مصر تثمن تصريحات لترامب حول غزة وتدعو لسلام عادل

في موقف يؤكد التزامها بحلول عادلة للقضية الفلسطينية، أعربت مصر عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكي بعدم مطالبة سكان غزة بمغادرة القطاع.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية نشرته على حسابها في "فيسبوك".
وأمس الأربعاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "لا أحد يريد طرد الفلسطينيين من غزة".
وتعلقيا على هذه التصريحات، أعربت مصر "عن تقديرها لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التى أدلى بها يوم ١٢ مارس، أثناء لقائه مع مايكل مارتن رئيس الوزراء الأيرلندي بشأن عدم مطالبة سكان قطاع غزة بمغادرته".
واعتبرت الخارجية المصرية في بيانها أن " هذا الموقف يعكس تفهما لأهمية تجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، وضرورة العمل على إيجاد حلول عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية".
وفي هذا السياق، شددت مصر على أهمية البناء على هذا التوجه الإيجابي لدفع جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، وذلك من خلال تبني مسار شامل يستند إلى رؤية واضحة تحقق الاستقرار والأمن لكافة الأطراف.
وأشارت إلى أن مبادرة الرئيس ترامب لإنهاء الصراعات الدولية وإحلال السلام بما فى ذلك فى الشرق الأوسط "يمكن أن تمثل إطارا عمليا للبناء عليه والعمل المشترك لتحقيقه، وبما يراعي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعت مصر كافة الأطراف الدولية والإقليمية إلى تكثيف الجهود لدفع عملية التسوية السلمية، بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعوب المنطقة.
وأكدت التزامها الراسخ بدعم جميع المبادرات الجادة التي تهدف إلى تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
صدمة ترامب والهبّة العربية
وكان ترامب قد أصار صدمة وغضبا عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,3 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.
وفي مواجهة ذلك، صاغت مصر خطة عربية تتضمن إعادة إعمار غزة بدون تهجير الفلسطينيين مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع.
واعتمد القادة العرب الخطة في قمة في القاهرة التي انعقدت في الرابع من الشهر الجاري، قبل أن تعتمدها منظمة التعاون الإسلامي في اجتماع طارئ في السابع من الشهر نفسه، لتصبح خطة "عربية إسلامية" بشأن غزة.
ورفضت إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة الخطة، لكنها حظيت بتأييد بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، ودول أخرى.
مفاوضات قطر
على صعيد متصل، انطلقت في قطر، الثلاثاء، جولة جديدة من المحادثات بشأن وقف إطلاق النار الهش في غزة، بحضور المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة، التي استمرت 42 يوما، في أوائل مارس/أذار من دون التوصل إلى اتفاق على المراحل اللاحقة التي تهدف إلى ضمان نهاية دائمة للحرب التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.