لا يناظر ولا ينظم تجمعات.. هل تتغذى حملة ترامب على المحاكم؟
دونالد ترامب الباحث عن العودة للبيت الأبيض، دون المرور عبر الطرق المعهودة؛ المناظرات والفعاليات الانتخابية، يثير حفيظة المعسكر المنافس.
إذ سخر البيت الأبيض من الرئيس السابق دونالد ترامب لعدم تنظيمه أي تجمعات انتخابية في الفترة الحالية، لدعم حملته للانتخابات الرئاسية لعام 2024، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
- سباق الرئاسة.. ترامب يطلب المدد من «الكتاب المقدس»
- التغيير الديموغرافي.. سلاح ترامب في بنسلفانيا «المتأرجحة»
ويوضح جدول ترامب عبر الإنترنت أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية ليس لديه أي تجمعات مخططة أو أحداث رسمية قبل أقل من ثمانية أشهر من جولة العودة مع الرئيس جو بايدن، في نوفمبر/تشرين الثاني.
وكان التجمع الوحيد الذي حضره ترامب منذ فوزه بترشيح الحزب الجمهوري لعام 2024 في 12 مارس/آذار الجاري.
ووفقا لـ"نيوزويك"، لم يكن هذا التجمع حدثا رسميا لحملة ترامب، لكن استضافته مجموعة Buckeye Values PAC، وهي مجموعة تدعم مرشح مجلس الشيوخ بيرني مورينو، الذي أيده الرئيس السابق.
وبالمقارنة، ظهر بايدن في فعاليات الحملة الانتخابية في ولايات أريزونا ونيفادا ونورث كارولينا المتأرجحة، بالإضافة إلى أحداث متعددة في تكساس، في الأيام السبعة الماضية.
وقال عمار موسى، المتحدث باسم حملة بايدن، لوكالة أنباء أسوشيتد برس: "بعد أسبوعين من الانتخابات العامة، لا يستطيع دونالد ترامب جمع الأموال، ويختبئ في ناديه، ويسمح للمُدانين ومتبعي نظرية المؤامرة بالسيطرة على حملته، هذه ليست استراتيجية رابحة".
كما أشار بيل بالمر، منتقد متكرر لترامب ويكتب في المدونة اليسارية "بالمر ريبورت"، إلى أن افتقار الرئيس السابق إلى التجمعات هو "أكبر قصة في السياسة في الوقت الحالي".
وكتب بالمر: "حتى الآن، ليس لدى دونالد ترامب أي أحداث في جدوله العام، لا تجمعات ولا خطب ولا شيء. وهذا ليس شيئا مؤقتا".
وأضاف: "استخدم القائمون على إدارة حملة ترامب القيود المفروضة على تمويل الحملات الانتخابية كذريعة. ولكن كان من الواضح أنهم يتهربون، لأن ترامب الآن مصاب بالخرف، وتتضرر آفاقه السياسية".
وكانت هناك مؤشرات على أن عدم قيام حملة ترامب بتنظيم التجمعات الانتخابية، وهو تصرف غير معتاد في الحملات الرئاسية الأمريكية، ربما يرمي لخفض التكاليف.
إذ أظهرت ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية أن حملة ترامب أنفقت أكثر من 7.2 مليون دولار بينما حصلت على ما يزيد قليلاً على 5 ملايين دولار في فبراير/شباط، أي أن نفقاتها أكثر من مواردها.
وعلى سبيل المثال، أفادت تقارير مؤخرا أن ترامب كان يخطط لتنظيم مسيرة انتخابية في أريزونا في نفس نهاية الأسبوع الذي حضر في فعاليته الأخيرة في أوهايو، لإظهار الدعم لمورينو.
لكن شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلت عن مصادر لم تسمها، أنه تم إلغاء الخطط توفيرا للمال.
وقال كريس لاسيفيتا، كبير مستشاري ترامب، إن تكلفة عقد كل تجمع من تجمعات الحملة تبلغ نحو 500 ألف دولار.
وبدلاً من القيام بتجمعات لجمع التبرعات في جميع أنحاء البلاد، يبدو أن ترامب منخرط أكثر في محاولات أصغر لجمع التبرعات في ولايته الأصلية فلوريدا.
ووفقا للمجلة الأمريكية، يمكن أن يكون عدم وجود أحداث لترامب منذ أواخر مارس/آذار فصاعدا مرتبطا بجدول الرئيس السابق المزدحم، إذ يخضع لمحاكمات جنائية ويستأنف في قضايا مدنية.
اتهامات تزيده شهرة
ولا يزال بإمكان ترامب ضمان التغطية الصحفية بغض النظر عن المكان الذي يذهب إليه، حتى مع عدم عقد تجمعات حاشدة، وفعاليات جمع تبرعات.
ويوم الإثنين الماضي، بعد أن تم تأكيد تاريخ بدء محاكمته في إحدى القضايا في أبريل/نيسان، عقد ترامب مؤتمرا صحفيا في المبنى رقم 40 في وول ستريت.
وفي أثناء حديثه مع الصحفيين، رفض ترامب فكرة أن الإدانة القضائية يمكن أن تضر بآماله في البيت الأبيض، قبل أن يضيف "أو قد يجعلني ذلك (أي المحاكمات) أكثر شعبية، لأن الناس يعرفون أنها عملية احتيال".
مايك سينغتون، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين السابقين في شبكة "إن بي سي"، قال "الأقل تكلفة بكثير بالنسبة لترامب، أن يكون هنا (في المحاكمات) بدلاً من المشاركة في إحدى مسيراته والتي تقدر تكلفتها بـ400 ألف دولار".
ووفق بولتيكو فإن أول عملية دراسة لتقوية التحصينات جرت في نوفمبر/تشرين الثاني، لكن أول رصد لجزء من الأموال اللازمة لذلك كان في فبراير/شباط، ما أدى لتأخير البدء في البناء.