عصا ترامب السحرية.. كيف نجا الرئيس السابق من أزمة الديون؟
في ظل تعثر الاقتصاد الأمريكي، نجح دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة، في إنهاء أزماته المالية، وفق فوربس.
كان ترامب، الرئيس الـ45 للولايات المتحدة، غارقًا في الديون والعقارات الخاسرة عندما ترك الرئاسة.
والآن، وكأنه السحر، أصبح يمتلك الأموال ويشعر بحرية المعاملات، بفضل مساعدة أصدقائه الأقوياء.
في اليوم الذي غادر فيه دونالد ترامب البيت الأبيض، كان عليه 900 مليون دولار من الديون المستحقة خلال السنوات الأربع المقبلة.
وللخروج من هذا الكم من القروض يجب على الشخص المطالب بسدادها القيام بمهام مستحيلة لأي شركة أو مؤسسة، الأمر الذي دفع البعض إلى توقع نهاية إمبراطورية ترامب الاقتصادية بسبب التحديات التي كانت تواجهها.
كان دويتشه بنك، المقرض القديم لترامب، يعتزم إنهاء علاقته مع قطب العقارات. فيما قامت مؤسستان ماليتان ، Signature Bank وProfessional Bank، بنشر كلمة مفادها أنهما ستقطعان العلاقات في أعقاب 6 يناير/كانون الثاني 2021.
وفي الوقت نفسه، كان المدعي العام لمنطقة مانهاتن يقترب من اتهام منظمة ترامب بسلسلة من الجرائم المالية، بما في ذلك تزوير السجلات التجارية والتآمر والاحتيال.
رياح مغايرة
لكن من حسن حظ دونالد ترامب أن تلك التنبؤات أضحت جميعها خاطئة.
ففي الأشهر الـ 15 الماضية، تمكنت منظمة ترامب التي وجهت إليها لائحة من الاتهامات من إعادة هيكلة ديونها المستحقة جميعها والتي تبلغ 900 مليون دولار تقريبًا.
وتم سداد إثنين من أكثر قروض دويتشه بنك إزعاجًا، البالغ إجماليهما 295 مليون دولار، مع قيام الرئيس السابق ببيع فندقه الخاسر في واشنطن العاصمة لمتجر استثماري متصل بنجم دوري البيسبول الأمريكي السابق، أليكس رودريجيز، وبطل الملاكمة المتقاعد، فلويد مايويذر، وذلك بفضل مساعدة من شركة مرتبطة بملياردير الكمبيوتر، مايكل ديل.
كما أعاد ترامب تمويل ديون بقيمة 125 مليون دولار مقابل منتجع جولف في ميامي وأعاد صياغة رهن عقاري بقيمة 100 مليون دولار في برج ترامب.
الأمر لم يتوقف فقط عند سداد الديون المستحقة فترامب يمتلك الآن نحو 375 مليون دولار نقدًا في متناول يده، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ الذي كان لديه في أي وقت خلال فترة رئاسته، وذلك بفضل سلسلة من الصفقات.
كيف استطاع فعل هذا؟
حصل ترامب على بعض المساعدة من، شريكه التجاري القريب من مرتبة الملياردير، ستيفن روث، والذي يتمتع بسمعة طيبة في عالم العقارات بالإضافة إلى الصفقة المعجزة التي أبرمها مع شركة استثمارية غامضة تدعى CGI Merchant Group.
كما وجد مقرضًا مرتبطًا بعائلة كوشنر ليحل محل دويتشه بنك، الذي مول مشاريعه لسنوات وتجاهل عيوبه.
احتاج دونالد ترامب إلى النقود في يونيو/حزيران 2020، كان بحوزته في ذلك الوقت 95 مليون دولار، منها 65 مليون دولار يمكنه الوصول إليها بحرية و30 مليون دولار تحت سيطرة ستيفن روث.
بالنسبة لمعظم الناس، يعد 95 مليون دولار مبلغًا كبيرًا، لكنه لم يكن كافياً بالنسبة لترامب، رجل الأعمال الذي يرزح تحت ديون قدرها 900 مليون دولار تزامنًا مع قيامه بحملة رئاسية.
فندق ترامب
في غضون ذلك الوقت، كان ترامب يتطلع إلى بيع فندقه في واشنطن العاصمة، ولم تكن البيانات المالية الخاصة بالعقار، والتي قدمتها إيفانكا ترامب في البداية إلى والدها، منطقية على الإطلاق.
ففي مقابل الحق في استئجار مبنى مملوك للحكومة لمدة 60 عامًا، وافقت منظمة ترامب على إنفاق 200 مليون دولار على التجديدات، ثم دفع 3 ملايين دولار كإيجار سنوي للمضي قدمًا.
قص ترامب الشريط في الافتتاح الكبير في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016، قبل 13 يومًا من فوزه بالرئاسة، حيث امتلأ المكان بمؤيديه خلال حفل الافتتاح، وقيل إن ترامب كلف لجنته أكثر من مليون دولار كانت السبب لاحقًا في دعوى قضائية من المدعي العام في العاصمة، وفي النهاية التوصل لتسوية بقيمة 750 ألف دولار.
