خشية «الإحراج».. سفارات أمريكية تتخلى عن عادة في ليلة الانتخابات
تجنبا لتكرار مشاهد "محرجة" عام 2016، اختارت السفارات الأمريكية في عواصم أوروبية كبرى عدم إقامة حفلات لمراقبة الاقتراع الرئاسي
تقليديا، كانت هذه الأحداث تحصل عندما يجتمع الصحفيون والدبلوماسيون الأجانب وغيرهم من كبار المسؤولين لمعرفة كيف صوتت الولايات المتحدة.
كانت صحيفة "بوليتيكو" أول من ذكر بأن السفارات في لندن وباريس وبروكسل وبرلين تخلت هذا العام عن احتفالات الانتخابات المعتادة حيث تواجه نائبة الرئيس كامالا هاريس الرئيس السابق دونالد ترامب، في ما يتوقع أن تكون منافسة متقاربة للغاية.
لكن لماذا ستغيب الاحتفالات؟
قبل دورتين انتخابيتين، استضافت سامانثا باور، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في ذلك الوقت، حفلة مشاهدة مع مجموعة من النساء البارزات، بما في ذلك وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت، والأيقونة النسوية جلوريا ستاينم، والسفيرات لدى المنظمة الدولية. وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في الصحيفة.
تم توثيق الحفل في فيلم وثائقي عام 2017 بعنوان "العام الأخير"، وأظهر الضيوف وهم يزدادون توترا، مع اتضاح أن هيلاري كلينتون لن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة.
وبالمثل، تحدثت "بوليتيكو" مع السفير آنذاك أنتوني جاردنر، الذي استضاف حفل مشاهدة عام 2016 في السفارة الأمريكية في بروكسل.
في تلك الليلة، دخل الحاضرون من الردهة تحت صورة مبتسمة للرئيس باراك أوباما، الرئيس المنتهية ولايته حينذاك.
وتمتع الحاضرون بالنبيذ والمقبلات وهم يشاهدون النتائج تتوالى على شاشات تلفزيونية عملاقة.
ولكن عندما أصبح من الواضح أن الناخبين كانوا يصوتون لصالح ترامب، أصبح المزاج مظلما، فبكت امرأة بهدوء.
"كارثي"
وقال دبلوماسي كبير في أوروبا، لم يُذكر اسمه، لبوليتيكو إن حفل السفارة عام 2016 كان "كارثيا".
وأضاف "لا أعتقد أن هناك رغبة في مشاهدة فوز آخر لترامب"
وعلى الرغم من أن بروكسل وبرلين ولندن وباريس لن تستضيف الأحداث، فإن العاصمة الإيطالية روما ستستضيفها.
ووفق استطلاعات الرأي الأمريكية، فإن السباق بين ترامب وهاريس، متعادل تقريبا، في الولايات المتأرجحة اللازمة للفوز.
السبب الحقيقي
وبحسب "بيزنس إنسايدر"،هناك سبب آخر أكثر عمليا قد يدفع بعض السفارات إلى التخلي عن حفل المشاهدة التقليدي.
سببٌ يكمن في أنه قد لا تكون النتيجة واضحة في ليلة الانتخابات، حيث يمكن أن تستمر لأيام أو ربما أسابيع.
والسباقات المتقاربة في الولايات المتأرجحة، قد تعني أن الأمر يستغرق وقتا أطول للإعلان عن الفائز.
ووفق "بوليتيكو"، قد يعكس قرار إلغاء احتفالات ليلة الانتخابات أيضا الطبيعة المسيسة بشكل غير عادي للسلك الدبلوماسي الأمريكي.
فمعظم كبار مبعوثي وزارة الخارجية في جميع أنحاء العالم هم معينون سياسيون وحلفاء أو مانحون للرئيس الحالي جو بايدن.
على سبيل المثال، السفراء الأمريكيون الحاليون في العواصم الأوروبية الكبرى، مثل السفير مارك جيتنشتاين في بروكسل، والسفيرة جين هارتلي في لندن، هما حليفان مقربان من بايدن.
وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية في لندن إنها "تقدر الطاقة والإثارة الطويلة الأمد حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت على مدى ما يقرب من 250 عاما من الديمقراطية".
لكنه أضاف أن "يوم الانتخابات لا ينتهي في ليلة الاقتراع. قد تكون هناك حاجة إلى الوقت لفرز الأصوات والسماح للعملية الانتخابية بالعمل".
سبب آخر
وهناك سبب آخر قد يجعل الدبلوماسيين يتجنبون الأضواء العامة في ليلة الانتخابات. فهناك قلق عميق بشأن قوة النظام الديمقراطي الأمريكي بعد أن أدت الخلافات حول نتيجة انتخابات 2020 إلى هجوم على مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترامب.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNy4yMTUg جزيرة ام اند امز