هاريس وترامب والناخبون الذكور.. من يكسر «السقف الزجاجي»؟
العد التنازلي بدأ ومعه ترتفع حمى السباق لكسب أحد مفاتيح ديمغرافيا الانتخابات في أمريكا: الناخبون الذكور، فمن يكسر هذا «السقف الزجاجي»؟
تركيز خاص على هذه الفئة من الناخبين، يبديه مرشحا الرئاسة الأمريكية، الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، تماشيا مع مزاج عام يترقب بفارغ الصبر نتيجة المنافسة الشرسة بين امرأة ورجل.
فعلى مدار 59 ولاية رئاسية تعاقب خلالها 46 رئيسا على حكم أمريكا، لم يسبق لأي امرأة أن حطمت «الحاجز الذكوري» لساكن البيت الأبيض.
جولات أخيرة لكن محمومة
في تصريحات لشبكة «إيه بي سي» الأمريكية، قالت حملة هاريس إن تيم والز، نائب المرشحة وحاكم ولاية مينيسوتا، أطلق حملة جديدة تستهدف الناخبين الذكور في الولايات المتأرجحة.
وتشمل هذه الجهود إجراء مقابلة فردية مع مايكل ستراهان، المذيع في برنامج "صباح الخير أمريكا"، والتي بُثت صباح الجمعة، إلى جانب رحلة والز إلى ولاية ميشيغان للقاء الناخبين الذكور من السود.
كما حضر والز، أمس الجمعة، مباراة كرة القدم لفريق مانكاتو ويست سكارليتس، وألقى خطابا تحفيزيا للفريق في مدرسة مينيسوتا الثانوية، حيث كان يدرس ويدرّب سابقًا.
وبشكل منفصل، شن الرئيس الأمريكي الأسبق، الديمقراطي باراك أوباما، قبل يومين، هجومًا لاذعًا على الرجال وتحديدا السود، وذلك خلال حملة دعم لهاريس.
وأشار أوباما إلى ما وصفه بـ"الأعذار" التي يقدمونها لعدم التصويت لها، وذلك خلال زيارته لمكتب الحملة بحي إيست ليبرتي في بيتسبرغ.
وأكد أوباما أن الامتناع عن التصويت أو التصويت لدونالد ترامب «غير مقبول».
وعلى الجانب الآخر، يسعى ترامب أيضًا لاستقطاب الناخبين الذكور، وخاصة الشباب، من خلال ظهوره في برامج البودكاست الشهيرة مثل "فلاغرانت" مع أندرو شولتز وأكاش سينغ.
كما أجرى مقابلات طويلة أخرى مع مقدمي البرامج المؤثرة (البث الصوتي) الشهيرة التي تحظى بشهرة واسعة بين المستمعين الذكور.
«فجوة بين الجنسين»
لا تزال أحدث استطلاعات الرأي تظهر «فجوة بين الجنسين» حيال دعم هاريس وترامب بين الرجال والنساء، حيث يبدو أن المزيد من الرجال يساندون ترامب، فيما تدعم المزيد من النساء هاريس.
وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي وجود فجوة بين الجنسين في تأييد هاريس وترامب، حيث يحظى ترامب بدعم أكبر بين الرجال، بينما تتفوق هاريس بين النساء.
ووفق استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث بين الناخبين المسجلين، ونشر الخميس، فإن «هاريس وترامب في سباق متقارب على المستوى الوطني بين الناخبين المسجلين في جميع أنحاء البلاد، ولكن هناك فجوة أكبر بينهما بين الناخبين الذكور والإناث».
وخلص الاستطلاع إلى أن 51% من الرجال المسجلين يدعمون ترامب، بينما يدعم 43% منهم هاريس، في حين ينعكس الوضع بين النساء، حيث تؤيد 52% من الناخبات هاريس مقابل 43% لترامب.
ولاحظ الاستراتيجيون والمحللون السياسيون هذه الظاهرة، حيث قالت سارة لونجويل، ناشرة مجلة بولوارك، إن ترامب يعمل على تعزيز دعمه بين الرجال، فيما تحتاج هاريس لتعزيز دعمها بين النساء.
وتُظهر البيانات أن هذه الفجوة ليست جديدة، حيث بلغ متوسطها 19 نقطة منذ عام 1996 في استطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع.
وفي الانتخابات السابقة لعام 2020، حصل ترامب على تأييد 53% من الرجال مقابل 45% لجو بايدن، بينما دعمت 57% من النساء بايدن مقابل 42% لترامب.
وقبلها، وتحديدا في عام 2016، أيد 52% من الرجال ترامب، بينما أيد 41% المرشحة الديمقراطية حينها هيلاري كلينتون؛ لكن 54% من النساء أيدن كلينتون بينما أيدت 41% ترامب.
وبحسب تحليل حديث آخر أجراه «موقع 538» الأمريكي (يعنى بتحليل استطلاعات الرأي)، فإن الفجوة بين الجنسين بين هاريس وترامب قد تقلصت بالفعل قليلاً عما كانت عليه في أغسطس/آب الماضي.
وأشار إلى أن ذلك يحدث رغم أن استطلاع هارفارد للشباب الذي نُشر في سبتمبر/أيلول المنقضي وجد فجوة كبيرة بين الناخبين الأصغر سناً من كلا الجنسين - حيث ارتفعت هاريس بمقدار 17 نقطة بين الشباب و47 نقطة بين الشابات.
وخلص تحليل منفصل أجراه معهد «غالوب» مؤخرا إلى أن النساء الشابات أصبحن بشكل متزايد يعتبرن أنفسهن من الليبراليين سياسيا؛ في اتجاه قال المعهد إنه لا يعزى إلى العرق أو التعليم.
كما تطرقت بعض استطلاعات الرأي المنشورة مؤخرا، إلى دعم الذكور السود لهاريس وترامب، وسط حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كان أي من المرشحين يبذل ما يكفي للوصول إليهم.
ومع ذلك، تشير استطلاعات رأي أخرى إلى فجوة أقل بين الجنسين بين الناخبين السود.
ووجد استطلاع للرأي أجرته وكالة «أسوشيتد برس» ومركز «نورك» للأبحاث العامة في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بشكل منفصل، أن 66% من الناخبين السود يقولون إن هاريس ستكون رئيسة جيدة.
فيما يعتقد 21% من الناخبين السود أن ترامب سيكون رئيسًا جيدًا.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA= جزيرة ام اند امز