«قنبلة» ترامب بشأن غزة.. صدمة وإدانات عالمية متواصلة
كأنها قنبلة يدوية ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مشهد السياسة الخارجية حول العالم، وهو يطرح خطته بشأن قطاع غزة
هكذا اعتبرتها مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية في تحليل لها طالعته "العين الإخبارية"، مشير إلى أنه في مؤتمر صحفي واحد فقط، قوّض ترامب مصداقية الولايات المتحدة وأضاف المزيد من عدم اليقين وعدم الاستقرار إلى منطقة شهدت الكثير من كليهما.
وبعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء، اقترح ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة، وتهجير سكانها بالكامل البالغ عددهم 2.3 مليون شخص إلى دول أخرى، ثم إعادة بناء وتطوير المنطقة لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط" على حد وصفه.
تصريحات قوبلت باستهجان كبير وموجة إدانات واسعة النطاق على المستويين العربي والدولي، وسط تحذيرات من انتهاك القانون الدولي وزعزعة الاستقرار في المنطقة، وذلك من بين مخاوف أخرى.
الإمارات
دولة الإمارات العربية المتحدة، من جانبها، أكدت التزامها بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، وموقفها التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني.
وشددت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، على ضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ما يعكس قناعتها بأن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.
كما أكدت الإمارات رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، ودعت إلى ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش.
السعودية
المملكة العربية السعودية، هي الأخرى، شددت على موقفها بأن الرياض لن تقيم علاقات مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية.
وأكدت "رفضها القاطع لأي انتهاك للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني"، بما في ذلك من خلال محاولات تهجيرهم من أرضهم.
وكان ترامب قد أشار إلى أن التفاوض على اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية يشكل أولوية قصوى للسياسة الخارجية لإدارته.
الأردن
الأردن وعلى لسان عاهل البلاد الملك عبدالله الثاني، أكد على "ضرورة وقف إجراءات الاستيطان، ورفض أية محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية".
مصر
ومن مصر، حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من أن "أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية سيكون غير مقبول".
واعتبر الرئيسان- وفق بيان للرئاسة الفرنسية، أن "ذلك سيشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وعقبة أمام حل الدولتين، وعاملا رئيسيا لزعزعة الاستقرار في مصر والأردن".
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره التركي هاكان فيدان، قبل يومين، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي "أهمية المضي قدما في مشروعات وبرامج التعافي المبكر وإزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة، بدون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها".
السلطة الفلسطينية
رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بشدة دعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم".
الجامعة العربية
أكدت الجامعة العربية أن طرح ترامب "ينطوي على ترويج لسيناريو تهجير الفلسطينيين المرفوض عربيا ودوليا، والمخالف للقانون الدولي".
مضيفة أن "هذا الطرح يُمثل وصفة لانعدام الاستقرار ولا يُسهم في تحقيق حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفي المنطقة" بأسرها.
الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي، جدد تأكيده بأنّ حل الدولتين هو "المسار الوحيد" لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال متحدّث باسم الاتحاد الأوروبي إن "غزة جزء لا يتجزّأ من الدولة الفلسطينية".
فرنسا
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكد رفضه لمقترح ترامب، قائلا إن "أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية سيكون غير مقبول".
تركيا
تركيا على لسان وزير خارجيتها، اعتبرت أن مشروع الرئيس الأمريكي "غير مقبول"، مشيرة إلى أن طرد الفلسطينيين من غزة "أمر لا يمكننا نحن القبول به ولا يمكن لدول المنطقة القبول به، ولا حاجة حتى لمناقشته".
الصين
الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان، أكد أن بلاده تعارض "الترحيل القسري لسكان غزة".
بريطانيا
شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة تمكين الفلسطينيين من "العودة إلى ديارهم ... وإعادة البناء"، مضيفا "ينبغي لنا أن نكون معهم في مسار الإعمار حول حل الدولتين".
ألمانيا
أكدت ألمانيا أن قطاع غزة "ملك للفلسطينيين".
إيطاليا
وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني، جدد هو الآخر موقف بلاده المؤيد لحل الدولتين، وقال "لسنا مستعدين حتى لإرسال جنود إيطاليين لإعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية".
إسبانيا
وهو الموقف الذي أكدت عليه إسبانيا على لسان وزير خارجيتها خوسيه مانويل ألباريس، بقوله "غزة أرض لفلسطينيين يجب أن يبقوا في غزة التي تشكل جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا والتي يجب أن تعيش وتتعايش مع ضمان أمن وازدهار دولة إسرائيل".
روسيا
المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اعتبر أن "أية تسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تحصل إلا على أساس دولتين. وهذا هو الخيار الوحيد الممكن".
ماليزيا
بدورها، أعلنت ماليزيا، اليوم الخميس، أنها "تعارض بشدة" أية خطة لإعادة توطين الفلسطينيين في غزة بالقوة.
ولا تملك ماليزيا ذات الغالبية المسلمة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كما أن العديد من سكانها يدعمون الفلسطينيين.
حلفاء جمهوريون وآخرون
وحتى بين حلفاء ترامب الجمهوريين، واجه بعض المقاومة. فقد أعرب السيناتور ليندسي غراهام عن قلقه، قائلا: "أعتقد أن معظم سكان ولاية كارولينا الجنوبية ربما لا يكونون متحمسين لإرسال الأمريكيين للسيطرة على غزة".
في حين اتخذ خبراء قانونيون ونشطاء حقوق إنسان وبعض المشرعين الديمقراطيين موقفا أكثر صرامة، حيث جادلوا بأن اقتراح ترامب بشأن غزة من شأنه أن ينتهك القانون الدولي، ويعكس السياسة الغربية القديمة في الشرق الأوسط، ويمزق السلام الهش في المنطقة.
وقال السيناتور الديمقراطي كريس مورفي عن ترامب: "لقد فقد عقله تماما. هل يريد غزوا أمريكيا لغزة، والذي من شأنه أن يكلف الآلاف من الأرواح الأمريكية ويشعل الشرق الأوسط لمدة 20 عاما؟ إنه مريض".
تحذير أممي
من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أية محاولة لإجراء "تطهير عرقي" في غزة.
وقال غوتيريش في خطاب أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، إن "جوهر ممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف يكمن في حقهم في أن يعيشوا على أرضهم".