رسوم ترامب تهدد صناعة الأحذية في إندونيسيا.. خطة بديلة قيد التنفيذ (صور)

ينصرف العمال في متجر للأحذية الجلدية في مدينة باندونغ الإندونيسية لتنفيذ طلبية من تكساس لكن المالكة إتناواتي ميلاني تقول إنها تخشى أن يتراجع هذا النوع من الأعمال مع دخول رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية على الصادرات حيز التنفيذ.
والولايات المتحدة أكبر سوق لصادرات الأحذية الإندونيسية وقد أعلن الرئيس الأمريكي الثلاثاء أنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 19% على أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا.
والنسبة أدنى من تلك التي هدد بها ترامب في أبريل/نيسان والبالغة 32%، وأفضل من الـ20% التي فرضها على فيتنام.
غير أن إتناواتي التي كانت تخطط لتوسيع تجارتها في الولايات المتحدة، قالت إنها ستركز الآن على أسواق أخرى.
وقالت لوكالة فرانس برس "عليّ أن أطور استراتيجية جديدة ربما علينا تنويع أسواقنا وسلعنا وهكذا. إذا كان بالإمكان دخول (السوق الأمريكية) ولكن ليس بكميات كبيرة في البدء".
أضافت "لا يمكننا الاعتماد فقط على الولايات المتحدة. ما زالت هناك العديد من الأسواق في العالم. يمكننا ان ننتقل إليها".
وتابعت "أعتزم التركيز على اليابان وشركاء روس".
في مقابل خفض الرسوم تعهدت إندونيسيا تخصيص مليارات الدولارات لزيادة واردات الطاقة والزراعة والسلع من الولايات المتحدة، وقال ترامب إن جاكرتا تعهدت شراء 50 طائرة بوينغ.
ولم يتضح بعد موعد بدء تطبيق نسبة الرسوم الجديدة ولم يصدر عن المسؤولين الإندونيسيين أي تعليق يذكر فيما يعود الرئيس برابوو سوبيانتو من زيارة إلى أوروبا.
غير أن كبير المفاوضين إيرلانغا هارتارتو قال الأسبوع الماضي بعد لقائه كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن إن المحادثات كانت "إيجابية".
واعتبر برابوو، بعد التهديد الأولي بفرض رسوم في أبريل/نيسان، أن ترامب ربما يساعد جاكرتا بدفعها إلى إعادة النظر في فائضها التجاري مع أكبر اقتصاد في العالم.
وتُظهر بيانات مكتب الممثل التجاري الأميركي أن عجز تجارة السلع بين واشنطن وإندونيسيا بلغ 17.9 مليار دولار في 2024، بزيادة بنسبة 5.4% عن العام السابق.
تعد باندونغ ثالث أكبر مُصدر للأحذية إلى الولايات المتحدة بعد الصين وفيتنام، بحسب مرصد التعقيد الاقتصادي.
لذا يُرجح أن تُلحق أي رسوم جمركية جديدة الضرر بالأعمال التجارية، لا سيما في باندونغ التي تعرف صناعة الأحذية فيها على مستوى العالم بأحذيتها الجلدية العالية الجودة والمصنوعة يدويا بإتقان.
وانتقد خبراء اقتصاد في إندونيسيا الاتفاق مع واشنطن الذي يقول ترامب إنه سيمنح الصادرات الأمريكية في المقابل وصولا إلى السوق الإندونيسي بدون أي رسوم.
وقال يوسي ريزال داموري المدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره جاكرتا لوكالة فرانس برس الأربعاء "هذا ليس اتفاقا. إنه اتفاق من جانب واحد".
لكنه توقع أن يتحمل المستهلكون الأمريكيون التكاليف على الأرجح أكثر من الشركات الإندونيسية، فيما تصل رسوم ترامب إلى العديد من الدول.
وقال "الولايات المتحدة نفسها ستكون الأكثر تضررا. سترتفع الأسعار".
وأظهرت بيانات الثلاثاء ارتفاعا حادا في معدل التضخم في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران مع بدء تطبيق الرسوم.
وشهد عمال المتجر الأكثر خبرة مثل جاجانغ - الذي كغيره من الإندونيسيين يعتمد اسما واحدا - تقلبات في الأعمال التجارية، إذ أثرت جائحة كوفيد-19 على المبيعات ورأى تسريح العشرات من زملائه ووفاة العديد منهم.
وقال الرجل البالغ 53 عاما عند سؤاله عن رسوم ترامب: "لا أعرف شيئا عن هذه المسألة، المهم أنني أعمل هنا".
وانهمك أحد موظفي إتناواتي هو ليلي سوجاي في صنع حذاء لطلبية تكساس المكونة من ثلاثة أزواج، حذاء لركوب الخيل وحذاء غير رسمي وحذاء بدون كعب في ورشة عمل مجاورة للمتجر.
وقال إنه يخشى أن ينفر العملاء الأميركيون من ارتفاع التكاليف، فيما المتجر هو مصدر دخله الرئيسي لعائلته المكونة من ثلاثة أفراد.
لكن صانعي الأحذية مستعدون لتلبية أي طلبيات من الأميركيين الراغبين في دفع السعر الإضافي.
وقال الرجل البالغ 38 عاما "أنا قلق نعم، ولكن قبل تأكيد الطلب، نتفاوض مع الزبون على تكاليف الشحن والأسعار".
وأضاف "نتوصل إلى اتفاق. إذا أخذوا به ننفذه".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQzIA==
جزيرة ام اند امز