أول امرأة أو «أول مُدان».. أمريكا على أبواب تاريخ جديد
فوزها يعني أنها ستكون أول امرأة تحكم أمريكا، أما انتصاره فسيجعله أول مدان بارتكاب جريمة رئيسا للولايات المتحدة.
ومهما كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية التي تجريها أمريكا، الثلاثاء، فالمؤكد هو أن فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، أو الجمهوري دونالد ترامب، سيسطر تاريخا جديدا لكليهما، وللولايات المتحدة الأمريكية أيضا.
تاريخ جديد
هناك سبع ولايات تشكل ساحة المعركة الانتخابية ويتوقع أن تكون عامل الحسم في نتائج الانتخابات، ما لم تحدث مفاجأة كبرى.
لكن التساؤلات الكبرى لا تزال قائمة حول توقيت النتائج، وتركيبة الناخبين، وتدفق المعلومات المضللة ــ وحتى إمكانية وقوع أعمال عنف سياسي.
وفي الوقت نفسه، يستعد كلا الجانبين لمعركة قانونية طويلة الأمد من شأنها أن تزيد الأمور تعقيداً، وفقا لوكالة «أسوشيتد برس».
وفي حال فوز هاريس، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة الممتد لـ 248 عامًا، وستكون أيضًا أول امرأة سوداء وأول شخص من أصل جنوب آسيوي يتولى هذا المنصب.
وقد قللت هاريس وحملتها إلى حد كبير من أهمية الجنس والعرق خوفا من أن يؤدي ذلك إلى تنفير بعض المؤيدين، لكن أهمية فوز هاريس ستسطر تاريخا دون شك.
في المقابل، يمثل فوز ترامب إنجازا تاريخيا، إذ سيصبح أول شخص مدان بارتكاب جريمة يفوز برئاسة الولايات المتحدة، حيث أدين بـ34 تهمة جنائية في قضية أموال رشوة في نيويورك منذ أكثر من خمسة أشهر.
وترامب الذي لا يزال يواجه اتهامات في قضيتين جنائيتين منفصلتين على الأقل، قال إنه ضحية نظام قضائي مسيس، ويبدو أن عشرات الملايين من الناخبين يصدقونه، أو أنهم على استعداد للتغاضي عن متاعبه القانونية.
كم من الوقت سيستغرق معرفة الفائز؟
غالبًا ما يُعتبر يوم الانتخابات في الولايات المتحدة أسبوعًا انتخابيًا، حيث تتبع كل ولاية قواعدها وممارساتها الخاصة في فرز الأصوات – ناهيك عن الطعون القانونية – التي يمكن أن تؤخر النتائج.
لكن الحقيقة هي أنه لا أحد يعرف كم من الوقت سيستغرق إعلان الفائز هذه المرة.
ففي عام 2020، أعلنت وكالة «أسوشيتد برس» فوز الرئيس جو بايدن بعد ظهر يوم السبت، أي بعد أربعة أيام من إغلاق صناديق الاقتراع.
وقبل أربع سنوات، أعلنت انتخابات عام 2016 بعد ساعات فقط من إغلاق معظم صناديق الاقتراع، وأعلنت وكالة «أسوشيتد برس» حينها فوز ترامب ليلة الانتخابات في الساعة 2:29 صباحًا (صباح الأربعاء بتوقيت الساحل الشرقي).
وهذه المرة، تعتقد كلتا الحملتين أن السباق متقارب للغاية عبر الولايات السبع المتأرجحة التي يتوقع أن تحسم نتائج الانتخابات، ما لم تحدث مفاجأة كبيرة في أريزونا وجورجيا وميشيغان ونيفادا ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن.
دليل الأدلة المبكرة
متابعة الولايتين اللتين تشهدان معركة على الساحل الشرقي، كارولاينا الشمالية وجورجيا، حيث يمكن أن تظهر النتائج بسرعة نسبية.
لكن هذا لا يعني ظهور النتائج النهائية في تلك الولايات بسرعة إذا كانت النتائج متقاربة، غير أن الولايات المتأرجحة الأولى التي قد تقدم فكرة عن نوع الليل الذي سنشهده.
وفي ولاية كارولينا الشمالية، سيكشف تقدم هاريس في مقاطعتي ويك وميكلنبورغ عن مقدار الأصوات التي سيحتاجها ترامب من المناطق الريفية الأقل سكانًا للفوز بالولاية.
وفي مكان آخر من الجدار الأزرق، يحتاج ترامب إلى إضعاف النمو الديمقراطي في الضواحي الرئيسية في ميشيغان خارج ديترويت، وخاصة مقاطعة أوكلاند.
ويواجه نفس التحدي في مقاطعة واوكيشا بولاية ويسكونسن خارج ميلووكي.
هل يمكن أن تقع اضطرابات؟
روج ترامب لمزاعم لا أساس لها في الأيام الأخيرة بالتشكيك في نزاهة الانتخابات، مؤكدا أنه لا يمكن أن يخسر إلا إذا قام الديمقراطيون بتزوير الانتخابات، رغم ما تؤكده استطلاعات الرأي من تقارب التأييد.
ويمكن لترامب أن يعلن فوزه مرة أخرى ليلة الانتخابات بغض النظر عن النتائج، تماما كما فعل في عام 2020.
ويمكن أن يكون لمثل هذا الخطاب عواقب وخيمة كما حدث عندما اقتحم الموالون لترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، التي تعد أحد أحلك الأيام في التاريخ الأمريكي الحديث.
ولسوء الحظ، لا يزال هناك احتمالات بحدوث المزيد من أعمال العنف في موسم الانتخابات الحالي.
وكانت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري قد استعانت بالآلاف من مراقبي الاقتراع "لمراقبة نزاهة الانتخابات" يوم الثلاثاء بحثا عن أي علامات على التزوير، وهو ما يخشى المنتقدون أن يؤدي إلى مضايقة الناخبين أو العاملين في الانتخابات.
aXA6IDE4LjIyNy44MS4xODYg جزيرة ام اند امز