ترامب: نعمل مع الإمارات والسعودية ومصر لوضع حد للفظائع بالسودان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده ستعمل مع الإمارات والسعودية ومصر لوضع حد للفظائع في السودان.
وفي منشور عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" الأربعاء كتب ترامب: "تجري فظائع هائلة في السودان، لقد أصبح المكان الأكثر عنفًا على وجه الأرض، وكذلك أكبر أزمة إنسانية منفردة، هناك حاجة ماسة إلى الغذاء والأطباء وكل شيء آخر".
وأضاف ترامب: "لقد طلب مني قادة عرب من مختلف أنحاء العالم، ولا سيما صاحب السمو ولي العهد السعودي ذو الاحترام الكبير، الذي غادر الولايات المتحدة للتو، أن أستخدم قوة ونفوذ الرئاسة لوقف ما يحدث في السودان على الفور".
وتابع قائلا "يُعتبر السودان حضارة وثقافة عظيمة، لكنه للأسف انحرف، غير أنه قابل للإصلاح بتعاون وتنسيق الدول، بما في ذلك الدول ذات الثروات الهائلة في المنطقة، التي ترغب في أن يتحقق ذلك".
وأضاف "سنعمل مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وشركاء آخرين في الشرق الأوسط لإنهاء هذه الفظائع، وفي الوقت نفسه استقرار السودان. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر. ليبارك الله العالم!".
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن ترامب خلال مشاركته في منتدى أمريكي - سعودي للأعمال، أنه سيبدأ "العمل" على ملف السودان بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
وقال ترامب إن "سمو الأمير يريد مني القيام بشيء حاسم يتعلق بالسودان.. لم يكن السودان ضمن الملفات التي أنوي الانخراط فيها، وكنت أعتقد أن الوضع هناك فوضوي وخارج عن السيطرة".
وتابع قائلا: "لكنني أرى مدى أهميته بالنسبة إليكم ولعدد كبير من أصدقائكم في القاعة.. سنبدأ العمل على ملف السودان".
وكانت واشنطن قد حضّت طرفي النزاع في السودان على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، في وقت صرّح مبعوث ترامب إلى أفريقيا مسعد بولص لوكالة فرانس برس السبت الماضي أن الحرب في السودان تُعدّ "أكبر أزمة إنسانية في العالم".
لكن ترامب نفسه نادرا ما تطرّق إلى النزاع في السودان، مركّزا بدلا من ذلك على غزة وأوكرانيا في مسعاه للفوز بجائزة نوبل للسلام.
ويعكس تعهّده البدء بالعمل على ملف السودان علاقته الوثيقة مع ولي العهد السعودي، الذي استقبله بحفاوة في البيت الأبيض الثلاثاء.
اختراق
ولأول مرة منذ اندلاع الحرب بالسودان في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، يسود شبه إجماع دولي وإقليمي على رفض الحل العسكري.
كما يسود اتفاق كلي على المسار التفاوضي الذي يقود إلى إنهاء النزاع، استنادا إلى مرجعية المخرجات المعلنة في 12 سبتمبر/أيلول الماضي، المعروفة باسم "خارطة طريق دول الرباعية لحل الأزمة السودانية".
خارطة طريق تهدف للوصول إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، يليها وقف دائم لإطلاق النار وفترة انتقال تمتد 9 أشهر تفضي إلى تشكيل حكومة مدنية.
إلا أن حكومة بورتسودان، أعلنت رفضها لهذه الخارطة، وانحيازها لتنظيم الإخوان المتغلغل داخلها، ضاربة بمصلحة الشعب السوداني عرض الحائط.
وتضم دول الرباعية كلا من الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة، وهي المجموعة التي حظيت جهودها المتواصلة في حلحلة الأزمة السودانية بتأييد واسع من مؤسسات المجتمع الدولي والإقليمي، فضلا عن ترحيب كبير من القوى المدنية والسياسية السودانية الرافضة لاستمرار الحرب.
وفي تصريح سابق مع "العين الإخبارية"، رأى المصباح أحمد محمد، رئيس دائرة الإعلام في حزب الأمة القومي بالسودان، أن "مسار الرباعية يمكن أن يشكل قاعدة واقعية للانطلاق نحو الحل، إذا ما توفرت الإرادة السياسية الصادقة لدى الأطراف السودانية، وتم توحيد كل المبادرات تحت مظلة واحدة منسقة مع الرباعية، مع توفير آليات دولية فعّالة للمراقبة والمتابعة، والتعامل مع هذا المسار بوصفه منصة لتيسير الحل السوداني لا وصاية خارجية عليه".
ورغم اعتراضه السابق على الانخراط في جهود السلام أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي، استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق السلام، عقب تعهد الرئيس الأمريكي بالعمل على إنهاء الحرب في السودان.
وقال مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان في بيان إن الحكومة السودانية "تؤكد استعدادها للانخراط الجاد معهم من أجل تحقيق السلام".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز