محادثات ترامب وبوتين.. الأسواق العالمية تتأهب لانتصار مرتقب

لا تزال المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على بعد أيام، إلا أن اجتماع الزعيمين المقبل للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا يعتبر بالفعل انتصاراً للأسواق المالية العالمية.
ومن المقرر أن تُعقد المناقشات يوم الجمعة في ألاسكا.
وبحسب شبكة سي إن بي سي، صرح ريتشارد بورتس، رئيس كلية الاقتصاد في جامعة لندن للأعمال، للشبكة "يعد هذا بالفعل فوزا كبيرا لبوتين أن يُدعى لأول مرة منذ عام 2007 للقاء الرئيس الأمريكي على الأراضي الأمريكية، إنه إنجاز رائع من وجهة نظره، فغياب الشروط وغياب أوكرانيا، وغياب أي تمثيل أوروبي، يعد انتصارا بالفعل".
وهناك مخاوف لدى الجانب الأوروبي من أن تجبر أوكرانيا على التنازل عن أراض تحتلها روسيا لموسكو، ويسود كييف جو من الكآبة، حيث لم يدعَ مسؤولوها، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لحضور المحادثات حتى الآن.
وصرحت كييف بأنه لن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبلها في غيابها، ويضغط القادة الأوروبيون بقوة من أجل مشاركة أوكرانيا.
ومن جانبها، ذكرت الولايات المتحدة أنها تدرس دعوة زيلينسكي، وفقا لما ذكرته شبكة "إن بي سي نيوز".
وفي غضون ذلك، يقول خبراء اقتصاديون إن المحادثات، التي تجرى في الوقت الذي تحقق فيه روسيا مكاسب على أرض المعركة في جنوب وشرق أوكرانيا، مع عدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار في الأفق، تمثل بالفعل فوزًا لبوتين واقتصاده المركز على الحرب والذي يعاني تحت وطأة العقوبات الدولية وارتفاع مستمر في التضخم بلغ 9.4% في يونيو/حزيران.
وقال ريتشارد بورتس، إن "بوتين يبدأ من موقع قوي نسبيا على أرض المعركة، إنهم يتقدمون، ومن ناحية أخرى، من الناحية الاقتصادية، يبدأ من موقع ضعيف، فإن الاقتصاد الروسي ليس في وضع جيد، ويعاني من عجز مالي كبير، ويعود ذلك جزئيا إلى انخفاض عائدات النفط بشكل كبير، وانخفاض أسعار النفط والغاز".
تخفيف العقوبات الاقتصادية هدف رئيسي
ولأن روسيا تدخل المحادثات بموقف قوي في ساحة المعركة، فمن المرجح أن ترغب في تخفيف فوري للعقوبات كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تنازلات إقليمية أوكرانية.
وقد رأى الكرملين في التقارب مع واشنطن فرصةً ليس فقط للتعافي الاقتصادي، بل وللاستثمار أيضًا.
وصرح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف يوم السبت بأن "المصالح الاقتصادية للبلدين تتقاطع في ألاسكا والقطب الشمالي، وهناك آفاق لتنفيذ مشاريع واسعة النطاق ومفيدة للطرفين"، وفقًا للكرملين.
وفي الوضع الراهن، فكر ترامب في زيادة العقوبات على روسيا، لكنه أحجم عنها حتى الآن.
وبدلاً من ذلك، هددت واشنطن شركاء الكرملين التجاريين المتبقين، مثل الهند، بـ"عقوبات ثانوية" ورسوم تجارية إضافية لمواصلة شراء النفط الروسي، الذي مول آلة الحرب الروسية.
وعندما سُئل عما إذا كان بإمكان ترامب المضي قدماً في فرض عقوبات عقابية إضافية لدفع بوتين نحو اتفاق سلام، تساءل بورتس: "هل يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيفعله رئيس الولايات المتحدة بين ليلة وضحاها؟ إنه أمر صعب للغاية".
وأضاف: "احتمال زيادة الضغط بالعقوبات كبير، ولكن بالنظر إلى رغبة ترامب في الحصول على جائزة نوبل، فإن احتمال أن يزيد ترامب العقوبات في هذه المرحلة لا يبدو كبيرا جدا، لكنه قد يغير رأيه غدا".
أرباح مجزية لأسهم شركات الدفاع
وتفاعلت الأسواق المالية العالمية بشكل إيجابي مع الإعلان يوم الجمعة عن قرب بدء محادثات إنهاء الحرب، مع ارتفاع البورصات الأوروبية والأمريكية.
إلا أن أسهم شركات الدفاع في أوروبا تراجعت على خلفية هذا الخبر، إذ بدا أن المتداولين يراهنون على أن السلام قد يحول دون المزيد من الاستثمارات التي تعهد بها حلفاء الناتو.
وانخفضت أسهم شركات الدفاع الأوروبية، ومنها راينميتال الألمانية بنحو 4%، في حين انخفضت أسهم هينسولدت بنسبة 1.5% ورينك بنسبة 3.3% في التعاملات المبكرة.
كما انخفضت أسهم ليوناردو الإيطالية وتاليس الفرنسية بنسبة 1.9% و1.7% على الترتيب.
وفي غضون ذلك، تخلّت شركتا بي إيه إي سيستمز وبابكوك المدرجتان في بورصة لندن عن مكاسبهما التي حققتاها في وقت سابق من اليوم، بانخفاض نسبته 1.1% و1.3% على الترتيب، حوالي الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت لندن (13.00 بتوقيت أبوظبي).
لكن كريستوفر جرانفيل، المدير الإداري في تي إس لومبارد، صرح بأن المحادثات قد تُحقق في النهاية أرباحا مجزية لأسهم الدفاع الأوروبية، ونصح المستثمرين بـالشراء استغلالا لهذا الضعف.
وقال جرانفيل إنه في حال فشل عملية السلام، ستظل هناك حاجة لتجديد مخزونات الأسلحة المستنفدة في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما سيكون مفيدا جدا للطلبات والمشتريات لشركة راينميتال وجميع أسهم الدفاع الأوروبية الأخرى.
وأضاف، "أو إذا وجد اتفاق سلام، فماذا نرى؟ نرى جيشا روسيا قويا للغاية - على الرغم من أن كلمتي "نصر" و"هزيمة" ستستخدمان غالبا، وسيجبر هذا الواقع الحكومات الأوروبية على زيادة مشترياتها الدفاعية باستمرار، وهو أمر جيد أيضا لأسهم الدفاع الأوروبية".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMxIA== جزيرة ام اند امز