على الرغم من الضجة التي حدثت وقت الافتتاح، إلا أن أعمال الفندق تراجعت في نهاية المطاف، ففي الاثني عشر شهرًا المنتهية في 31 أغسطس/آب 2018، كان الدخل التشغيلي للفندق 900 ألف دولار فقط - وهو ما لا يكفي تقريبًا لتغطية المبلغ الذي تدين بها عائلة ترامب لبنك دويتشه والمقدر بـ 6.2 مليون دولار.
لإنقاذ الموقف، حولت منظمة ترامب 4 ملايين دولار من شركات أخرى تابعة لدونالد ترامب إلى الفندق. وفي العام التالي، تحول الربح التشغيلي الصغير إلى خسارة بقيمة 2.1 مليون دولار.
في ظل هذه الخلفية، توصلت منظمة ترامب إلى خطة جريئة: بيع المكان مقابل مبلغ باهظ، وأشارت مصادر مجهولة إلى أن ترامب قد يكون على استعداد لقبول 500 مليون دولار - حوالي ضعف ما يعتقده خبراء العقارات المستقلون أن العقار يستحق.
الإعلان عن البيع لا يعني إبرام الصفقة، خاصة مع هذا السعر. عرض أحد مقدمي العطاءات، وهو مستثمر محلي يُدعى براين فريدمان، 175 مليون دولار، بنسبة 35% من السعر المقترح، ولكن بما يتماشى أكثر مع تقديرات القطاع للمكان. ورفض ترامب العرض.
اجتاحت جائحة كوفيد-19 العالم بعد ذلك بوقت قصير، وفي 3 أبريل/نيسان 2020، قام فندق ترامب بتسريح 237 موظفًا.
وظلت الأمور هادئة لعام ونصف حتى أكتوبر/تشرين الأول 2021، عندما بدأت الشائعات تدور حول أن ترامب وجد مشتر على استعداد لدفع 375 مليون دولار، وهو مبلغ يبتعد كثيرًا عن الـ 500 مليون دولار المقترحة سابقًا ولكنه لا يزال أعلى بكثير من التقييمات المستقلة.
تم إتمام الصفقة في مايو/أيار، مما وفر للرئيس السابق وعائلته ما يكفي من المال لسداد ديونه لبنك دويتشه، والتي كان من المقرر أن تستحق في عام 2024.
بنك Axos عصا ترامب السحرية
لعب بنك Axos غير المعروف دورًا رئيسيًا في عودة ماليات ترامب. فمع تدفق الأموال أصبح الرئيس السابق يتمتع الآن بالقوة المالية للتعامل مع ديونه، لكن علاقاته المصرفية السابقة قد انهارت.
فقد تركت روزماري فرابليك دويتشه بنك، وهي المصرفية البارزة التي ساعدت ترامب في اقتراض مئات الملايين من الدولارات قبل أن تستقيل من الشركة.
كان ترامب بحاجة إلى مقرضين جدد، وهنا جاء دور بنك Axos.
كمؤسسة صغيرة، يمتلك بنك Axos أصولًا بقيمة 16 مليار دولار، ما يجعله كيانًا صغيرًا في وول ستريت، فالبمقارنة، يشرف المقرضون من أمثلة JPMorgan Chase على تريليونات الدولارات.
ويُصنف البنك على أنه جمعية ادخار، بقيود على ما يمكنه إقراضه لشخص واحد.
وفي يونيو/حزيران 2021، قال البنك إنه لا يستطيع إقراض أكثر من 204 ملايين دولار لأي فرد. وكشف البنك عن أن أكبر رصيد قائم لديه يبلغ 145 مليون دولار.
ولم يتردد بنك Axos في فرصة سنحت له لإعادة تمويل برج ترامب الذي تبلغ قيمته أكثر من ضعف قرض ترامب البالغ 100 مليون دولار.
ففي فبراير/شباط 2022، أعار البنك الرئيس السابق 100 مليون دولار. وأشار البنك في بيان إلى أن الصفقة تتعلق بالأعمال التجارية فقط.
بايدن يكبح التضخم عبر "التنين" الصيني.. ثورة على رسوم ترامب
الديون
منذ أن ترك دونالد ترامب منصبه، سدد قروضًا لأربعة عقارات وأعاد تمويل أربعة عقارات أخرى، مما أدى إلى إزالة ما يقدر بنحو 875 مليون دولار من الالتزامات.
واحتاج ترامب لإعادة تمويل نحو 125 مليون دولار من ديون دويتشه بنك مقابل منتجع الجولف الخاص به في ميامي، والمستحقة في 2023. كان العقار، ترامب ناشيونال دورال، في يوم من الأيام مصدر جذب للأموال، بدخل تشغيلي سنوي قيمته 12 مليون دولار.
يمتلك ترامب الآن 375 مليون دولار، وبالتالي، يمكنه نظريًا سداد قروضه بالكامل من أمواله الخاصة. ومع ذلك، يبدو أنه يفضل اقتراض المزيد من الأموال، لمجرد أنه يستطيع ذلك.
ورغم أنه ما يزال الكثير من الديون على ترامب – التي يقدر إجماليها بنحو 1.1 مليار دولار- ولكن معظمها ليس مستحقًا حتى عام 2028 أو بعد ذلك.
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg جزيرة ام اند امز