من تندروا على ترامب بالأمس.. الآن يسارعون للتقرب منه
عاد الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى باريس، لا كموضوع للسخرية كما كان في الماضي، بل كضيف شرف في افتتاح كاتدرائية نوتردام.
قبل خمس سنوات سخرت وكالة الدفاع المدني الفرنسية من تغريدة لترامب اقترح فيها استخدام "طائرات محملة بالماء" لإطفاء الحريق، وحذرت من أن استخدام الطائرات قد يؤدي إلى انهيار المبنى بأكمله.
بيد أن تلك النبرة تغيرت تماما بعد فوز ترامب في الانتخابات الشهر الماضي، ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعوة لترامب لحضور إعادة افتتاح الكاتدرائية، ما يشير إلى محاولات القادة الأجانب التقرب من الرئيس المنتخب، خاصة في ظل سياسته المعروفة بـ"أمريكا أولاً" التي تثير مخاوف بشأن خفض استثمارات الولايات المتحدة في دعم الديمقراطيات العالمية.
كما تظهر محاولات التقرب من ترامب من قِبل القادة الأجانب كيف تغيرت علاقاتهم به بشكل جذري بعد فوزه في الانتخابات، حيث يسعون لضمان مصالحهم وسط مخاوف بشأن توجهاته السياسية المستقبلية.
أبرز محاولات التقرب
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي تناول العشاء مع ترامب في مارالاغو بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على كندا.
واجتمع الأمين العام لحلف الناتو مارك روته بترامب في فلوريدا لحثه على مواصلة دعم أوكرانيا، فيما أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مكالمة هاتفية مع ترامب.
ترامب في باريس
وصف ترامب دعوة ماكرون بأنها "شرف"، مشيدا بجهود الرئيس الفرنسي في إعادة الكاتدرائية إلى "مجدها السابق".
شهدت العلاقة بين ماكرون وترامب تقلبات عديدة، حيث تبادلا الانتقادات في الماضي بشأن قضايا السياسة الخارجية. ولكن يبدو أن ماكرون نجح مرة أخرى في استخدام المديح وربما الهندسة المعمارية الفخمة لجذب انتباه ترامب.
وُصفت زيارة ترامب بأنها "انتصار دبلوماسي" لماكرون، الذي يواجه تحديات سياسية كبيرة بعد تصويت بحجب الثقة تسبب في انهيار الحكومة الفرنسية.
ورغم وجود زيلينسكي في باريس أيضًا لم يتم تأكيد اجتماع مباشر بينه وبين ترامب، لكن المسؤولين يأملون في أن يحدث هذا اللقاء لمناقشة الوضع في أوكرانيا ووضع الخطط المستقبلية قبل تنصيب ترامب.
يواجه القادة العالميون تحديات كبيرة مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، خصوصا مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
تمثل مشاركة ترامب في افتتاح الكاتدرائية دليلا على نفوذه المتزايد حتى قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن.