حمدوك يدعو الجيش لقبول الهدنة.. ويطرح خارطة شاملة لإنقاذ السودان
حذر الدكتور عبدالله حمدوك، من خطر انزلاق السودان إلى «بؤرة ومرتع للجماعات الإرهابية» في حال استمرار الحرب وانهيار مؤسسات الدولة.
ودعا حمدوك، رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تحالف قوى الثورة «صمود»، في الوقت نفسه الجيش السوداني إلى الاقتداء بما وصفه بالترحيب العلني من جانب قوات الدعم السريع بجهود السلام ووقف إطلاق النار دون شروط.
وطالب حمدوك، في كلمة إلى المجتمع المحلى والاقليمى والدولي عن الوضع الراهن، بوقف فوري للقتال وفتح ممرات إنسانية، وإطلاق مسار سياسي شامل يعيد البلاد إلى طريق الديمقراطية.
وقال حمدوك إن الحرب «بلغ فيها الألم مداه»، بينما تُباد المدن والقرى وتُقتلع الأسر من جذورها، في ظل نزوح ولجوء وجوع وخوف «فاق كل وصف».
وأكد أن ملايين السودانيين يعيشون وضعًا إنسانيًا كارثيًا، وأن مئات الآلاف من المدنيين يُقتلون ويُشرّدون كل شهر، فيما تحولت أحياء كاملة في دارفور والخرطوم وكردفان إلى أطلال، وانهارت مؤسسات الدولة وخدماتها الأساسية.
انهيار الخدمات وانتشار الانتهاكات
وأوضح حمدوك أن السودان يشهد حربًا «شاملة» تستهدف الإنسان في حياته وكرامته وهويته، مشيرًا إلى توثيق واسع لجرائم حرب وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني.
كما أشار إلى تقارير بشأن استخدام أسلحة كيميائية، إضافة إلى عمليات تهجير قسري وتدمير المنازل وحرمان جماعي من الوثائق الثبوتية، ما يعرض الملايين لخطر التمييز والإقصاء.
وأشار إلى أن المجاعة باتت «على الأبواب»، بفعل انهيار سلاسل الإمداد، والحصار على مناطق واسعة، وانعدام الأمن، ما رفع معدلات الجوع إلى مستويات «كارثية تهدد حياة الملايين».
رسالة إلى الشعب السوداني
وفي رسالته للشعب، حيّا حمدوك «صمود السودانيين وصبرهم الذي يفوق الوصف»، مشيدًا بتمسكهم بالتكافل رغم النزوح والجوع وخطاب الكراهية، ومؤكدًا أن هذه الروح هي التي ستحفظ السودان وتعيد بناءه بعد توقف الحرب.
وقال إنه ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع القتال، ظلّ يدعو الأطراف إلى صوت العقل حفاظًا على ملايين الأبرياء الذين أصبحوا بين قتيل وجريح ومشرّد، وإنه سيواصل العمل «دون كلل» إلى أن تضع الحرب أوزارها، متشبثًا بشعارات ثورة ديسمبر «حرية، سلام، وعدالة».
نداء للأطراف المتحاربة
ووجّه حمدوك نداءً مباشرًا إلى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لوقف الحرب فورًا، مؤكدًا أنه «لا يوجد طرف رابح»، وأن الوطن والشعب هما الخاسر الأكبر.
ودعا الطرفين إلى الاستجابة لصرخات الجوعى والجرحى والنازحين، محذرًا من أن التحريض على استمرار القتال «مشاركة مباشرة في القتل»، وأن الكلمة في زمن الحرب «موقف يتحمل قائله المسؤولية».
وشدد على أن الحوار هو الطريق الوحيد، وأن السودان «يسع الجميع».
وتابع حمدوك: «نخشى أن يتحول السودان في حال انهيار وتفكك الدولة إلى بؤرة للجماعات الإرهابية».
ودعا حمدوك «الجيش السوداني إلى الاقتداء بالدعم السريع في الترحيب العلني بجهود السلام ووقف إطلاق النار دون شروط».
دعوة للمجتمع الإقليمي والدولي
وأشاد حمدوك بالجهود الإقليمية والدولية المتزايدة تجاه الأزمة، وخاصة خارطة طريق الدول الرباعية (أمريكا، دولة الإمارات، السعودية، ومصر)، معتبرًا أنها أعادت «بارقة أمل» للسودانيين بعد فترة طويلة من التجاهل الدولي للأزمة.
ودعا الرباعية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيجاد والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ودول الجوار إلى تنسيق وثيق بين جميع المبادرات، واتخاذ خطوات عاجلة تشمل:
- وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وفق مقترح الرباعية، بما يضمن إغاثة الأرواح وفتح الباب لوصول المساعدات.
- ضمان وصول الإغاثة بلا قيود وتأمين العاملين في المجال الإنساني ومنع عرقلة المساعدات أو استخدامها كورقة حرب.
- حماية المدنيين عبر وقف القصف العشوائي وفتح ممرات آمنة والتحقيق في الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
- تعبئة الموارد الدولية لسد فجوة التمويل وضمان توفير الغذاء والدواء والماء والمأوى، ودعم المجتمعات المضيفة للاجئين.
- إطلاق عملية إنسانية شاملة عبر الحدود لتمكين وصول الإغاثة للمحاصرين، مع تجديد المطالبة بإنشاء آلية إنسانية إقليمية خاصة بالسودان بإشراف أممي.
مسار سياسي شامل بعد وقف الحرب
وأكد حمدوك أن وقف الحرب ليس هدفًا بذاته، بل «المدخل الوحيد» للعودة إلى المسار الديمقراطي وإعادة بناء السودان على أساس العدالة والمواطنة وسيادة القانون. وشدد على أن العملية السياسية يجب أن تكون «شاملة وعادلة وذات مصداقية»، تستند إلى تطلعات ثورة ديسمبر/كاونون الأول.
واختتم حمدوك كلمته بالتأكيد على أن السودان قادر على النهوض مجددًا، وأن إرادة شعبه «أقوى من الخراب»، داعيًا أصدقاء السودان حول العالم إلى الوقوف مع الشعب «اليوم وليس غدًا»، لأن الألم «بلغ منتهاه» ولأن ملايين الأرواح مهددة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA==
جزيرة ام اند امز