، ستحتاج الأسر والشركات إلى دعم".
ويواجه أكثر من 12 مليون أمريكي عاطل عن العمل ومن دون مداخيل، احتمال توقف المساعدات الحكومية لهم غداة عيد الميلاد مع انتهاء صلاحية الإجراءات الواردة في خطة الانعاش الأولى البالغة قيمتها 2200 مليار والتي أقرت في الربيع الماضي.
وتواجه آلاف الشركات الصغيرة صعوبات كبيرة مع القيود الجديدة المفروضة في إطار مكافحة كوفيد-19.
وتتجه الأنظار الآن نحو الكونجرس، إذ قد يتمكن الجمهوريون والديمقراطيون أخيرا من الاتفاق على خطة إنعاش جديدة مرتقبة جدا من الشركات الصغيرة والمتوسطة ومن الأسر الأمريكية.
وعرضت مجموعة صغيرة من أعضاء البرلمان اقتراحا بقيمة 908 مليارات الإثنين، ما أنعش التفاؤل بعد أشهر من مباحثات لم تفض إلى نتيجة.
وتجرى مفاوضات ماراثونية لإقرار النص قبل نهاية الأسبوع الحالي.
التحفيز قادم.. شيكات للأسر
وقال الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء "يبدو أن أعضا الكونجرس قريبون جدا" من اتفاق. وهو قد شدد سابقا على ضرورة التوصل إلى تسوية.
وأضاف "يبدو أنه ستتوافر مساعدات مباشرة" على شكل شيكات تصل إلى الأسر كما حصل في الربيع.
وأبدى مسؤولون في مجلس الشيوخ تفاؤلهم بعد أشهر طويلة من المباحثات والضغوط من أوساط الأعمال والنقابات.
ويتضمن العرض تمديد مساعدات البطالة وإجراءات لمنع عمليات طرد المستأجرين وقروضا جديدة للشركات الصغيرة فضلا عن أموال مخصصة للمساعدة الغذائية.
عودة الاستهلاك
أما الاستهلاك الذي انهار في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان فعاد ليرتفع بفضل خطة الانعاش المعتمدة في الربيع. إلا أنه تراجع مع انتهاء مدة المساعدة.
وتبدو تبعات الأزمة الناجمة عن كوفيد-19 جلية مقارنة بنوفمبر/ تشرين الثاني 2019، فقد ارتفعت عائدات مبيعات المفرق عبر الإنترنت بنسبة 29,2% في حين أن مبيعات الحانات والمطاعم تراجعت بنسبة 17,2 %.
ومن أجل دعم الاقتصاد يشتري الاحتياطي الفيدرالي راهنا أصولا بقيمة 120 مليار دولار شهريا، 80 مليارا على شكل سندات خزانة و40 مليارا على شكل منتجات مالية مرتبطة بقروض عقارية.