2019.. لقاءات ترامب - كيم "التاريخية" تفشل في إنهاء الأزمة
لقاءات الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية خلال عام 2019 لم تفض إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
لم ينته عام 2018 قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رأيه "الإيجابي" في زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، معربا عن أمله في أن يكون عام 2019 نهاية الأزمة الكورية النووية، وهو ما لم يتحقق.
رأي ترامب في كيم حمله رئيس كوريا جنوبية مون جاي-إن، بعد أن فتح ترامب وكيم في يونيو/حزيران باب الحوار المباشر بينهما في قمتهما الأولى بسنغافورة، بعد أشهر من السجالات والتهديدات العسكرية المتبادلة، حين وقّع الزعيمان وثيقة مبهمة تتعلق بنزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
قمة هانوي
وبدأ عام 2019، بما أبداه الزعيم الكوري الشمالي من "ارتياح كبير" بعد تلقيه رسالة ترامب، مع اقتراب عقد قمة جديدة بينهما أواخر فبراير/شباط الماضي.
وأكد محللون ضرورة أن تفضي القمة الثانية في العاصمة الفيتنامية هانوي، إلى نتيجة ملموسة بشأن أسلحة بيونج يانج النووية وإلا فستعتبر مجرد عرض من "تلفزيون الواقع".
وإذ تطالب الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها للأسلحة النووية الذي يهدد واشنطن، تسعى بيونج يانج من جانبها إلى رفع العقوبات التي تقودها واشنطن، وإلى نهاية رسمية للحرب الكورية التي دارت رحاها بين عامي 1950 و1953 وكذلك إلى الحصول على ضمانات أمنية.
وكان كيم أول الحاضرين إلى هانوي، بعد أن اجتاز 4 آلاف كيلومتر بقطار خاص مصفح، ليصل إلى محطة قطارات دونج دانج، المدينة الفيتنامية الحدودية مع الصين والتي سيغادرها على متن سيارة تقله إلى العاصمة هانوي.
وعن أسباب اختيار فيتنام موقعا للقمة الثانية بين ترامب وكيم، أكدت شبكة ABC التلفزيونية الأمريكية، أن هذه الدولة تعد من الدول القليلة التي تمتلك علاقات متبادلة مع واشنطن وبيونج يانج.
وتشتهر فيتنام أيضا بمساعداتها التي لا تتوقف لكوريا الشمالية في تدريب الكوادر بها بمجالات مختلفة مثل التكنولوجيا والتصنيع والزراعة.
كما تتشارك فيتنام وكوريا الشمالية في تاريخ النزاعات والحروب مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما دفع كيم للموافقة عليها كدولة مستضيفة للقائه بترامب.
غير أن القمة لم تفض إلى ما يغاير الحال الذي كانت عليه الأزمة الكورية قبلها، وتخللت الفترة بين القمتين تجارب صاروخية كورية لفتت أنظار العالم وتم الترويج لها كخطر نووي محدق.
من جانبها، نظرت طوكيو إلى التقارب الدبلوماسي لواشنطن مع بيونج يانج بارتياب، كما سعت إلى إبقاء مصالحها على طاولة المناقشات بين كيم وترامب من خلال التنسيق الوثيق مع حليفتها واشنطن.
وأعرب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عن دعمه لموقف ترامب بعد مغادرته القمة مع كيم بدون التوصل إلى اتفاق.
وأكد أن اليابان تدعم كلياً قرار ترامب بعدم القيام بأي تسوية سهلة مع الاستمرار في الوقت نفسه بمحادثات بناءة، وحث كوريا الشمالية على القيام بإجراءات ملموسة.
وكرر آبي إعرابه عن رغبته في عقد لقاء مباشر مع كيم، وهو احتمال جرت مناقشته عدة مرات بدون أن تقوم أي من طوكيو وبيونج يانج بخطوات ملموسة باتجاه عقد قمة مشتركة.
اللقاء الثالث
وقال ترامب في البيت الأبيض: "تلقيت للتو رسالة رائعة من كيم جونج أون"، مضيفا أنه لا يزال يثق بالزعيم الكوري الشمالي رغم عدم إحراز تقدم ملموس في المفاوضات معه.
وأضاف: "لقد وفى بوعده لي وهذا مهم جدا. لا اختبارات نووية ولا اختبارات كبيرة لصواريخ، والرهائن يعودون".
كانت كوريا الشمالية دعت الولايات المتحدة إلى "التخلي عن سياستها العدائية"، وذلك عشية الذكرى السنوية الأولى للقمة التاريخية بين كيم وترامب في سنغافورة.
وفي قمتي سنغافورة وهانوي، سعت واشنطن للتوصل إلى اتفاق فوري شامل؛ لنزع السلاح النووي الكوري الشمالي، فيما أرادت بيونج يانج عملية تدريجية وطالبت برفع عقوبات اقتصادية رئيسية مقابل إغلاق مجمعها النووي في يونجبيون، وهو ما رفضته واشنطن.
وصباح 30 يونيو/حزيران الماضي، وعلى الرغم من تعثر المفاوضات بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي منذ قمة هانوي وصل ترامب إلى المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، للقاء كيم، في خطوة اقترحها ترامب مستخدما وسيلته الدبلوماسية الأثيرة حسابه الشخصي على تويتر.
وقال ترامب في تغريدته: "أثناء وجودي هناك، إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم ذلك، فسوف ألتقي معه على الحدود/المنطقة منزوعة السلاح، كي أصافحه فقط وأقول له مرحبا".
وبعد 4 أشهر من إخفاق قمة هانوي في حل الخلافات بشأن مطالب الولايات المتحدة بتخلي كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية ومطالب بيونج يانج بتخفيف العقوبات، جاءت المصافحة الترحيبية غير ذات دلالة تذكر في سياق حل الأزمة.
وإن كانت، في الوقت نفسه، عززت سبل التفاهم والحوار بين الجانبين، لما لها من أثر طيب، وما خلقته العبارات الترحيبية والدبلوماسية بين الجانبين من أجواء تساعد على حل أزمة طال أمدها.
وكان ترامب أول رئيس أمريكي تطأ قدماه أرض كوريا الشمالية، عندما التقى زعيمها كيم جونج أون في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، واتفق معه على استئناف المحادثات النووية المتوقفة.
واختيار قرية بانمونجوم لتكون موقع عقد اللقاء مع كيم زاد من وقع الخطوة؛ إذ إنها شهدت قبل 66 عاما ترسيم الأمريكيين والكوريين الشماليين خطا عسكريا للهدنة، عقب الحرب الكورية المريرة التي دارت بين عامي 1950 و1953.
قمة رابعة
وصف ترامب مباحثاته مع كيم التي عقدها بالمنطقة منزوعة السلاح بالـ"مثمرة"، إلا أن تلك الثمار لم يتم كشفها أو الترويج لها.
وعلى وقع التجارب الصاروخية الكورية الشمالية قصيرة المدى، أبدت بيونج يانج استعدادها لاستئناف المحادثات المتعثرة بشأن نزع أسلحتها النووية مع واشنطن.
وألمح الزعيمان إلى قمة رابعة مرتقبة لاستئناف الحوار؛ إذ دعا كل منهما الآخر إلى زيارة عاصمة بلاده.
فعلى الرغم أن اللقاءات الثلاثة السابقة لم تفض إلى نتائج ملموسة دعا الجانبين إلى عقد لقاء آخر في أقرب وقت، وشارف العام على الانتهاء دون أن يلتقي الزعيمان أو تُستأنف على المباحثات المتوقفة.