«السبع» بدون ترامب.. «الكبار» في اختبار القيادة

يحاول ٦ من زعماء "السبع" في اليوم الأخير من اجتماعهم, إثبات أن نادي الدول الغنية لا يزال يتمتع بالنفوذ رغم مغادرة ترامب المبكرة.
وأمس الإثنين، بدأ قادة مجموعة "السبع" قمتهم في منتجع "كاناناسكيس" بجبال روكي الكندية، بهدف محدد هو المساعدة في احتواء التوترات الدولية، لكن التصعيد الإسرائيلي الإيراني حوّل مسار الأجواء.
فقد قصفت إسرائيل مواقع في إيران يوم الجمعة، وردّت طهران بهجمات صاروخية وطائرات مسيرة، ما زاد من احتمالات التصعيد.
وفي اليوم الثاني والأخير، الثلاثاء، سينضم كلٌ من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لحلف "الناتو" مارك روته، إلى رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، ونظيريه في إيطاليا جورجيا ميلوني، واليابان شيغيرو إيشيبا، والمستشار الألماني فريدريش ميرز ، لمناقشة الحرب في أوكرانيا.
مغادرة ترامب
ويوم أمس، غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القمة، مبكرا، مشيرا إلى "أهمية قصوى" تقتضي عودته.
وقال للصحفيين "لا بد لي من العودة، هذا أمرٌ بالغ الأهمية".
جاء ذلك في الوقت الذي يتصاعد فيه الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث أعلن الرئيس الأمريكي ضرورة إخلاء طهران "فورا"، معربا في الوقت نفسه عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق لوقف العنف.
وقبل مغادرته، انضم ترامب إلى القادة الآخرين في إصدار بيان جاء فيه أن إيران "لا يمكن أن تمتلك سلاحا نوويا أبدا"، ودعا إلى "تهدئة الأعمال العدائية في الشرق الأوسط، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة".
مقياس نجاح "السبع"
ووفق وكالة أسوشيتد برس، كان الحصول على الإجماع - حتى على بيان قصير وواسع الصياغة - مقياسا متواضعا لنجاح المجموعة.
ففي القمة، حذّر ترامب من ضرورة كبح طهران لبرنامجها النووي "قبل فوات الأوان".
وقال إن القادة الإيرانيين "يرغبون في الحوار"، لكن كان أمامهم 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن طموحاتهم النووية، ولم يفعلوا ذلك قبل بدء الهجوم الجوي الإسرائيلي، مضيفا عليهم إبرام اتفاق".
وعندما سُئل ترامب صباح الإثنين عما يتطلبه الأمر لتدخل الولايات المتحدة عسكريا في الصراع، ردّ "لا أريد التحدث عن ذلك".
ولكن بحلول عصر الإثنين، حذّر على وسائل التواصل الاجتماعي بنبرة تنذر بالتصعيد، قائلا: "على الجميع إخلاء طهران فورا".
انسحاب ترامب.. دلالات وتداعيات
بعد ذلك بوقت قصير، قرر ترامب مغادرة القمة وتفويت سلسلة من اجتماعات يوم الثلاثاء التي كانت ستتناول الحرب في أوكرانيا وقضايا التجارة.
وفي هذا الصدد، لفتت أسوشيتد برس، إلى أن الانسحاب المفاجئ لترامب من القمة، "لم يؤد إلا إلى تفاقم مأساة عالم يبدو على وشك اشتعال عواصف نارية".
وقالت إن ترامب فرض بالفعل رسوما جمركية باهظة على دول متعددة، مما يُهدد بتباطؤ اقتصادي عالمي. ولم يُحرز تقدما يُذكر في تسوية الحروب في أوكرانيا وغزة.
وأشارت إلى أن موقفه من أوكرانيا يضعه في خلاف جوهري مع قادة مجموعة السبع الآخرين، الذين يدعمون كييف ويؤكدون أن روسيا هي "المعتدي في الحرب".
ويوم أمس، ألمح الرئيس الأمريكي إلى أنه ما كانت هناك حرب لولا طرد أعضاء مجموعة السبع لنظيره الروسي فلاديمير بوتين من المنظمة عام ٢٠١٤ لضمه شبه جزيرة القرم.
ورفض ترامب الرد عندما سُئل عما إذا كان يدعم روسيا، قائلا: "لا يهمني إلا إنقاذ الأرواح".
ماذا سيفعل الستة بدون ترامب؟
ومع وصول محادثات إنهاء الحرب إلى طريق مسدود، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده وأعضاء آخرين في مجموعة "السبع" يفرضون رسوما جمركية جديدة على روسيا في محاولة لإجبارها إلى الجلوس على طاولة مفاوضات وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة، اليوم الثلاثاء، بدعوة من رئيس الوزراء الكندي، إلى جانب قادة آخرين، بمن فيهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته.
ورفض ترامب الانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا، مشيرا إلى أنه سينتظر حتى تفعل أوروبا ذلك أولا.
وكان من المقرر أن يلتقي ترامب قبل مغادرته بزيلينسكي والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم. بحسب المصدر نفسه.
وفيما يتعلق بالشرق الأوسط، صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس، للصحفيين، بأن بلاده تُخطط لصياغة بيان ختامي مُقترح بشأن الصراع الإسرائيلي الإيراني، يُشدد على أنه "يجب ألا يُسمح لإيران، تحت أي ظرف من الظروف، بالحصول على مواد تُمكّن من صنع أسلحة نووية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز