ترامب وإنهاء الحرب.. رهانات سودانية على «براغماتية» العائد
"الإدارة السابقة لم تحل أي أزمة في العالم". كلمات من خطاب تنصيب الرئيس دونالد ترامب، أشعرت أطراف النزاعات بأمل لإنهائها.
السودان بلد يعاني حربا ضروسا منذ أبريل/نيسان 2022، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وتصاعدت حدة الحرب رغم محاولات الإدارة الأمريكية السابقة إنهائها.
وأنهت إدارة الرئيس السابق جو بايدن مساعيها في السودان، بفرض عقوبات على البرهان، بعد أن كانت أقرت مثيلتها على حميدتي.
وبعد تنصيب ترامب، وتدشين ولايته الثانية بخطاب تحدث فيه عن "إيقاف الحروب وروح جديدة من الوحدة ستجلبها بلاده للعالم"، يعول خبراء سودانيون على رغبة الرئيس الجديد في أن يكون إرثه أنه "صانع سلام".
برغماتية ترامب
وقال مستشار رئيس الوزراء السوداني السابق، فائز الشيخ، في تصريح لـ "العين الإخبارية"، إن ترامب "يحسب خطواته بمؤشرات الربح والخسارة، والسودان في حد ذاته ليس أولوية بالنسبة له، لكنه سيكون مُلحقا بسياساته في الإقليم".
وأشار إلى أن "إدارة ترامب الأولى (2017 - 2021)، هي التي رعت التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، ورفعت اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعمت الفترة الانتقالية".
مضيفا: "ما يميز ترامب هو البراغماتية والوضوح على عكس الديمقراطيين، لذا سيسعى إلى إنهاء الحرب في السودان عبر حلفائه في المنطقة، بهدف محاصرة الوجود الإيراني في البحر الأحمر واحتواء أي تحركات عبر السودان يمكن أن تُهدد الأمن الإسرائيلي".
مبدأ الصفقات
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة "التيار" السودانية، عثمان ميرغني، إن ترامب يُدير السياسة الخارجية بـ "مبدأ الصفقات لا التحالفات"، والسودان حتى الآن لم تستقر سياسته الخارجية ليتبادل المصالح المباشرة مع الدول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا.
واعتبر ميرغني، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن "إعلان ترامب رغبته في إنهاء الحرب وصنع السلام، قد يكون المدخل الأهم في تعامله مع الوضع الراهن في السودان، الذي يشهد واحدة من أكبر الحروب في العالم، لكن الأمر يتوقف على قدرة الخرطوم على تطوير سياسة خارجية بأبعاد استراتيجية".
التأثير الإقليمي
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي أنور سليمان، في حديث لـ "العين الإخبارية"، أن ترامب ليس متوقعا منه الكثير في السودان، رغم أنه جعل من إنهاء الحروب في العالم عنوانا لسياسته الخارجية.
وحمّل سليمان إدارة ترامب الأولى المسؤولية عن انهيار السلطة المدنية خلال المرحلة الانتقالية في السودان، معتبرا أن الإدارة الأمريكية إبان تلك الفترة "أضعفت المكون المدني ومارست ضغوطًا على السودان لإنجاح مشروع التطبيع مع إسرائيل، واعتمدت فيه على المكون العسكري، الذي وظّف ذلك لإحكام انفراده بالسلطة، ما أوصل البلاد إلى الحرب الحالية".
aXA6IDMuMTM3LjE2NC4yNTQg جزيرة ام اند امز