اعتراف استثنائي من ترامب عن «حياته بعد الموت»

في لحظة نادرة من الصراحة الذاتية، تناول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسألة الإيمان والمصير في الآخرة خلال حديثه مع الصحفيين على متن

الطائرة الرئاسية "إير فورس وان"، خلال توجهه من أمريكا إلى الشرق الأوسط اليوم الإثنين.

وأقر ترامب بأنه قد لا يكون من بين من سيدخلون الجنة، رغم اقتناعه بأن سياساته حسّنت حياة الملايين حول العالم، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

• من هي ميريام أدلسون؟ مليارديرة أشاد بها ترامب في الكنيست

وعن تعليقه على تصريحات سابقة بشأن رغبته في دخول الجنة نتيجة وساطته في تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، قال ترامب البالغ من العمر 79 عامًا: "كنت أمزح قليلاً عندما قلت إنني أريد دخول الجنة بسبب جهودي للسلام. في الواقع، لا أعتقد أن هناك شيئًا يمكنه أن يؤهلني لدخول الجنة. ربما أكون فيها الآن ونحن نحلق في الجو على متن إير فورس وان".

وأضاف بعد لحظة تأمل: "لست متأكدًا من أنني سأصل إلى الجنة، لكنني واثق من أنني جعلت حياة الكثيرين أفضل"، في اعتراف يلامس مساحات من الشك الإيماني نادرًا ما يطرقها القادة السياسيون علنًا.

وواصل ترامب حديثه منتقدًا سلفه الرئيس جو بايدن، حيث ألقى باللوم عليه في التقاعس تجاه العملية الروسية في أوكرانيا، مدعيًا أن "الملايين كانوا سيبقون على قيد الحياة لو لم تُزور انتخابات عام 2020".

يذكر أن ترامب يُعد من أكثر الرؤساء الأمريكيين جرأة في الخوض علنًا في قضايا الإيمان والمصير الأبدي. فبعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يوليو/تموز الماضي بولاية بنسلفانيا، صرح لشبكة "فوكس نيوز" بأنه يؤمن بوجود الجنة والجحيم، قائلاً: "نعم، أؤمن بوجود الجنة. إذا كنت صالحًا فسأذهب إليها، وإذا كنت سيئًا فسأذهب إلى مكان آخر". كما أكد أنه "يصلي دائمًا من أجل بلاده وعائلته والعالم بأسره".

غير أن موقف ترامب من المسائل الدينية شهد تطورًا ملحوظًا عبر السنوات. ففي تسعينيات القرن الماضي، وصف نفسه بأنه "غير متدين" وبعيد عن المعتقدات المسيحية التقليدية.

ولكن هذا الموقف شهد تحولاً تدريجيًا خلال العقدين الماضيين، حيث أظهر ترامب ميلاً متزايدًا نحو الخطاب الديني، وبدأ يصف نفسه بأنه "من رواد الكنيسة".

وخاطب خلال حملته الانتخابية عام 2015 مجموعة من القساوسة في أورلاندو قائلاً: "انشروا الكلمة، وبمجرد أن أصل إلى البيت الأبيض سأفعل الشيء الذي أجيده جيدًا. وأظن أن ذلك قد يكون طريقي الوحيد إلى الجنة".

وبهذه التصريحات، يضيف ترامب فصلاً جديدًا من الصراحة غير المألوفة إلى إرثه السياسي، ملامسًا أسئلة وجودية نادرًا ما تجد طريقها إلى الخطاب السياسي التقليدي.