من بوش إلى ترامب.. شينزو آبي جسر العلاقات اليابانية الأمريكية

يعد رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي أطول رئيس للوزراء بقاء في سدة الحكم، وجسرا من جسور العلاقات اليابانية الأمريكية خاصة.

وأعلنت اليابان، وفاة رئيس وزراء اليابان الأسبق شينزو آبي متأثرا بإصابته بطلقات نارية.

وتعرض شينزو آبي فجر الجمعة لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي في مدينة نارا غرب البلاد، نقل على إثر الحادث للمستشفى، فيما لم تفلح الجهود لإنقاذه.

وتعد هذه أول عملية اغتيال لرئيس وزراء ياباني حالي أو سابق منذ ثلاثينيات القرن الماضي.

وفي عام 1993، فاز آبي بمقعد في البرلمان، وشغل بعد ذلك سلسلة من المناصب الحكومية. وحصل على الكثير من الدعم لموقفه المتشدد تجاه كوريا الشمالية، خاصة بعد أن كشفت بيونج يانج في عام 2002 أنها اختطفت 13 مواطنًا يابانيًا في السبعينيات والثمانينيات.

أشرف آبي الذي كان آنذاك نائب رئيس مجلس الوزراء، على المفاوضات اللاحقة. في عام 2003 بين بيونج يانج وطوكيو، وتم تعيينه أمينًا عامًا للحزب الليبرالي الديمقراطي، قوة آبي السياسية أجبرت رئيس الوزراء وزعيم الحزب الليبرالي كويزومي جونيشيرو على ترك منصبه في عام 2006، ليخلفه آبي في كلا المنصبين.

• اليابان تعلن وفاة شينزو آبي متأثرا بإصابته بطلقات نارية

وعمل رئيس الوزراء الياباني الراحل آبي على توطيد العلاقات اليابانية مع دول العالم وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.

ففي 26 أبريل / نيسان 2007، زار شينزو آبي، الولايات المتحدة حيث استقبله الرئيس الأمريكي حينها جورج دبليو بوش الابن، حيث استقبله في البيت الأبيض بواشنطن.

وفي 5 سبتمبر / أيلول 2013، صافح الرئيس الأمريكي بارك أوباما رئيس الوزراء الياباني الراحل آبي في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرج بروسيا.

وفي 10 فبراير/شباط 2017، زار شينزو آبي البيت الأبيض وكان ساكنه دونالد ترامب، حيث أظهرت الصور رئيس الوزراء الياباني الراحل آبي يصافح الرئيس الأمريكي ترامب خلال اجتماعهما في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض بواشنطن.

وكانت محطة "إن إتش كيه" العامة ذكرت قبيل ذلك أنّ رجلا في الأربعين من العمر أوقف بتهمة محاولة القتل بعد إطلاق النار على آبي وتم ضبط قطعة سلاح كانت بحوزته.

وكان رئيس الوزراء الراحل البالغ من العمر 67 عاما يلقي خطابا في تجمع انتخابي قبل انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى الأحد عندما سمع أزيز رصاص، حسب ما أوردت محطة "إن إتش كيه" ووكالة كيودو للأنباء.

وقالت شابة كانت في مكان الحادث للمحطة نفسها إن آبي "كان يلقي كلمة ووصل رجل من خلفه"، مضيفة أن "الطلقة الأولى بدت وكأنها لعبة ولم يسقط وسمع دوي انفجار كبير. الطلقة الثانية كانت أكثر وضوحا وتمكنا من رؤية الشرارة والدخان".

وعقب الحادث، قال رئيس وزراء اليابان يفوميو كيشيدا "إنه عمل همجي خلال الحملة الانتخابية التي تشكل أساس الديموقراطية. عمل لا يغتفر (..) أدينه بأشد العبارات".

وسارعت عدة دول لإدانة محاولة الاغتيال، وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد بشأن الهجوم بالرصاص على شينزو آبي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن واشنطن "تشعر بقلق عميق" بعد الهجوم على آبي.

وأضاف بلينكن للصحفيين على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بالي قائلا: "إنها لحظة حزينة جدا"، مؤكدا أن الولايات المتحدة "حزينة جدا وقلقة جدا".

ولفت إلى أن واشنطن "لا تعرف حالة شينزو آبي الصحية"، مشيرا إلى أن "أفكارنا وصلواتنا معه ومع أسرته والشعب الياباني".

بدورها، أعربت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي التي تترأس محادثات مجموعة العشرين، عن أمنيتها بالشفاء لرئيس الوزراء الياباني السابق، معبرة عن "خالص دعوات إندونيسيا من أجل الشفاء العاجل لرئيس الوزراء الياباني السابق.

في السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنه "حزين جدا" لإطلاق النار على شينزو آبي، واصفا رئيس الوزراء الياباني السابق بأنه "صديق عزيز".

وكتب مودي على تويتر "حزين جدا جراء الهجوم على صديقي العزيز آبي"، مؤكدا أن "أفكارنا وصلواتنا معه ومع أسرته وشعب اليابان".

من جهته، صرح وزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي لصحفيين في بانكوك أن رئيس الوزراء برايوت تشان أو تشا "مصدوم جدا لما حدث لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي". وأشار إلى أن "برايوت وآبي صديقان وتربطهما علاقة وثيقة نسبيا".

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم، إنه شعر بالفزع والحزن الشديد لسماع خبر "الهجوم الخسيس" على رئيس وزراء اليابان السابق.

وأضاف جونسون على تويتر قائلا: "قلبي مع عائلته وأحبائه".

في إطار ذاته، وصفت روسيا الهجوم على رئيس الوزراء الياباني الأسبق بأنه "وحشي" وعمل إرهابي" بعد تعرضه لإطلاق نار خلال تجمع انتخابي.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "نحن واثقون من أن الذين خططوا وارتكبوا هذه الجريمة الوحشية سيتحملون مسؤولية هذا العمل الإرهابي الذي لا يمكن تبريره".

وأضافت أن روسيا "تأمل أن يفعل الأطباء ما بوسعهم" لإنقاذ حياة "هذا السياسي المتميز الذي قدم مساهمة لا تقدر بثمن لتعزيز العلاقات الروسية اليابانية في كل المجالات".

وأعلنت اليابان اليوم الجمعة فشل الأطباء في إنقاذ حياته بعد أن وصل إلى المستشفى وقد توقفت وظائفه الحيوية بالفعل.