محاكمة عزل ترامب.. البداية والنهاية
مراحل تطور قضية عزل ترامب التاريخية من الاتهام بمجلس النواب وحتى التبرئة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي
أشاد البيت الأبيض بالتصويت الذي أجراه مجلس الشيوخ الأمريكي وبرأ فيه ساحة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الأربعاء، واصفا عملية المساءلة بأنها "حملة.. قامت على سلسلة من الأكاذيب".
- ترامب ينتصر في معركة "عزله".. براءة من التهمتين
- زعيم الأغلبية بـ"الشيوخ الأمريكي": تبرئة ترامب "هزيمة سياسية" للديمقراطيين
وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في بيان: "انتهت محاولة المساءلة المختلقة التي حاكها الديمقراطيون بإبراء تام لذمة الرئيس دونالد جيه ترامب. وكما كنا نقول طوال الوقت، هو ليس مذنبا".
وبدأتْ تحقيقات عزل ترامب في 24 أيلول/سبتمبر 2019 على يد نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب.
وبعد إعلان بيلوسي في خطابٍ تلفزيوني أنها ستتخذ الخطوات اللازمة لبدء محاكمة ترامب والنظر في احتماليّة عزله، بدأت تقارير تظهر على السطح تشير إلى حدوث استغلال واسع النطاق للسلطة من قِبل ترامب.
وقالت التقارير إن ترامب ارتكبَ عددا من الانتهاكات عندما أجرى محادثة هاتفيّة معَ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث ضغط عليهِ من أجل إعادة فتح تحقيقٍ بخصوص المرشح للانتخابات الرئاسيّة عام 2020 جو بايدن وابنه هنتر بايدن.
كما اتهمَت التقارير البيت الأبيض بمحاولة إخفاء محتويات هذه المكالمة الهاتفية، وردا على التقرير؛ أصدرت إدارة ترامب نسخة من المكالمة الهاتفية التي تؤكد فيها أن ترامب قد طلب من زيلينسكي النظر في قضيّة بايدن.
وفي ١٩ ديسمبر/كانون الأول، صوت مجلس النواب الأمريكي "الكونجرس" لصالح توصية ببدء محاكمة ترامب أمام مجلس الشيوخ الأمريكي "السنت"، إذ إن تصويت الكونجرس لا يعد قرارا بعزل الرئيس من منصبه.
ويتمتع الديمقراطيون بأغلبية في مجلس النواب، ما جعل التوصية بعزل ترامب مضمونة، في خطوة وصفها الإعلام بأنها مجرد استعراض قوة.
وبذلك جعل مجلس النواب الأمريكي دونالد ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يوصي الكونجرس في حقه بإجراءات رسمية لعزله.
كتيبة للدفاع
جمع ترامب كتيبة محامين تفوق الـ13 محاميا من العيار الثقيل خدم بعضهم كمدعٍ عام سابق، ضمت قائمة المحامين الجدد روبرت راي، وآلان دير شويتز، وكين ستار، وجين راسكين، وبام بوندي.
وقال محامو ترامب إن إجراءات محاكمته في الكونجرس قبل التصويت على عزله لم تكن صحيحة، وبالتالي ما ترتب عليها غير صحيح.
واشتكى محامي البيت الأبيض بات سيبولوني، من جلسات الاستماع التي عقدتها لجنة مجلس النواب المغلقة والتي استجوب فيها الشهود، قائلا: "لم يُسمح حتى للزملاء الجمهوريين بدخول جلسات الاستماع".
وأكد أن حقوق ترامب الدستورية قد انتهكت من قبل اللجنة القضائية بمجلس النواب، موضحا: "حُرم الرئيس من الحق في استجواب الشهود، وحُرم الرئيس من الحق في الحصول على الأدلة، وحُرم الرئيس من الحق في حضور محامٍ في جلسات الاستماع".
وحول أوكرانيا، بيّن مايكل بوربورا، نائب مستشار البيت الأبيض، أن المكالمة الهاتفية في يوليو/تموز بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلت من الحديث عن المساعدات الأمنية أو ذكر أي أموال متبادلة بين الجانبين.
ودارت التحقيقات حول ما إذا كان ترامب قد أمر بممارسة ضغوط على أوكرانيا للتحقيق في أنشطة منافسه الديمقراطي، جو بايدن، عن طريق حجب المعونات العسكرية عن أوكرانيا، أم لا.
وكان الكونجرس الأمريكي قد خصص 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا للعام المالي 2019، وذلك لاستخدامها في الإنفاق على الأسلحة وغيرها من المعدات، وكذلك برامج لمساعدة الجيش الأوكراني.
تبرئة ترامب
وفي ٥ فبراير/شباط الجاري، خرج ترامب منتصرا في معركة "عزله" بعد تصويت مجلس الشيوخ، الأربعاء، على رفض التهمتين الموجهتين له.
وبرأ مجلس الشيوخ الرئيس الأمريكي من التهمتين الموجهتين إليه من جانب مجلس النواب، وهما: استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس.
وخلال تصويت المجلس على التهمة الأولى "استغلال السلطة"، صوّت 52 عضوا بتبرئة ترامب، مقابل 48 عضوا يرون أن الرئيس مذنب.
وفيما يخص التهمة الثانية "عرقلة عمل الكونجرس"، صوّت 53 عضوا لصالح ترامب.
نتيجة دفعت زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي ميتش ماكونيل لأن يصف تبرئة ترامب في قضية عزله بـ"هزيمة سياسية" للحزب الديمقراطي.
في المقابل، اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أن ترامب يبقى "تهديدًا للديمقراطية الأمريكية"، منتقدةً تبرئته من جانب مجلس الشيوخ.
وكان الديمقراطيون وجهوا الاتهام إلى ترامب في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، معولين على غالبيتهم في مجلس النواب.
وينص الدستور الأمريكي على وجوب أن يؤيد ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67%، عزل الرئيس، وهو سقف لا يستطيع المعسكر الديمقراطي بلوغه، كونه لا يملك سوى 47 صوتا في المجلس.
وشكلت هذه المحاكمة محطة تاريخية في الولايات المتحدة، إذ إنها ثالث مرة في تاريخها يقوم فيها الكونجرس بمحاكمة الرئيس ضمن آلية عزل، بعد أندرو جونسون عام 1868 وبيل كلينتون عام 1999.