خطاب دونالد ترامب.. هل يكلفه تذكرة الوصول للبيت الأبيض؟
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، اشتعل السباق إلى البيت الأبيض بين المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب.
وبينما يحاول كل من المرشحين استخدام أوراقه لتمهيد طريقه إلى البيت الأبيض، فتح دونالد ترامب جبهة جديدة في السباق الرئاسي، «قد تكلفه تذكرة الوصول إلى البيت الأبيض»، بحسب موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي.
ويقول الموقع الأمريكي، إن تصريحات ترامب «لا تخلو أبدًا من الإشارات المهينة»، إلا أن «إهانته لإحدى المدن التي كان يتحدث فيها، يعني فتحه آفاقًا جديدة في الحملات الرئاسية».
وأشار إلى أنه ولنترك الأمر لدونالد ترامب ليهين المدينة التي يتحدث فيها. إن ترامب لا يخلو من الإشارات المهينة، ولكن من خلال ازدرائه للمدينة التي تصنع السيارات، فقد فتح آفاقاً جديدة في الحملات الرئاسية.
ففي ديترويت، تلك المدينة التي تسير على طريق العودة (حيث يتزايد عدد سكانها)، تحدث ببلاغة عن أحد موضوعاته المفضلة ــ انحدار الأمريكي، بعد فترته الرئاسية السابقة.
وبينما كان يتحدث عن الصين، قال ترامب: «حسنًا، نحن دولة نامية أيضًا، فقط ألق نظرة على ديترويت. ديترويت منطقة نامية أكثر من معظم الأماكن في الصين».
ثم بدأ في الحديث عن موضوعه، فإذا فازت كامالا هاريس بالرئاسة، فإن «الكارثة الاقتصادية تلوح في الأفق (..) ستصبح بلادنا بأكملها مثل ديترويت إذا أصبحت رئيستك. ستكون في ورطة».
هل هذا صحيح؟
يقول الموقع الأمريكي، إن «ترامب ترك أمريكا في حالة حرجة عندما انتهت ولايته الرئاسية. فقد ارتفعت معدلات البطالة، وتفشى فيروس كورونا المستجد، وزاد العجز في الميزانية. وإذا أضفنا إلى ذلك أحداث الكابيتول التي وقعت في السادس من يناير/كانون الثاني، فسوف نجد وصفة حقيقية للانحدار»، على حد قوله.
إلا أن «انتقاد المدينة التي يحاول حشد أصواتها الانتخابية، يعد تكتيكا غير عادي في الحملة الانتخابية»، يقول «ذا ناشيونال إنترست»، مشيرًا إلى أن حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمر لم تتردد في استغلال الفرصة، فقد كتبت على منصة «إكس»، قائلة: إن ديتوريت هي «تجسيد للشجاعة، وهي أمر لن يفهمه دونالد ترامب أبدا. لذا لا تتكلم عن ديترويت. ومن الأفضل أن تصدق أن سكان ديترويت لن ينسوا هذا في نوفمبر/تشرين الثاني».
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن هذه الحلقة ليست حدثاً منفرداً؛ إذ تخطط حملة ترامب لعقد تجمعات انتخابية في الأيام القليلة المقبلة في كاليفورنيا وكولورادو ومدينة نيويورك، مشيرًا إلى أن «التجمع الأخير هو شهادة حقيقية على غرور ترامب».
وأوضح، أنه من المفترض أن يتمكن من ملء حديقة ماديسون سكوير بأتباع مخلصين من جزيرة ستاتن، والذين سوف يعربون عن استحسانهم لتصريحاته المتسلسلة عن كل شيء من طواحين الهواء إلى أخبار شبكة سي بي إس.
أما بالنسبة للرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، فإن سيل «المعلومات المضللة» التي أطلقها ترامب، وخاصة بشأن العواصف في نورث كارولينا وفلوريدا، «يشكل مصدر إزعاج»، بحسب الموقع الأمريكي
وعندما سُئل بايدن يوم الخميس عما إذا كان قد تحدث مع ترامب، أجاب: «هل تمزح معي؟». كان بايدن غاضبًا، فيما كان العاملون الفيدراليون يتلقون تهديدات بالقتل بسبب معلومات «كاذبة» حول جهودهم.
ويبدو أن ترامب نفسه مستعد لتوزيع إعانات سخية على الأمريكيين، ففي خطاب ألقاه أمام نادي ديترويت الاقتصادي، تعهد بجعل الفائدة على قروض السيارات قابلة للخصم من الضرائب.
إلا أن مقترحات ترامب الضريبية قد تضيف 15 تريليون دولار أخرى إلى الديون الأمريكية على مدى عقد من الزمان، وفقاً للجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة غير الحزبية.
ولم يشر ترامب، الذي أطلق على نفسه لقب «ملك الديون»، إلى من سيمول إنفاقه. ويبدو أن هذا يتعارض مع رغبته المعلنة في فرض تعريفات جمركية ضخمة على بكين، والتي من المفترض أن يعتمد عليها لشراء حصة كبيرة من ديونه المستقبلية المقترحة.
لكن هل أي من هذه المقترحات تؤثر بالفعل على الناخبين؟ تساءل الموقع الأمريكي، مشيرًا إلى أنه بينما السباق محتدم في جورجيا وغيرها من الولايات المتأرجحة، قد «يصبح خطاب ترامب أكثر ضراوة مع اقتراب يوم الانتخابات».
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز