هل يقف ترامب على أعتاب ووترجيت جديدة؟
ترامب يواجه أكبر عاصفة إعلامية في تاريخ أمريكا؛ بسبب اتهامات تعاون أعضاء حملته مع الروس، فهل سيواجه ترامب ووترجيت جديدة؟
عاصفة إعلامية اقتحمت الولايات المتحدة منذ صباح اليوم عندما أعلن المحقق الفيدرالي المكلف في قضية التدخل الروسي المزعوم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، روبرت مولر، أن مدير حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السابق، بول مانفورت يواجه 12 تهمة، من ضمنها التآمر ضد الولايات المتحدة وغسيل الأموال و7 اتهامات أخرى تتعلق بعدم تقديم تقارير عن حسابات مالية وبنكية موجودة ببنوك أجنبية.
شخص آخر ضمن دائرة معارف ترامب، جورج بابادوبولوس، الذي كان يشغل منصب مستشار لحملة ترامب خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية، وقع تحت دائرة مكتب التحقيقات الفيدرالي، اتهمه المكتب بعرقلة التحقيق الجاري حول وجود صلات أو تنسيق محتمل بين أعضاء في حملة ترامب والحكومة الروسية للتدخل في انتخابات عام 2017، وذلك عبر إفادة كاذبة قدمها بابادوبولوس للمحققين، حيث اعترف بكذبه.
وقامت منصات الإعلام الأمريكي بنشر تقارير مفصلة حول علاقات دائرة ترامب بالروس، وتحديدا دائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقامت نيويورك تايمز بنشر تقرير كامل حول لقاء جورج بابادوبولوس مع أحد المقربين من الحكومة الروسية الذي كشف لبابادوبولوس عن وجود آلاف الرسائل الإلكترونية التي تدين منافسة ترامب خلال انتخابات عام 2016، هيلاري كلينتون من الحزب الديمقراطي، والتي تكشفت من خلال وثيقة حصلت عليها الصحيفة الأمريكية اليوم الإثنين.
أما صحيفة واشنطن بوست، فقامت بعمل تقرير مفصل حول أن مستشارين لترامب خائفون من تورطهم استناداً إلى تطورات التحقيق باعتبار أن تأكيد علم ترامب بجهود بابادوبوليس للتواصل مع روسيا ونيل معلومات من الحكومة الروسية لمهاجمة منافسته هيلاري كلينتون خلال الحملة، سيكفي لتوريط الرئيس مباشرة، والذي قد يؤدي إلى عزله. أما إذا اقتصر الأمر على مستشاريه الثلاثة، فهناك خيارات قضائية أو إصدار عفو رئاسي لاحقا لتبرئتهم.
لكن المثير للاهتمام هو انقسام الرأي العام الأمريكي، بين مدافع عن ترامب ومطالب بإسقاطه، على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والتي تعود بالأذهان إلى فضيحة الرئيس الأمريكي الأسبق رتشارد نيكسون "ووترجيت" والتي برزت حول دور نيكسون في التجسس على منافسيه قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 1972.
ويقول المدافعون إن هناك محاولات لاغتيال ترامب سياسيا بتلك الاتهامات الموجهة لمساعديه السابقين، حيث إن "واشنطن تحاول اغتيال رئيس يمثل الشعب الأمريكي الحقيقي وتشويه صورته" بحسب وصفهم على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.
أما المطالبون بعزله فيقولون إن ترامب "جعل أمريكا تعيسة مجددا" بسبب المشاكل الداخلية التي تواجه المجتمع الأمريكي بسبب تفشي العنصرية والمظاهرات التي تجوب جميع أنحاء البلاد بسبب عودة التنظيمات العنصرية إلى الساحة، بالإضافة إلى أن ترامب يستعمل جميع السبل الملتوية لتحقيق أغراضه، وأن تعاونه مع الروس لا يأتي كمفاجئة بالنسبة لرجل حقق ثروته "بالخداع" على حسب زعمهم.
وبالنسبة لترامب نفسه، فقد حرص ترامب على مهاجمة بابادوبوليس تحديداً، ووصفه بأنه "كاذب، ومجرد متطوع صغير" في حملته. لكن كينيث غود، الخبير القانوني في مركز أمريكا التقدمي أوضح إن ما كشفه مولر خصوصاً على صعيد التعاون مع بابادوبوليس هو قنبلة تضع رئاسة ترامب في خطر.
وكان الإعلام الأمريكي كشف تسجيل اتصالات ورسائل أجراها مساعد ترامب السابق مع مسؤولين حاليين أو سابقين في دائرة معارف ترامب، مما يعني توافر أدلة ملموسة قد تستخدم للضغط على مانافورت الذي يواجه عقوبة السجن لمدة ١٥ عاما إذا لم يتعاون مع المحققين.
ويتوقع أن تزيد شركات الإنترنت العملاقة في الولايات المتحدة من حصار قضية التواطؤ مع روسيا للبيت الأبيض، إذ قد تكشف أكبر المنصات العالمية مثل فيسبوك وجوجل وتويتر أن المحتوى المدعوم من روسيا الهادف إلى التلاعب بالسياسة الأمريكية شاهده 126 مليون مستخدم في الولايات المتحدة لدى مثولهم أمام الكونجرس هذا الأسبوع، ما يعني أن تأثير ذلك المحتوى كان أكبر انتشارا مما يعتقد.
ووجدت جوجل أن حسابين تابعين لـوكالة البحث على الإنترنت الروسية أنفقا 4700 دولار على إعلانات خلال فترة انتخابات العام الماضي، وفق ما أعلن مستشارها القانوني العام كينت ووكر ومدير أمن معلوماته ريتشارد سالغادو، وتم رصد 18 قناة على يوتيوب يرجح أنها مرتبطة بالحملة، بعدما نشرت مقاطع مصورة باللغة الإنجليزية يبدو أنها تضمنت لقطات موجهّة سياسياً.
وتم نشر 1108 تسجيلات من هذا النوع، مما يعادل 43 ساعة من المحتوى بلغ عدد مشاهداتها 309 آلاف خلال الأشهر الـ18 التي سبقت الانتخابات.
aXA6IDEzLjU4LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز