ترامب ومادورو.. هل تطوي ورقة الهجرة الخلافات؟
تسعى جماعات الضغط إلى دفع الرئيس المنتخب دونالد ترامب للتفاوض مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بدلا من السعي لتغيير النظام.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تدعو هذه الجهود إلى إبرام صفقة تتيح تصدير المزيد من النفط مقابل الحد من تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
خلفية الصفقة
ويدفع رجال أعمال أمريكيون ومستثمرون في السندات النفطية الرئيس ترامب للتخلي عن سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجها في ولايته الأولى ضد مادورو، واقترحوا بدلاً من ذلك التفاوض على اتفاقية توفر تدفقا نفطيا مستقرا يسهم في خفض أسعار الطاقة في الولايات المتحدة والحد من الهجرة.
يأتي هذا في وقت يعزز فيه مادورو قبضته على السلطة، مهددا باعتقال المزيد من الناشطين المعارضين، بينما لا تزال الانتخابات التي ادعى نظامه الفوز بها محل شك، حيث لم تُقدَّم أدلة على نزاهتها.
أصوات مؤيدة للتفاوض
أبرز رجال الأعمال المؤيدين للتفاوض مع نظام مادورو هو الملياردير الجمهوري هاري سيرجنت، الذي يحاول إقناع الإدارة القادمة بفوائد التفاوض مع مادورو بدلا من محاولة الإطاحة به.
وشهد الأسبوع الماضي وصول شحنة من الأسفلت الفنزويلي إلى ميناء بالم بيتش بفلوريدا، وهي أول شحنة من نوعها منذ فرض ترامب عقوبات على النفط الفنزويلي في عام 2019.
ووصلت الشحنة عبر ترخيص خاص أصدرته إدارة بايدن لشركات نفطية لاستئناف عملياتها في فنزويلا.
ويعتقد الفنزويليون أنه من خلال تسهيل إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة وقبول رحلات الترحيل الأمريكية التي تم تعليقها بعد فشل المفاوضات مع إدارة بايدن، يمكن لمادورو المساعدة في تحقيق الأهداف السياسية الرئيسية لترامب المتمثلة في ترحيل المهاجرين الفنزويليين، وفقا لأشخاص مطلعين على تفكير النظام.
وقالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي "أعاد الشعب الأمريكي انتخاب الرئيس ترامب لأنه يثق به لقيادة بلدنا واستعادة السلام من خلال القوة في جميع أنحاء العالم. عندما يعود إلى البيت الأبيض سيتخذ الإجراءات اللازمة للقيام بذلك".
فوائد الاتفاق
يدعو مؤيدو الصفقة إلى تبني نهج براغماتي، إذ يعتقدون أن إبرام اتفاق مع مادورو قد يساعد على الحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة، وتقويض نفوذ الصين وروسيا، اللتين استفادتا من العقوبات الأمريكية على النفط الفنزويلي، وإنعاش الاقتصاد الأمريكي من خلال الحصول على نفط منخفض التكلفة وعالي الجودة.
موقف مادورو
في المقابل، أشار مادورو نفسه إلى رغبته في تحسين العلاقات مع واشنطن، قائلا "في حكومته الأولى لم تسر الأمور بشكل جيد مع الرئيس ترامب، هذه بداية جديدة، فلنراهن على مكسب للطرفين".
ويقول العديد من رجال الأعمال الأمريكيين الذين سافروا إلى كاراكاس في وقت سابق من هذا العام، والتقوا مادورو ودائرته الداخلية، إن الفنزويليين كانوا مقتنعين بأن ترامب سيفوز في الانتخابات الأمريكية وسيتعامل مع مادورو كما فعل مع زعماء كوريا الشمالية وروسيا.
العقبات والمخاوف:
بدورها، تستعد المعارضة الفنزويلية لتنظيم مظاهرات حاشدة، مطالبة إدارة ترامب بمواصلة الضغط على مادورو.
قال ديفيد سمولينسكي، النائب الفنزويلي السابق "فنزويلا تحت حكم مادورو ديكتاتورية وحشية، وإنتاج المزيد من النفط لن يمنع الناس من الفرار".
كما أن هناك عقبة أخرى تتمثل في إقرار مجلس النواب الأمريكي قانونا في وقت سابق، يحظر التعاقد مع أي جهة مرتبطة بمادورو أو أي حكومة غير شرعية في فنزويلا.
الأكثر من ذلك، اختار ترامب شخصيات مثل السيناتور ماركو روبيو، المعروف بموقفه المتشدد ضد مادورو لمنصب وزير الخارجية، ما يشير إلى احتمال استمرار النهج الصارم.
aXA6IDE4LjExOS4yOC4yMTMg جزيرة ام اند امز