8 حقائق تشرح تاريخ «خطاب حالة الاتحاد» بأمريكا

هو ليس مجرد مناسبة رئاسية، بل تقليد تاريخي له جذور عميقة، شهد عبر الزمن تحولات جذرية من رسائل مكتوبة إلى خطابات متلفزة تخاطب الملايين.. إنه "خطاب حالة الاتحاد" في أمريكا.
وبعد أكثر من شهر على تنصيبه، يلقي الرئيس دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، خطابه الأول أمام الكونغرس منذ عودته إلى البيت الأبيض، عند الساعة 21,00 (02,00 بتوقيت غرينتش الأربعاء).
وأمام أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، من المتوقع أن يعرض ترامب التدابير التي اتخذها خلال أول 44 يوما من توليه منصبه، وتلك التي يعتزم اتخاذها خلال السنوات المتبقية من ولايته.
وخطاب حالة الاتحاد، تقليد متجذر في دستور الولايات المتحدة، حيث تنص المادة الثانية، القسم 3 على ما يلي: "يجب على الرئيس من وقت لآخر أن يقدم إلى الكونغرس معلومات عن حالة الاتحاد، ويوصي باتخاذ الإجراءات التي يراها ضرورية وملائمة للنظر فيها.
ورغم أن الدستور لا يحدد بشكل دقيق ماذا يعني "من وقت لآخر"، إلا أن الرؤساء تقليديا يلقون هذه الرسالة مرة واحدة كل عام.
وحتى عام 1934، كانت رسالة حالة الاتحاد تُسلَّم عادةً في ديسمبر/كانون الأول بدلاً من يناير/كانون الثاني أو فبراير/شباط.
وفي عام 2022، أصبح جو بايدن أول رئيس يلقي خطاب حالة الاتحاد في مارس/أذار.
وفيما يلي ثماني حقائق ، تستعرضها "العين الإخبارية" استنادا لما طالعته في وسائل إعلام أمريكية بينها شبكة بي بي إس" التلفزيونية، ووكالة "أسوشيتد برس".
وتشمل الحقائق التالية، كيف تطور خطاب "حالة الاتحاد" عبر العقود؟ وما أهم المحطات التي شكّلت هذا الحدث السنوي؟
من ألقى أول خطاب حالة الاتحاد؟
جورج واشنطن في 8 يناير/كانون الثاني 1790،بنيويورك.
هل يجب أن يكون خطابا؟
لا. في خطابه الأول الذي ألقاه في 8 ديسمبر/كانون الأول 1801، أرسل توماس جيفرسون نسخا مكتوبة إلى مجلسي الكونغرس لقراءتها من قبل موظفي كل غرفة.
أراد جيفرسون تبسيط ما اعتقد أنه تقليد أرستقراطي لخطاب الملك البريطاني من العرش، والذي اعتقد أنه غير مناسب للجمهورية.
استمرت ممارسة إرسال نسخ مكتوبة إلى الكونغرس لأكثر من قرن من الزمان.
في 8 أبريل/نيسان 1913، استأنف وودرو ويلسون لاحقا تقليد إلقاء الرسالة السنوية شخصيا. كما يُنسب إليه الفضل في تحويل الخطاب من تقرير عن نشاط السلطة التنفيذية إلى مخطط لأجندة الرئيس التشريعية لهذا العام.
متى أصبح يُعرف بخطاب "حالة الاتحاد"؟
طبق فرانكلين د. روزفلت العبارة الدستورية "حالة الاتحاد" على كل من الرسالة والحدث. وأصبحت المصطلح الشائع منذ ذلك الحين.
كيف تأثر الخطاب بالتكنولوجيا؟
ألقى كالفين كوليدج أول خطاب تم بثه عبر الراديو في عام 1923.
وكان خطاب هاري ترومان في عام 1947 هو أول خطاب يتم بثه على التلفزيون.
ثم أدرك ليندون جونسون أهمية وجود جمهور وطني عندما نقل الخطاب من منتصف النهار إلى الساعة 9 مساء في عام 1965 لجذب أكبر عدد من مشاهدي التلفزيون.
وكان خطاب جورج دبليو بوش في عام 2002 هو أول خطاب متاح كبث مباشر على الويب على موقع البيت الأبيض.
هل هناك خطاب حالة الاتحاد كل عام؟
لا. لم يلق كل من ريغان عام 1981، وجورج بوش الأب- 1989، وبيل كلينتون- 1993، وجورج دبليو بوش- 2001، وباراك أوباما-2009، وترامب- 2017، وبايدن- 2021 - خطاب حالة الاتحاد الرسمي في عامهم الأول في مناصبهم.
كان من المفترض أن يأتي هذا الخطاب بعد خطابات تنصيبهم بفترة وجيزة. ومع ذلك، ألقى العديد منهم خطابا رئيسيا أمام الكونغرس بعد فترة وجيزة من تنصيبهم.
هل كان يتم إلقاؤه دائما شخصيا منذ استأنف ويلسون ذلك؟
لا. أرسل ترومان رسالته الأخيرة مطبوعة، كما فعل أيزنهاور عام 1961 وكارتر في 1981.
عندما تعافى أيزنهاور من نوبة قلبية في عام 1956، أعدّ ملخصا مصورا لمدة سبع دقائق للرسالة من منزله في كي ويست بولاية فلوريدا، والذي تم بثه على مستوى البلاد.
أرسل ريتشارد نيكسون رسالة مطبوعة في عام 1973، وقال موظفوه إن الرسالة الشفوية كانت ستأتي قبل وقت قصير من خطاب تنصيبه الثاني.
أي الرؤساء لم يلقوا رسالة حالة الاتحاد؟
ويليام هنري هاريسون، الذي توفي بعد 32 يوما من تنصيبه في عام 1841، وجيمس أ. جارفيلد، الذي اغتيل في 1881 بعد 199 يوما في منصبه.
أطول وأقصر خطاب
بعض الرؤساء يختصرون خطاباتهم عن حالة الاتحاد، والبعض الآخر يبالغون فيها. ويحمل جورج واشنطن الرقم القياسي للإيجاز، حيث استخدم 1089 كلمات فقط في عام 1790. وهذا أطول قليلاً من مقال افتتاحي في إحدى الصحف.
ومنذ بداية عصر التسجيل الصوتي للخطابات، يحمل ريتشارد نيكسون الرقم القياسي لأقصر خطاب عن حالة الاتحاد، إذ سجل خطابه عام 1972 لمدة تقل عن تسع وعشرين دقيقة.
فيما يحمل جيمي كارتر الرقم القياسي لأطول خطاب عن حالة الاتحاد، حيث أرسله كتابيا إلى الكونغرس عام 1981، وبلغ عدد كلماته 33667 كلمة، وكان آخر مرة يرسل فيها الرئيس الخطاب مكتوبا فقط إلى الكونغرس.
أما بيل كلينتون فيحمل الرقم القياسي لأطول خطاب عن حالة الاتحاد يلقى شخصيًا، حيث استغرق ساعة وثمانية وعشرين دقيقة، في عام 2000.