تحالف ترامب وماسك.. فرصة أم مخاطرة؟
تساؤلات كثيرة حول الدور المرتقب للملياردير الأمريكي إيلون ماسك في إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ومع فوز ترامب دخل إيلون ماسك المشهد السياسي باعتباره حليفا مؤثرا، ليعيد صياغة طريقة إدارة أمريكا القادمة بـ«رؤى غير تقليدية».ليمثل هذا التعاون بين ترامب وماسك فرصة سياسية واعدة للبعض ومخاطرة غير مسبوقة وفق آخرين.
- الملياردير «السياسي».. إيلون ماسك على خطى ترامب؟
- ترامب يكافئ إيلون ماسك بدور قيادي في الحكومة الأمريكية.. ما منصبه الجديد؟
شراكة سياسية "غير متوقعة"
بنهاية حملة ترامب الانتخابية، لم يعد يُنظر إليه كمرشح بمفرده؛ فقد اقترن اسمه بشراكة استراتيجية مع الملياردير الأمريكي الشهير إيلون ماسك، وفق مجلة "ذا نيويوركر" الأمريكية.ورغم دعمه السابق للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، تحول ماسك نحو اليمين، ودفع بحوالي 200 مليون دولار لدعم حملة ترامب، وأصبح وجوده في التجمعات الانتخابية مشهدًا مألوفًا، حيث ألقى مالك منصة إكس خطبًا وأثار حماسة الحضور، مؤكدا على دعمه لرؤية ترامب الجديدة.
وقبل يومين، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب أن ماسك، سيتولى وزارة "الكفاءة الحكومية" إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي.
وقال ترامب في بيان: "هذان الأمريكيان الرائعان سيمهدان الطريق معا أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية (...) وهو أمر ضروري لحركة إنقاذ أمريكا".
وأضاف ترامب أن الوزارة الجديدة "ستقدم المشورة والتوجيه من خارج الحكومة"، في إشارة إلى أنها ستعمل خارج حدود الحكومة.
ومع ذلك، ستباشر عملها بالتواصل مع البيت الأبيض ومكتب الإدارة والميزانية "لدفع الإصلاح الهيكلي على نطاق واسع ووضع نهج رائد للحكومة" لم نشهده من قبل.
صانع قرار داخلي
بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية، تعززت مكانة ماسك ليصبح بمثابة شخصية شبه حكومية، تمتد تأثيراته من تكنولوجيا الأقمار الصناعية للحضور في مشاريع حكومية داخلية، ليصبح جزءًا من صُنع القرار، ولعل تعيينه في منصب رسمي يمثل دلالة رمزية على مدى تغلغله داخل الحكومة.جلب ماسك معه جيلًا جديدًا من المؤيدين، متأثرين بتوجهاته التقنية الثورية، وهذه الشراكة ليست مجرد تحالف سياسي بل تحول في التصور الشعبي عن ترامب، إذ بات يُنظر إليه كزعيم يجمع بين المخاطرة والابتكار، وبات يقود حقبة سياسية مليئة بالجرأة التكنولوجية، وفق"ذا نيو يوركر".
تحديات تواجه الدولة
تصاعدت المخاوف بشأن تضارب المصالح بين دور ماسك الحكومي ومصالحه الشخصية، ليصبح السؤال.. بأي ثمن سيأتي هذا التعاون؟ وهل سيدفع المواطن الأمريكي العادي ثمن قرارات محورية يتخذها الثنائي؟بينما قد يشكل تحالف ترامب وماسك فصلًا جديدًا في السياسة الأمريكية، لا يمكن إغفال المخاطر المحتملة عن هذه العلاقة، وإن بدت في ظاهرها طموحة، فإنها قد تؤدي إلى تحديات عميقة داخل الإدارة الأمريكية، تاركةً البلاد على شفا انقسامات جديدة إذا ما تطور التحالف إلى ما لا يمكن التحكم فيه.
نقطة تحول
كان وجود ماسك إلى جانب ترامب بمثابة نقطة تحول غير مسبوق حيث تعهد أغنى رجل في العالم بصياغة تحركاته في رؤية سياسية أكثر اكتمالا وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" في وقت سابق.وقالت الصحيفة إن ماسك تحول إلى قوة بارزة في الحركة السياسية المحافظة التي عادت إلى البيت الأبيض.
ومع توالي نتائج الانتخابات، أشار ماسك إلى حماسه للعمل مع ترامب في لجنة خفض الإنفاق الحكومي التي سبق وأعلن عنها الرئيس المنتخب في حملته.
في المقابل، أشاد ترامب بماسك وصواريخه وخدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي يقدمها، وقال في خطاب النصر "لدينا نجم جديد.. ولد نجم إيلون".