بعد التنصيب.. ترامب يسجل أول إخفاق لوعوده الانتخابية
لم يتمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تنفيذ وعده بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال 24 ساعة، حتى قبل أن يصبح رئيساً.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الرؤساء الأمريكيين غالباً ما يخرقون وعودهم الانتخابية بعد فوزهم في الانتخابات ووصولهم إلى البيت الأبيض، وهو ما سُجل أيضا على دونالد ترامب.
وخلال حملته الانتخابية، قدم ترامب وعودًا جريئة بإبرام اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة فقط، بل أكد أنه سيفعل ذلك قبل أن يؤدي اليمين الدستورية.
وقال ترامب في تجمع انتخابي في يونيو/حزيران الماضي: "قبل أن أصل حتى إلى المكتب البيضاوي، وبعد وقت قصير من فوزي بالرئاسة، سأكون قد أنهيت الحرب البشعة بين روسيا وأوكرانيا"، وأعاد تكرار ذات الوعد أثناء مناظرته التلفزيونية مع نائبة الرئيس السابق الديمقراطية كامالا هاريس، في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال مرة أخرى في بودكاست: "سأنهي الحرب وأنا في مرحلة الرئيس المنتخب".
ولم يكن هذا تصريحًا عرضيًا أو تعليقًا عابرًا. بل كان عنصرًا أساسيًا في أجندة ترامب تجاه أكبر حرب برية في أوروبا منذ سقوط النازية. ومع ذلك، لم يكتفِ بعدم في الوفاء بوعده، بل لم يقم بأي جهود جدية معلنة لحل النزاع، منذ انتخابه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
المبالغة في الوعود
وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، من كونيتيكت : "لا يمكن إنهاء الحروب بالكلام الجريء فقط"، مضيفا: "العنصر المفقود في تفكير ترامب هو عدم إدراكه أن الأوكرانيين لن يتوصلوا إلى تسوية إلا إذا كانوا في موقف قوة على طاولة المفاوضات. هو في الواقع يُضعف موقفهم، وهذا أحد الأسباب التي جعلته غير قادر على الوصول إلى حل قبل تنصيبه".
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا النوع من الخطاب الجريء ليس جديداً على ترامب، فهو معروف بمبالغاته، إذ قدم وعوداً ضخمة في الماضي ولم يحققها، مثل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، وإنهاء عجز الميزانية الفيدرالية، وإيجاد سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وإلغاء قانون "أوباما كير"، وزيادة النمو الاقتصادي إلى معدلات قياسية.
إلا أن ترامب حقق بعض النجاح منذ نجاحه في الانتخابات حتى تنصيبه، مثل الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة عبر تهدئة مؤقتة، لكن النزاع في أوكرانيا كان تحدياً أكبر بكثير، حيث لا توجد خطة سلام قائمة من سلفه يمكنه الاعتماد عليها.
الواقع في أوكرانيا
ورغم تأكيد ترامب على أن إنهاء النزاع في أوكرانيا هو أولوية رئيسية، إلا أن جهوده الفعلية للوصول إلى حل تبدو غائبة. وقد صرح كيث كيلوغ، المبعوث الخاص للرئيس لحل النزاع الأوكراني، بأنه يخطط لاستكشاف الوضع بعد التنصيب، ما يشير إلى تأجيل أي خطوات فعلية حتى ذلك الوقت.
ورأى خبراء أن وعود ترامب كانت مستحيلة التنفيذ، وأن أي عملية تفاوضية ستستغرق وقتاً طويلاً.
وقالت كاثرين ستونر، الزميلة البارزة في معهد الدراسات الدولية بجامعة ستانفورد: "الشخص الوحيد الذي يمكنه إنهاء الحرب في 24 ساعة هو فلاديمير بوتين، ولكنه كان بإمكانه القيام بذلك منذ فترة".
وأوضحت الصحيفة أن النهج الذي يتبناه ترامب في التعامل مع النزاع يثير تساؤلات، فبينما وعد بإنهاء الحرب، لم يشرح بشكل واضح كيفية تحقيق ذلك، تاركًا المحللين للتخمين.
واعتبر البعض أن قلة التفاصيل تعكس أسلوب ترامب في العمل، ما يمنحه مرونة للتعامل مع الأمور بأسلوب ارتجالي.
وخلصت الصحيفة إلى أن تحقيق وعد ترامب بإنهاء الحرب بسرعة سيتطلب منه بذل جهود كبيرة تتجاوز مجرد الخطاب الحماسي، وهو أمر سيكشف عنه المستقبل القريب.
aXA6IDMuMTQ3LjYuMTIyIA== جزيرة ام اند امز