مخطط ترامب حول غزة بين فرص التطبيق وتحديات الرفض
بين التحذير والتأكيد ومساعي التنفيذ وطرقه، تباينت آراء أعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بشأن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة، وإعادة توطين سكانه في دول عربية.
واعتبر أعضاء بالحزبين، في أحاديث خاصة لـ«العين الإخبارية»، أن «مقترح الرئيس ترامب ليس مجرد مناورة، بل الأمر يحمل جدية وسعيًا للتنفيذ».
- العالم يرفض «ريفييرا ترامب».. غزة للفلسطينيين
- التمويل و«نشر» قوات في غزة.. البيت الأبيض يوضح تصريحات ترامب
وحذر عضوان بالحزب الديمقراطي الأمريكي من مخاطر مقترح ترامب مؤكدين أنه يحمل «تصفية نهائية للقضية الفلسطينية»، و«ضياع حلم الدولتين»، داعين إلى ضرورة وجود «موقف عربي وإسلامي موحد وقوي ضد مخطط الرئيس الأمريكي».
لكن مستشارًا سابقًا بحملة ترامب الرئاسية، وعضوًا بالحزب الجمهوري، يرى أن «المقترح الجديد سيدفع إلى إحلال السلام في المنطقة»، بحسب قوله.
ولاقت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلنها الثلاثاء، بشأن تولي الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، رفضًا وانتقادات عربية ودولية.
مخطط «جاد»
وفي تعقيبه، قال عضو الحزب الديمقراطي، والباحث والمحلل السياسي والاقتصادي، مهدي عفيفي، في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، إن «مخطط السيطرة على غزة والضفة الغربية، ليس مجرد مناورة أو مزحة، لكن الأمر تم مناقشته قبل تولي ترامب مقاليد الحكم، وهو أمر متفق عليه بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
ونبه عضو الحزب الديمقراطي، إلى أن واشنطن وتل أبيب قامتا بإنشاء مراكز بحثية وفكرية لتعميم وترويج فكرة أنه لا بد من ترحيل أو ما يطلقون عليه «استضافة سكان غزة» في بلدان أخرى مجاورة، دون أن يكون هناك أي أحاديث عن إعادة إعمار غزة.
وأشار عفيفي إلى أن «أحد شروط اللوبي الصهيوني سواء من رجال أعمال أو مؤسسات قوية ونافذة لدعم ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان ضرورة العمل على تمدد إسرائيل، وهو ما أشار إليه الأخير في فترة الانتخابات حين تحدث بأن الخريطة تشير إلى صغر مساحة إسرائيل ولا بد أن تتوسع».
يحتاج «ردًا موحدًا»
وذهب إلى أن «ما يقوله ترامب أمر مدروس وسيسعى لتحقيقه، ما لم تتحد وتتحرك الدول العربية والإسلامية بردود فعل ضاغطة لمواجهة المخطط».
كيفية التنفيذ
وحول إمكانية وواقعية تنفيذ مخطط ترامب، لم يستبعد السياسي الأمريكي، العمل على تهجير سكان غزة قسريًا.
وأوضح أن هذا قد يتم عبر شن غارات على غزة مجددًا، حتى يضطر أهلها للخروج من القطاع بالكامل، وذلك بزعم القضاء على حماس.
وهو ما دلل عليه بطلب إدارة ترامب مؤخرًا من الكونغرس الموافقة على إرسال قنابل ومعدات عسكرية ضخمة تقدر بمليار دولار إلى إسرائيل.
تبعات خطيرة
مخطط ترامب يحمل في طياته مخاطر كبيرة، وفقًا لعضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، نعمان أبو عيسى، الذي رأى في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، أن «الشروع في تنفيذ المخطط يحمل تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، ويمحو حل الدولتين، ولحلم قيام دولة فلسطينية».
لكن عضو الحزب الديمقراطي، قدّر أن «مخطط ترامب غير واقعي، ولن يكون بمقدوره تنفيذه».
وأوضح: «سكان غزة متمسكون بأرضهم ولن يغادروها تحت إغراء المال أو التهديد»، مردفًا: «الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقوقه التي يكفلها القانون الدولي، والمشهد الملحمي بعودة الحشود قبل أيام لمنازلهم في شمال غزة، رغم ما لحق بها من دمار خير شاهد».
وفي اعتقاد أبو عيسى، فإن ما سينجح فيه ترامب فقط هو إطالة مدة الحياة السياسية لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في الحكم، حيث سيعمل الرئيس الأمريكي على محاولة إنقاذ نتنياهو وتعويض فشله في تحقيق أهدافه من الحرب.
«ليس مناورة سياسية»
وردًا على مدى جدية مقترح ترامب وقابليته للتنفيذ، قال البروفيسور في القانون الدولي، وعضو في المجلس الاستشاري للرئيس دونالد ترامب سابقًا، غبريال صوما، إن مقترح ترامب بالسيطرة على قطاع غزة «ليس مجرد مناورة سياسية، بل الأمر يحمل جدية وسعيًا لتنفيذ ما يقوله».
ورأى غبريال صوما في حديث خاص من واشنطن لـ«العين الإخبارية»، أن «ترامب يستهدف العمل على إخلاء غزة من السكان، ويريد من مصر والأردن ودول عربية استضافتهم واستيعابهم».
وفي تقدير صوما وهو عضو بالحزب الجمهوري، فإن «الرفض الفلسطيني، ومواقف الدول العربية الرافضة لمقترحات غزة لن تغير رأيه في هذا الموضوع».
مخطط ترامب
وأكّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء، أنّ «الجميع يحبّون» مقترحه المتعلق بتولي الولايات المتحدة زمام الأمور في غزة وإعادة توطين سكّان القطاع، وذلك رغم المعارضة الشرسة التي لقيتها هذه الفكرة من جانب الفلسطينيين والعديد من دول الشرق الأوسط والعالم.
وكان ترامب قد تحدث للصحفيين، الثلاثاء، وكان إلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصرحًا: «لدينا في غزة وضع خطير، خاصة مع وجود الذخائر غير المنفجرة والأنفاق».
ودعا إلى رحيل الغزاويين إلى مناطق أخرى، مضيفًا: «لا أعتقد أن سكان غزة يجب أن يعودوا إلى القطاع».
وقال إنه «سيدعم جهود إعادة توطين الفلسطينيين من غزة بشكل دائم إلى أماكن يمكنهم العيش فيها دون خوف من العنف».
aXA6IDMuMTQ1Ljk5Ljg0IA== جزيرة ام اند امز