«الصلابة البدنية».. هاريس تستثمر «ورقة السن» في مواجهة ترامب
خطوة جديدة ستقدم عليها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، من شأنها تعزز فرصها في السباق نحو البيت الأبيض.
ومنذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي أواخر يوليو/تموز الماضي، وترشيح الديمقراطيين هاريس لخوض الانتخابات، اعتمدت صاحبة الـ59 عاما على عمرها وسيرتها الذاتية لإظهار تفردها عن بايدن (81 عاما) وعن ترامب (78 عاما).
- هاريس وترامب والناخبون الذكور.. من يكسر «السقف الزجاجي»؟
- خطاب دونالد ترامب.. هل يكلفه تذكرة الوصول للبيت الأبيض؟
الصلابة البدنية
من المقرّر أن تنشر هاريس، السبت، تقريرا طبيا يؤكد أنّها تتمتّع "بالصلابة البدنية والعقلية اللازمة للقيام بواجبات رئاسة" الولايات المتحدة، حسب ما أفاد أحد مستشاري حملتها الانتخابية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته إنّ نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية تأمل من خلال هذا التقرير -الذي لم يُنشر بالكامل بعد- أن يفرض مزيدا من التحديات بشأن قدرات منافسها الجمهوري دونالد ترامب البالغ من العمر 78 عاما.
وذكرت هاريس, في أثناء حديثها خلال فعالية في ولاية أريزونا للجمهوريين، الجمعة- أنها ستؤسس في حال انتخابها مجلسا استشاريا يضم أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإبداء الملاحظات حول السياسات، ووجهت خطابها للذين يدعمون حملتها "لا أريد أشخاصا يوافقون على أي شيء.. أريد أن يأتي أناس.. ويفحصون الأفكار".
وأكملت حديثها "لذا سأنشئ مجلسا من الحزبين حتى نتمكن من البناء على هذه المسألة.. والقيام بالعمل اللازم".
التأثير على استطلاع الرأي
وهيمنت الأسئلة المتعلّقة بسن وصحّة الرئيس بايدن (81 عاما) الجسدية والعقلية على حملته الانتخابية، إلى أن انسحب من السباق الرئاسي يوليو/تموز في أعقاب مناظرة تواجه فيها مع الرئيس الجمهوري السابق.
ومنذ ذلك الحين، نادرا ما تمّ التطرّق إلى هذه القضية في وسائل الإعلام، ولم يكن لها تأثير ملحوظ على استطلاعات الرأي التي لا تزال متقاربة، على الرغم من الفارق الكبير في السن بين كامالا هاريس ودونالد ترامب.
ومن هذا المنطلق، ترغب نائبة الرئيس في إعادة طرح هذا الموضوع لصالحها، الأمر الذي دفع فريق حملتها إلى إعارة اهتمام خاص إلى تقارير نُشرت مؤخرا في صحيفة نيويورك تايمز.
وأشار أحدها إلى أنّ الملياردير الذي تعرّض لانتقادات واسعة النطاق من قبل خصومه لأنّه لم يكن شفافا بشأن صحّته عندما كان رئيسا، لم ينشر تقريرا طبيا حديثا.
وحلّل تقرير آخر للصحيفة الأمريكية خطابات ترامب الأخيرة، وخلُص إلى أنّها "تطول" وتصبح "مشوشة" و"سوقية" بشكل متزايد وتزداد "هوسا بالماضي".
ولا يمكن إنكار أنّ الرئيس السابق الذي يتمتع بشعبية واسعة يشارك في الكثير من التجمّعات كما يقوم بالكثير من الجولات الانتخابية، ولكن لا يظهر عليه إرهاق مماثل لما بدا على بايدن من مشيته وملامحه وكلامه.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى أنّ سنّه ليس مسألة مهمّة بالنسبة إلى الناخبين.
فقد ذكر استطلاع أجراه معهد غالوب ونُشر في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، أنّ 41% من الناخبين يعتبرون المرشح الجمهوري أكبر سنا من أن يصبح رئيسا، وهي نسبة لم تتغيّر كثير عمّا كانت عليه قبل دخول هاريس حملة الانتخابات الرئاسية.
ووفق معهد غالوب أعرب 37% من الناخبين عن الرأي ذاته في يونيو/حزيران، بينما اعتبر ثلثا الأمريكيين أنّ بايدن كان أكبر سنا من أن يبقى في البيت الأبيض لولاية ثانية.