بحضور أوباما.. قصة عشاء حوّل بوصلة ترامب نحو البيت الأبيض
لطالما ارتبطت حياة دونالد ترامب بعالم العقارات وتلفزيون الواقع والظهور اللافت في الأنشطة الترفيهية، قبل أن يتحول إلى البيت الأبيض.
وحتى الآن، لا يعرف على وجه الدقة سبب هذا التحول الذي قاده إلى الفوز بولايتين في الحكم، لكن عشاء يعود إلى عام 2011 ربما يحمل لمحة عن دوافع ترامب السياسية.
فماذا حدث في هذا العشاء؟
في عشاء مراسلي البيت الأبيض في أبريل/نيسان 2011، سخر الرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، من ترامب أمام الحاضرين والإعلام، بعد سلسلة من الاتهامات وجهها الأخير للرئيس الـ44 للولايات المتحدة، وصلت إلى حد التشكيك في جنسيته ومطالبته بإظهار شهادة ميلاده.
وقال أوباما أمام الحضور ”دونالد ترامب هنا الليلة. أعلم أنه تعرض لبعض الانتقادات في الآونة الأخيرة، ولكن لا أحد أكثر سعادة لإنهاء مسألة شهادة الميلاد (الكشف عن شهادة ميلاد أوباما) هذه من دونالد"، مستطردا: ”وذلك لأنه يستطيع أخيرًا العودة إلى القضايا المهمة، مثل هل زيفنا الهبوط على القمر؟“.
في لقطات من الأمسية، يحدق ترامب مباشرة إلى الأمام، وتعلو وجهه ابتسامة خاطفة ثم ومضات غضب، بينما كان أول رئيس أسود لأمريكا يوبخه باستمرار لأكثر من دقيقتين ونصف الدقيقة.
أوباما سخر أيضاً من ”مؤهلات ترامب وخبرته الواسعة“ التي اكتسبها من عمله في برنامجه التلفزيوني الواقعي ”ذا أبرنتيس“، مما أثار المزيد من الضحك من الحضور.
ووفق ما نقلته صحيفة "إندبندنت" البريطانية عن مقربين من ترامب، قرر الأخير الترشح للرئاسة في تلك الأمسية، محاطًا بالعشرات من الأشخاص رفيعي المستوى الذين يضحكون عليه.
روجر ستون، المستشار السياسي السابق لترامب، قال في وقت سابق إن السخرية العلنية في أبريل/نيسان 2011 كانت ”الليلة التي قرر فيها الترشح للرئاسة“.
وتابع: "ذلك العشاء كان لحظة محورية في حياة ترامب"، قبل أن يضيف: "أعتقد أن ترامب قرر الترشح للرئاسة في تلك الليلة.. لقد حفزته كثيرا. أراد أن يريهم جميعا".
وفي 16 يونيو/حزيران 2015، أطلق ترامب حملته لانتخابات الرئاسة، وعلى مدار الـ16 شهرًا التالية، وصف أوباما بأنه ”أكثر الرؤساء جهلاً في تاريخ البلاد“، وأنه ”كارثة“، بل اتهمه بأنه مؤسس تنظيم "داعش".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016، فاز ترامب بالانتخابات متفوقا على هيلاري كلينتون التي دعمها أوباما كثيرا في حملتها الانتخابية، قبل أن يخسر من جو بايدن بعد ذلك بـ4 أعوام، لكنه عاد وفاز بولاية ثانية الثلاثاء الماضي.