«مداولاته في طي الكتمان ».. نتنياهو يستعين بترامب لإبرام اتفاق حول غزة
يستعين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإبرام اتفاق حول غزة، تدور مداولاته خلف الكواليس.
وألمح نتنياهو، في شريط فيديو مسجل، إلى تقدم أحرز في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، من دون أن يشير إلى تفاصيل هذه المحادثات، وإن كان توقع نجاحها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "تحدثت أمس مجددًا مع صديقي، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، كانت محادثة ودية جدًا، دافئة جدًا، ومهمة جدًا".
عقبتان أساسيتان
وأضاف: "تحدثنا عن ضرورة استكمال انتصار إسرائيل، وتحدثنا طويلًا أيضًا عن الجهود التي نبذلها لإعادة مختطفينا. نحن نواصل العمل بلا كلل لإعادتهم إلى بيوتهم، سواء الأحياء أو القتلى".
وشدد على الكتمان بشأن هذه المحادثات، وقال: "كلما تحدثنا عن هذا الموضوع بشكل أقل، كان ذلك أفضل، وهكذا سننجح".
وكانت مصر بذلت جهودا حثيثة في الأسابيع الأخيرة من أجل إحراز تقدم في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ترامب طلب من إسرائيل إبرام اتفاق قبل تسلمه مهامه رسميا يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وتجري اتصالات متواصلة بين ترامب ونتنياهو وفريقي الطرفين للتنسيق بشأن مفاوضات الاتفاق، الذي توقعت مصادر إسرائيلية إبرامه الشهر الجاري، وإن كانت أشارت إلى عقبتين أساسيتين ما زالتا تعرقلان التوصل الكامل إلى اتفاق.
وأوضحت المصادر أن السبب الأول هو إصرار إسرائيل على استمرار تواجدها في محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وتمسكها بإبقاء نقاط على ممر "نتساريم" الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، أما السبب الثاني فيتعلق بالأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حركة حماس بإطلاقهم من السجون الإسرائيلية، حيث ما زالت ترفض إسرائيل الموافقة على بعض الأسماء بمن فيها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي.
وأضافت أن الاتفاق سيتم على أساس نموذج وقف إطلاق النار في لبنان، بحيث ينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيا في إطار اتفاق مرحلي لوقف إطلاق النار، يستمر قرابة 60 يوما، يتم خلالها التفاوض للتوصل إلى اتفاق نهائي.
من جهته، قال مصدر إسرائيلي إن الأمور فيما يخص اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة "تسير بسرعة".
وأضاف المصدر، لهيئة البث الإسرائيلية: "وفقا للتصور الإسرائيلي فإن هذه أيام حاسمة".
ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين كبار، قولها "إننا أمام أسبوع مهم فيما يتعلق بالمفاوضات".
لكن هيئة البث الإسرائيلية استدركت: "في ضوء التقدم المحرز في المحادثات حول صفقة الرهائن، حذرت مصادر مطلعة على التفاصيل من أن الخطة المعنية قد تُبقي بعض المختطفين في الأسر لفترة طويلة".
وأضافت: "وفقا لمصادر مشاركة في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن، إذا لم تكن إسرائيل مستعدة لمناقشة وقف كبير للحرب، فإن الخطة ستترك بعض المختطفين في الأسر لفترة طويلة من الزمن".
وأشارت إلى أن "مجلس الوزراء السياسي والأمني "الكابينت" اجتمع مساء اليوم في القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، وناقش من بين أمور أخرى، الاتصالات للتوصل إلى اتفاق".
تغيير الشرق الأوسط
في غضون ذلك، اعتبر نتنياهو، أن ما يجري في المنطقة يأتي في سياق تغيير الشرق الأوسط، الذي سبق وأن تحدث عنه.
وقال نتنياهو: "قبل سنة قلت شيئًا بسيطًا: نحن سنغير الشرق الأوسط، ونحن بالفعل نقوم بتغييره. سوريا ليست هي سوريا التي عرفناها، لبنان ليس هو لبنان الذي عرفناه، غزة ليست هي غزة، ورأس المحور، إيران، ليست هي إيران. لقد شعرت هي الأخرى بوطأة قوتنا".
وأضاف: "نحن نعمل بقوة وبحكمة لنحقق الأمن أمام كل دول المنطقة ولنوفر الاستقرار والأمان على حدودنا جميعها. هذا لا يعني أنه لم يبق أمامنا تحديات، بل على العكس، هناك تحديات كبيرة أمامنا. سواءً من إيران، أو من وكلائها الدمويين، أو من التهديدات المحتملة الأخرى، لأن الواقع ديناميكي ويتغير بسرعة".
وتابع نتنياهو: "لهذا أريد أن أقول شيئًا بخصوص سوريا: ليس لدينا مصلحة في المواجهة مع سوريا. سنرسم سياسة إسرائيل تجاه سوريا بناءً على الواقع المتطور على الأرض".
وقال: "أُذكّر بأن سوريا كانت لعقود دولة عدوة ناشطة تجاه إسرائيل. لقد هاجمتنا مرارًا، وسمحت لآخرين بمهاجمتنا من أراضيها، وسمحت لإيران بتسليح حزب الله عبر أراضيها".
وأشار إلى أنه "حتى نضمن أن ما كان لن يتكرر، قمنا بعدة عمليات مكثفة في الأيام الأخيرة. مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وجهت الجيش الإسرائيلي لإحباط التهديدات المحتملة من سوريا ومنع سيطرة العناصر الإرهابية بالقرب من حدودنا".
وقال: "خلال أيام معدودة، قمنا بتدمير قدرات بناها نظام الأسد لعقود (في إشارة للرئيس السوري بشار وسلفه؛ والده حافظ الأسد). فعلنا ذلك للتأكد من أن الأسلحة الخطيرة لن تُستخدم ضدنا مجددًا من الأراضي السورية. كما ألحقنا الضرر بمسارات إمداد السلاح من سوريا إلى حزب الله. وقال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، هذا بالأمس بشكل صريح: "حزب الله فقد مسار الإمداد العسكري عبر سوريا". هذا دليل إضافي على الضرر الكبير الذي ألحقناه بالمحور الإيراني بأكمله".
وأضاف: "ولكن مع ذلك، أريد أن أوضح وأحذر: نحن ملتزمون بمنع إعادة تسليح حزب الله. هذا اختبار مستمر لإسرائيل، ويجب علينا اجتيازه - وسنجتازه. أقول لحزب الله وإيران بكل وضوح: من أجل منعكم من إيذائنا، سنواصل العمل ضدكم عند الضرورة، في أي ساحة وأي وقت"، مشيرا إلى أن محادثاته مع ترامب تناولت أيضا هذا الأمر.