كيف تضغط على ترامب بدقة سويسرية؟.. هدايا ثمينة وذهب وكلام معسول
في محاولة للالتفاف على الرسوم الجمركية القاسية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات السويسرية، لجأت بيرن إلى استراتيجية مختلفة تمامًا عن الرد بالمثل.
فقد أوفدت وفدًا رفيعًا من كبار رجال الأعمال محمّلًا بهدايا فاخرة تضمنت ساعة مكتبية فريدة من “رولكس”، وسبيكة ذهبية شخصية تزن كيلوغرامًا كاملًا، إلى جانب كثير من المديح الموجّه للرئيس الأمريكي.
ووفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي، تدرك الشركات والحكومات منذ سنوات أن ترامب يُبدي إعجابًا خاصًا بالهدايا الفاخرة، خصوصًا الذهب، وأن مثل هذا "الدلال" غالبًا ما يفتح الأبواب أمام تفاهمات أسهل.
وقد حملت السبيكة السويسرية، التي قُدمت للرئيس خلال الزيارة التي جرت في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، الرقمين 45 و47 في إشارة إلى فترتي ترامب الرئاسيتين. وتقدّر قيمتها بأكثر من 130 ألف دولار.
وبحسب مسؤولين في البيت الأبيض، فقد قَبِل ترامب هذه الهدايا نيابةً عن مكتب مكتبته الرئاسية، ما يجعلها قانونية وفق البروتوكول.
سباق الهدايا
لم تكن سويسرا وحدها هي من خاضت هذا المسار. ففي أغسطس/ آب، رفع الرئيس التنفيذي لشركة "آبل" تيم كوك سقف الهدايا حين أهدى ترامب قرصًا زجاجيًا منقوشًا بقاعدة من الذهب عيار 24، احتفالًا باستثمار الشركة البالغ 100 مليار دولار في الولايات المتحدة لتجنّب رسوم ترامب.
كما قدّم القائمون على أولمبياد لوس أنجلوس مجموعة من ميداليات ألعاب 1984 التذكارية، في إشارة إلى دورة الألعاب لعام 2028 التي سيشرف ترامب على استضافتها.
وتدفقت تبرعات من شركات ورجال أعمال تخطت 300 مليون دولار للمساهمة في بناء قاعة احتفالات كبرى ملحقة بالبيت الأبيض، يخطط ترامب لتزيينها بالذهب على طريقة الملك "ميداس".
ورغم أن هدية "آبل" كانت المفضلة لدى ترامب، فإن وصول الوفد السويسري قلب الموازين. وقال أحد مسؤولي الإدارة لموقع "أكسيوس: "كان من الصعب التفوق على آبل، لكن السويسريين فعلوها".
لم تكن الجهود بلا مقابل. فقد أعلنت الحكومة الأمريكية يوم الجمعة خفض الرسوم الجمركية على السلع السويسرية من 39 إلى 15 في المئة.
وفي المقابل، وافقت سويسرا على خفض حواجز تجارية طالما انتقدها ترامب، كما تعهّدت شركاتها بضخ المزيد من الاستثمارات في الولايات المتحدة.
وكانت هذه الرسوم قد تسببت في أضرار كبيرة للاقتصاد السويسري منذ أغسطس/ آب، فيما فشلت رئيسة الوزراء كارين كيلر-سوتر في إقناع ترامب بالتراجع عنها خلال محادثات سابقة.
وقال ترامب لقناة "سي إن بي سي" تعليقًا على لقائه معها: "كانت امرأة لطيفة، لكنها لم تكن تريد أن تستمع".
رهان على رجال الأعمال
بعد تعثر المحادثات السياسية، غيّرت سويسرا آليتها وقررت مخاطبة ترامب عبر رجال الأعمال، إدراكًا منها لمدى ارتياحه للتعامل مع كبار قادة الصناعة.
وقال مسؤول في الإدارة: "ترامب رجل أعمال، ويحب الحديث عن المال مع رجال الأعمال".
وجاء الوفد الذي استقبله ترامب في المكتب البيضاوي مكوّنًا من أسماء بارزة في عالم الأعمال. وبدت الهدايا وحديث المجاملة في صميم ما يفضله ترامب. فبعد اللقاء مباشرة كتب على منصة "تروث سوشيال: "أود أن أشيد بكل الحاضرين على عمل رائع."
وبعد أيام، أعلن الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير الاتفاق التجاري الجديد، واصفًا ترامب بأنه صاحب "قدرات تفاوضية لا مثيل لها"، مؤكدًا أن صفقاته "تواصل تحقيق المكاسب للشعب الأمريكي".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز