تم إقرار سلسلة من عقوبات اقتصادية غير مسبوقة ضد إيران وضد مسؤولين وكيانات إيرانية.
منذ تسلم دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية اتخذ سلسلة من القرارات الصارمة تجاه إيران، بغية تغيير سلوكها العدواني بالمنطقة، إذ أوفى الرئيس ترامب بوعوده الانتخابية عبر الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أقره الرئيس السابق أوباما مع إيران، حيث أوقف ترامب العمل بهذا الاتفاق وعلى الفور أعاد كافة العقوبات السابقة ضدها، وكان هدف الرئيس ترامب من هذه الخطوة منع إيران من الحصول على سلاح نووي إلى الأبد، وأيضا الضغط بشكل كبير على إيران لعمل اتفاق نووي تمنع من خلاله طهران من الحصول على السلاح النووي للأبد.
وفي ذات السياق شدد الرئيس الأمريكي العقوبات الاقتصادية على إيران، لدرجة إقرار عقوبة منع بيعها النفط والذي يشكل مصدر الدخل الأول، وتوعد كل الدول التي تخترق هذه العقوبة والتي لم تقتصر عند هذا الحد، بل إنه لأول مرة وضعت الولايات المتحدة ذراع إيران ومصدر قوتها "الحرس الثوري" في قائمة الإرهاب.
ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا تم إقرار سلسلة من عقوبات اقتصادية غير مسبوقة ضد إيران وضد مسؤولين وكيانات إيرانية، ليس هذا فحسب بل قام الرئيس ترامب بتضييق الخناق على نفوذ إيران الكبير في العراق، حيث انتهجت سياسة الرئيس الأمريكي تقزيم نفوذ إيران بالعراق بشكل كبير، وكان له ذلك، حيث بات العراق الآن بعيدا عن إيران وأصبح قريباً لعالمه العربي، مما جعلها تطلق ميليشياتها لنشر الفوضى بغية إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لقد شكلت الخطوة التي أقرها الرئيس ترامب في استهداف أهم قائد ميداني عسكري لإيران "قاسم سليماني"، والذي يعتبر ثاني أقوى شخصية بعد خامنئي، صدمة وضربة قاضية لمشروع إيران التوسعي بالمنطقة، حيث لم تفق إيران بعد من صدمتها جراء هذه الخسارة، حيث ما قام به الرئيس ترامب حقيقة لم يفعله أي رئيس أمريكي سابق ضد إيران، والتي عاشت فترة رئاسة ترامب أسوأ اوقاتها على الإطلاق وقلم أظافرها كما وعد بالانتخابات.
حتى الآن كانت النتائج على إيران واقتصادها كارثية جراء العقوبات الأمريكية، إذ سجل الاقتصاد الإيراني ضعفا عاما غير مسبوق، وتهاوت العملة المحلية التي حققت أرقاما قياسية بالهبوط لم يسبق أن سجلتها، لدرجة اعتراف الرئيس الإيراني أن بلاده تعيش فترة تعد الأضعف اقتصاديا على الإطلاق، وتشير النتائج وصول مجمل الخسائر إلى أكثر من 150مليار دولار جراء العقوبات الصارمة.
السؤال هنا: على ماذا تعول إيران في صبرها على عدم صياغة اتفاق جديد مع أمريكا كي تنقذ اقتصادها؟ إيران تعول على اتباع سياسة الصبر وتحمل كافة الإجراءات المشددة التي أقرها ترامب ضدها، وتعتقد أن الرئيس ترامب لن يفوز بولاية أخرى وأن المرشح الانتخابي "بايدن" سوف ينتهج سياسة معتدلة مع إيران أسوة بالرئيس السابق أوباما، لذلك اتبعت سياسة الصبر وامتصاص كافة العقوبات الصارمة عليها ومع ذلك لن تنجح أبدا.
إن ما قام به الرئيس ترامب ضد إيران أضعفها وأضعف اقتصادها وشل نفوذها في الخارج وضيق الخناق ضد أذرعها بالمنطقة، لدرجة أصبحت فيها إيران عاجزة عن عمل أي شيء، بل أصبح أكبر طموحاتها الانشغال بالحراك الشعبي الذي انتفض عدة مرات خلال الفترات السابقة ليشمل كافة المحافظات الإيرانية، والتي شهدت لأول مره إحراق صور "خامنئي" والمطالبة بسقوط النظام.
باختصار إن ما قام به الرئيس ترامب لم يفعله رئيس أمريكي قبله حيث قلم أظافرها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة