مكالمة مرتقبة بين ترامب وبوتين.. اتصال قد يحدد مصير أوكرانيا

في وقت لاحق اليوم الثلاثاء ستجمع مكالمة هاتفية بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.
المكالمة الهاتفية المرتقبة هي الثانية من نوعها منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي يرى ترامب في مكالمته الهاتفية مع فلاديمير بوتين اليوم فرصةً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكنها تحمل في طياتها مخاطر أيضًا، سواءً للولايات المتحدة أو لحلفائها.
ونصح مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون سابقون ترامب بأن عليه الاستماع إلى بوتين، دون تقديم أي التزامات، كما يوصي البعض بتجنب توسيع الحوار ليشمل قضايا أوسع نطاقًا تتعلق بالهيكل الأمني في أوروبا برمته، بينما ذهب البعض الآخر على أن ترامب الذي لديه سجل طويل من التعاطف مع بوتين يجب أن يلغي المكالمة تماما.
تُعلّق الإدارة الأمريكية آمالًا كبيرة على تلك المكالمة الهاتفية، إذ صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أمس الإثنين بأن روسيا والولايات المتحدة على بُعد خطوات من السلام، وأكدت أن ترامب وبوتين سيناقشان تقسيم الأراضي والأصول الأخرى كجزء من صفقة محتملة لإنهاء الحرب.
ويقول دبلوماسيون سابقون ومسؤولون أمريكيون تعاملوا مع روسيا لعقود من الزمن إن توقعاتهم بشأن نتائج المكالمة منخفضة.
قالت فيونا هيل، التي تولت ملف روسيا في عهد ترامب خلال ولايته الأولى وأصبحت من منتقديه: "لا يوجد أي مؤشر هنا على أي تنازل من روسيا.. وإذا حدث ذلك، فسيكون أمرًا مثيرًا للاهتمام للغاية".
بينما سيراقب دانييل فريد، الذي امتدت مسيرته المهنية في وزارة الخارجية الأمريكية لأربعة عقود، الأمر ليرى ما إذا كان أي من الطرفين سيتنازل عن موقفه بعد المكالمة.
وقال: "حينها ستعرف ما إذا كان ترامب ينظر إلى بوتن ويحاول تحقيق السلام من خلال القوة - وهو أمر ممكن - أو ما إذا كان يسمح لنفسه بأن يلعب به بوتين".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد وافق تحت ضغوط شديدة بعد أن قطع ترامب تبادل المعلومات الاستخباراتية والمساعدات العسكرية عن كييف لمدة أسبوع في أعقاب الخلاف بينهما في المكتب البيضاوي، على اقتراح أمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا مبدئيًا .
ومن جانبه، قال بوتين إنه يؤيد وقف إطلاق النار من حيث المبدأ، لكن هناك قضايا تحتاج إلى مناقشتها، بما في ذلك "الأسباب الجذرية" للصراع بين روسيا وأوكرانيا، والذي دفع الكرملين إلى شن غزو واسع النطاق في فبراير/شباط 2022.
ويرى العديد من المراقبين عن كثب لروسيا أن بوتين ليس في عجلة من أمره لتوقيع اتفاق وأن ما يريده حقا هو تغيير الترتيبات الأمنية الأوروبية الأوسع.
وقال مايك كاربنتر، المسؤول الكبير السابق في مجلس الأمن القومي في إدارة بايدن، إن أهم ما سيراقبه هو قدرة ترامب على إقناع بوتين بالموافقة على وقف إطلاق نار مبدئي لمدة 30 يومًا، حيث سيُظهر ذلك أن للولايات المتحدة نفوذًا على موسكو.
وأضاف كاربنتر: "الخلاصة هي: هل يقبل بوتين وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا، وهو ما وافقت عليه أوكرانيا، أم يرفضه؟". وإن لم يقبل، فهذه علامة واضحة على أن بوتين "يُحاول التلاعب" بترامب.
ويبدو ترامب واثقًا من قدرته على تحقيق وقف إطلاق النار الأولي. وعندما سأله أحد الصحفيين أمس الإثنين عما إذا كان الروس سيوافقون على وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، أجاب ببساطة: "سيوافقون".
وقال مسؤول أمريكي سابق آخر تعامل مع روسيا، لكنه طلب عدم الكشف عن هويته ليكون صريحا، إن المرؤوسين لم يقوموا بعمل كاف لسد الفجوات حتى من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار قصير.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن روسيا حققت مكاسب في ساحة المعركة في الآونة الأخيرة، ولديها حافز أقل لوقف القتال، وهو ما قد يمنح أوكرانيا الوقت لإعادة تنظيم صفوفها.
وقال "نصيحتي الأولى هي عدم إجراء مكالمة هاتفية لأنك لست مستعدا لإجراء مكالمة هاتفية للاتفاق على وقف إطلاق النار".
لكن إذا أبدى بوتين استعداده للتعامل مباشرة مع زيلينسكي، فسيكون ذلك علامة مشجعة، كما قال كاربنتر.
وسبق أن استبعد بوتين هذا الاحتمال، مشككًا في شرعية زيلينسكي، كما زاد ترامب من حدة هجومه، واصفًا الزعيم الأوكراني بالديكتاتور، في إشارة واضحة إلى قرار البلاد تأجيل الانتخابات بسبب الحرب.
وقالت فيونا هيل إن البيت الأبيض يحتاج أيضًا إلى النظر في كيفية اندماج الأطراف الأخرى في الصراع في المفاوضات اللاحقة.
وأضافت: "ليس هناك طرفان فقط هنا. هذا سوء فهم جوهري للوضع"، مشيرةً إلى استثمار أوروبا في دفاع أوكرانيا، وكذلك إلى تورط إيران والصين وكوريا الشمالية، في تعزيز موقف روسيا، معتبرة أنها "حرب أوروبية ذات أبعاد عالمية وإقليمية".
وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية يوم الأحد الماضي إن "الأرض" و"محطات الطاقة" ستكون جزءًا من محادثته مع بوتين اليوم الثلاثاء.
ورفض المتحدثون باسم وزارة الخارجية والبيت الأبيض تقديم مزيد من التعليقات على هذا الأمر.
تمتلك أوكرانيا عددًا من المفاعلات النووية، بما في ذلك محطة زابوريزهيا للطاقة النووية التي سيطرت عليها موسكو في بداية الحرب، لكن من غير الواضح كيف تُؤخذ هذه المفاعلات في الاعتبار في المناقشات الحالية مع موسكو.
aXA6IDMuMTUuMTM3LjE5MiA= جزيرة ام اند امز