وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا أخيرًا لحركة «حماس» بإعادة الرهائن جميعًا فورًا ومغادرة غزة أو الموت.
تحذير ترامب، غير المسبوق في شدته، جاء بعد استقباله في البيت الأبيض 6 من الرهائن الذين أطلق سراحهم في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
- أول تعليق من البيت الأبيض على المحادثات مع حماس بشأن الرهائن
- دون علم إسرائيل.. محادثات أمريكية «سرية» مع حماس بشأن الرهائن
ولكن التحذير يعطي ضمنيًا الضوء الأخضر لإسرائيل باستئناف الحرب في حال عدم انصياع حركة «حماس» لمطلبه.
وللمفارقة فقد جاء التحذير بعد ساعات قليلة من كشف النقاب عن اتصالات مباشرة، غير مسبوقة، بين البيت الأبيض و«حماس» حول إطلاق الرهائن الأمريكيين من غزة.
واستهل ترامب بيانه، الذي نشره على حسابه، بعبارة «شالوم حماس»، مشيرًا إلى أن العبارة «تعني مرحبًا ووداعًا»، وقال موجهًا كلامه إلى «حماس» إنه «يمكنكم الاختيار».
وأضاف: «أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقًا، وأعيدوا على الفور جميع جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم».
وتابع: «إن المرضى والمختلين فقط هم من يحتفظون بالجثث، وأنتم مرضى ومختلون».
استئناف الحرب
وفي إشارة إلى إمكانية استئناف الحرب، أشار ترامب إلى أنه «أنا أرسل لإسرائيل كل ما تحتاج إليه لإنهاء المهمة، ولن يكون أي عضو من أعضاء حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله».
وفي إشارة إلى لقائه مع الرهائن الذين أطلق سراحهم، أشار ترامب إلى أنه «التقيت للتو برهائنكم السابقين الذين دمرتم حياتهم».
وفي المقطع الأهم من كلمته، قال لـ«حماس» إن «هذا هو تحذيركم الأخير! أما بالنسبة للقيادة، فقد حان الوقت لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة».
تحذير لشعب غزة
وفي رسالة غير مسبوقة لسكان غزة، قال الرئيس الأمريكي: «وأيضًا، إلى شعب غزة: إن مستقبلاً جميلًا ينتظركم، ولكن ليس إذا احتجزتم الرهائن، فإذا فعلتم ذلك، فأنتم ميتون! اتخذوا قرارًا ذكيًا. أطلقوا سراح الرهائن الآن وإلا فسوف تدفعون ثمن الجحيم لاحقًا».
ولم يسبق أن وجه ترامب هكذا تحذير إلى حركة «حماس».
هدية لترامب
وقدم الرهائن السابقون هدية للرئيس الأمريكي عبارة عن لوحة كتب عليها: «الرئيس دونالد ترامب: كل من ينقذ حياة واحدة فهو كما لو أنه أنقذ العالم أجمع، مع التقدير الكبير».
وقد وصل الرهائن السابقون إلى البيت الأبيض من أجل شكر ترامب على جهوده في إعادتهم ومطالبته بالعمل من أجل إعادة باقي الرهائن، وعددهم 59، بينهم 35 يعتقد أنهم ليسوا على قيد الحياة.
وقال عومر شيم طوف للرئيس الأمريكي: «أنا وعائلتي نؤمن بأنك أُرسلت من الله لتحريرنا. لديك القدرة على القيام بذلك».
أما نعمة ليفي، فقال له: «لقد كنت أملنا عندما كنا هناك، والآن أنت أملهم» أي باقي الرهائن.
وتساءل ترامب: «إذن أنتم لم تعتقدوا أنه سيتم إطلاق سراحكم حتى انتخابي؟».
فردوا عليه: «لقد منحتنا الأمل عندما انتُخبت، وكنا نعلم أنك ستفعل كل شيء».
فرد ترامب: «نحن نعمل على هذا الأمر بجهد كبير».
بن غفير يرحب
وعلى الفور، قال وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير على منصة «إكس»: «يجب على الحكومة أن تعتمد مقترح الرئيس ترامب وتتوقف عن تجاوزه من اليسار. الإفراج الفوري عن جميع رهائننا، أو الجحيم المطلق على الفور».
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المتواجد في واشنطن، فقد كتب على منصة «إكس»: «أشكركم، السيد الرئيس، على التزامكم بأمن إسرائيل وأمن العالم الحر بأكمله، وعلى اهتمامكم بعودة جميع رهائننا إلى ديارهم».
واعتبر المحلل الإسرائيلي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، نداف إيال، أن «الأمر الأكثر إثارة للاهتمام في مقال ترامب هو اقتراحه بأن تغادر قيادة حماس غزة. الأهم: التوضيح الواضح بأن إسرائيل في طريقها إلى الدخول» أي استئناف الحرب.
ومن جهتها، قالت القناة الإخبارية الإسرائيلية 14: «أمام الرئيس الجديد لأركان الجيش إيال زامير سلسلة من التحديات الكبيرة، أهمها في المرحلة الأولى انتصار الحرب في غزة، وهزيمة حماس، وعودة جميع المختطفين، والاستعدادات للسيطرة العسكرية المطولة إذا لم يتم العثور على بديل، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الضغط العسكري الشديد والعودة إلى حرب أكثر عدوانية في قطاع غزة».
رئيس الأركان الجديد: لا أعارض السيطرة على غزة
ونقلت في تقرير طالعته «العين الإخبارية» عن زامير قوله في محادثات تنصيبه لشركائه: «أنا لا أعارض السيطرة العسكرية في قطاع غزة، يجب أخذ المساعدات الإنسانية من منظمة حماس».
وأضاف: «سأوصي المستوى السياسي بأن السلطة الفلسطينية يجب أن لا تكون جزءًا من غزة في اليوم التالي» للحرب.
ويخالف في موقفه هذا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، الذي أنهى مهامه الأربعاء، ورفض في الماضي السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
واعتبرت القناة الإسرائيلية أن «التحدي الثاني الكبير هو إيران. تحييد رأس الأخطبوط، مع التركيز على إزالة المشروع النووي الإيراني».
وقالت: «يجب على رئيس الأركان الجديد، الذي يتم تعيينه في خضم الحرب، إعادة تأهيل الجيش وإعداده لاحتمال أن تواجه إسرائيل مرة أخرى حربًا متعددة الجبهات. زامير يستحق، وهو بالتأكيد الشخص المناسب».